أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بان الغرب فشل في مجالات الإدارة والفلسفة الاجتماعية والأخلاق خلال مواجهته لفيروس كورونا المستجد.
جاء ذلك في كلمة القاها سماحة القائد خلال حضوره اليوم الاحد عبر الاتصال المرئي (فيديو كونفرانس) اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس وكورونا والذي عقد بحضور رئيس الجمهورية ووزيري الصحة والداخلية ورئيس الاركان العامة للقوات المسلحة والمحافظين واعضاء اللجان الفرعية للجنة الوطنية لمكافحة كورونا في المحافظات.
وفي كلمته التي القاها خلال الاجتماع اعتبر قائد الثورة اداء الشعب والمسؤولين في مجال مكافحة كورونا بانه "نهضة جهادية عظيمة وباعثة على الفخر" في مختلف الابعاد الاجتماعية والثقافية والطبية والصحية والعلمية والادارية والخدماتية.
واكد سماحته على تسجيل واعادة قراءة ورواية هذه الجهود والتضحية الوطنية فنيا واضاف، ان الشعب الايراني العزيز قد ابدع حقا بسلوكه المتسم بالوقار والصبر وجسّد الثقافة الاسلامية –الايرانية.
واشاد بالتقارير المناسبة جدا والتفصيلية التي طرحت خلال الاجتماع ووجه الشكر والتقدير للجهود المبذولة ليل نهار من قبل المسؤولين والمعنيين في مكافحة فيروس كورونا، شاكرا الباري تعالى للنجاح الكبير الذي تحقق في هذا المجال للشعب والمسؤولين في البلاد.
وقدم آية الله الخامنئي العزاء والمواساة لذوي الضحايا لفقد اعزائهم، سائلا الباري تعالى للمتوفين الرحمة الالهية وللمصابين بمرض كورونا وجميع المرضى الشفاء العاجل ولشهداء هذه الحركة الجهادية الدرجات العلى في جنان النعيم.
واشار سماحته في كلمته الى فشل الغرب في الاختبار العالمي امام كورونا واضاف، ان الغرب والمنبهرين بالغرب لا يريدون القبول بهذا الفشل ولكن ينبغي دراسة وتبيان ابعاد هذا العجز لان انتخاب المصائر المهمة للشعوب متعلق بالوعي والاطلاع على هذه الامور.
وفي مجال "فشل قدرات الادارة لدى الغرب" قال، ان كورونا بدا بالتفشي في اميركا واوروبا متاخرا عن الدول الاخرى اي ان الفرصة كانت متاحة لها للاستعداد لمواجهة هذا الفيروس الا انها لم تستطع العمل كما ينبغي، وان الارقام العالية للمصابين والمتوفين في اميركا وبعض الدول الاوروبية والمشاكل المختلفة الحاصلة لشعوب هذه الدول ومنها البطالة تثبت هذا العجز.
ووصف سماحته "فلسفة الغرب الاجتماعية" في مواجهة كورونا بانها فاشلة واضاف، ان روح ومضمون الفلسفة الاجتماعية في الغرب مبنيان على الماديات والمال ولهذا السبب لم يعيروا اهتماما في مسالة مرض كورونا للافراد المسنين والمرضى والفقراء والمعاقين ذهنيا ذلك لان هذه الشرائح غير قادرة على كسب المال ولهذا السبب فقد توفي عدد كبير في دور رعاية المسنين وهذه حقائق تكشف بوضوح فشل فلسفة الغرب الاجتماعية.
واشار سماحته الى "فشل الغرب في عرض الاخلاق العامة" في سياق دراسة الابعاد المختلفة لعجز الغربيين في مسالة فيروس كورونا.
ولفت الى حالات من الهجوم على المتاجر وبعض التحديات الاخرى واضاف، ان الغربيين ورغم كل ادعاءاتهم قد فشلوا في هذا المجال ايضا حيث ينبغي تبيين هذه الحقائق للراي العام.
وفي جانب اخر من حديثه اشار سماحته الى نقطتين مهمتين هما "ايلاء الاهمية للشبكة الصحية الطبية" و"اجراء دراسات دقيقة حول اغلاق او عدم اغلاق المساجد ومراكز الادعية".
وحول النقطة الاولى قال قائد الثورة، ان الشبكة الصحية الطبية مهمة جدا، وفيما لو حصل ما يتوقعه ويكرره البعض بان هذا الفيروس سيعود مجددا في فترة ما فان هذه الشبكة يمكنها ان تساعد كثيرا في مواجهة ذلك الوضع.
وحول مراسم الصلاة والعبادات في المساجد والاماكن المقدسة قال، انني لا اقدم اي مقترح في هذا المجال واتبع الراي والتشخيص الخبرائي للجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا ولكن ينبغي الالتفات الى ان العبادات والتوسل بالله تعالى خاصة في شهر رمضان المبارك وليالي القدر تعد من الحاجات الاساسية والحتمية للمواطنين الذين هم في القضايا المهمة بحاجة للمزيد من الصلة بالباري تعالى وبالطبع اعتقد بانه لو تم ايضا وضع قواعد صارمة في هذا المجال فان المؤمنين ومرتادي المساجد يلتزمون بها اكثر من الاخرين.
واعتبر سماحته راي اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا بانه معتبر مع الاخذ بنظر الاعتبار في الوقت ذاته وجهات نظر علماء الدين فيما يتعلق بضرورة الدعاء والتوسل.
واعتبر سماحته انتاج المستلزمات والمعدات في مختلف الاجهزة ومنها الشركات المعرفية وكذلك جهود المواطنين في مجال اعداد وانتاج المستلزمات الصحية من مفاخر الشعب الايراني.
كما اعتبر تقديم الخدمات الرفاهية ومشاركة الشعب والتعبئة والقوات المسلحة وجميع الاجهزة الاخرى في هذا المجال من حيث اتساع وتنوع الخدمات الشعبية، نهضة ايمانية مدهشة واضاف، ان هذه النهضة العظيمة والمشاركة الشعبية في الساحة لم تكن ممكنة من دون الارادة الالهية.
واشاد مرة اخرى بجهود الكوادر الطبية والصحية المتفانية وكذلك المساعي العلمية والبحثية في المراكز الجامعية وبعض الشركات المعرفية للكشف عن سلوك هذا الفيروس والتوصل الى اللقاح والدواء لمعالجته.
واعتبر مناورة المساعدة الايمانية للاسر المعسرة والمتضررة بسبب تفشي فيروس كورونا مجالا اخر لبروز مظاهر من الثقافة الاسلامية والثورية.
تعليقات الزوار