أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي على مواصلة اجتثاث الفساد بقوة بلا محاباة وعلى أساس الحق والعدل والقانون ومن دون التعدي والظلم بحق الأفراد الأبرياء.

وفي كلمته عبر الاتصال المرئي في الملتقى العام للسلطة القضائية، أكد قائد الثورة الإسلامية ضرورة الحفاظ على البلاد من جميع الجهات ومن ضمن ذلك أمام الممارسات العدائية لأميركا وبريطانيا الخبيثتين وقال، لو عملنا نحن بمسؤوليتنا فإنهم سيفشلون في كل ما يقومون به ولن يتمكنوا من تنفيذ مآربهم بفضل الباري تعالى وان نتيجة ضغوطهم القصوى حسب قولهم ستُواجَه بقبضة الشعب الإيراني على صدورهم لترغمهم على التقهقر.

وفي جانب آخر من حديثه أعرب سماحته عن سروره للإجراءات المتخذة في إطار السلطة القضائية خلال العام الأخير، مؤكدا على استمرار حركة التحول فيها بصورة متوازنة وحول محور شعبية السلطة وقال، إن مكافحة الفساد التي بلغت ذروتها اليوم يجب أن تستمر بقوة وبلا محاباة وعلى أساس الحق والعدل والقانون وكذلك من دون التعدي والظلم بحق الأفراد الأبرياء.

وحيّا سماحته ذكرى الشهيد المظلوم آية الله بهشتي والشهيد قدوسي والشهيد لاجوردي وسائر شهداء السلطة القضائية واعتبر "صياغة نسخة أكثر تطورا ورقيا لوثيقة التحول القضائي" بالاستفادة من أفكار الحوزة العلمية والجامعة والخبرات الداخلية للسلطة عملا قيما، داعيا للإعلان للشعب في الأوقات اللازمة عن تنفيذ هذه الوثيقة والبرامج المترتبة عليها، مما سيكون له تأثير بالتأكيد في أمل الشعب بالسلطة القضائية.

واعتبر التحول ضرورة مستمرة مترافقة مع مبادرات جديدة وأضاف، إن هذا العمل يجب أن يكون على أساس المبادئ الإسلامية والدينية لان التحول من دون أساس سيؤدي إلى التذبذب والفوضى.

واعتبر آية الله الخامنئي إيجاد التحول بأنه أمر صعب جدا عمليا وأضاف، هنالك معارضات ليست من باب سوء النية بل من باب العجز أو عدم توفر الصبر والأناة على تنفيذ التغييرات البنيوية وبطبيعة الحال هنالك معارضات من قبل منتفعين من الوضع الموجود وعراقيل وإثارة أجواء تقوم بها الشبكة المترابطة للمفسدين والمنفذين بما يجعل التحول أكثر صعوبة.

كما اعتبر محاولات الأعداء المستمرة لـ "إجهاض أي تحرك إصلاحي في النظام" عبر إثارة الأجواء الإعلامية وإيجاد الوساوس وسوء الظن لدى الرأي العام، من المصاعب الأخرى لإيجاد التحول وأضاف، إن الطريق الوحيد المؤثر لمواجهة جميع العوامل والعناصر المعارضة للتحول هو "عدم الانفعال والصبر والتوكل على الباري تعالى والمواصلة الشجاعة لطريق التحول".

وأكد ضرورة الاستفادة من الفن والإعلام لعرض الأنشطة المنجزة وأضاف، انه وفي ظل غفلة بعض المسؤولين المعنيين في مجال الرقابة على الأفلام نشهد للأسف عرض أفلام تثير الشكوك حول الأسس والمبادئ القضائية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأضاف، إن الغربيين وخلافا للواقع يعرضون محاكمهم في أفلامهم السينمائية وكأنها ساحة عدالة مطلقة لكننا لا نستفيد من الطاقات الفنية والإعلامية في عرض حقائق البلاد ونعرض العكس أحيانا.

وأشار إلى تصريحات الرئيس الأميركي حول الحكم بالسجن 10 أعوام على من يزيح رموز العبودية والتمييز العنصري أو قرار حكومته بفصل الأطفال المهاجرين عن أبويهم وأضاف، بطبيعة الحال لا تحتوي معظم الأفلام الغربية على مثل هذه الأمور اللاقانونية.

وأكد سماحة القائد بان الشعب يشعر بالأمل من التصدي للمفسد بلا محاباة وبلا تساهل لان الفساد المالي والاقتصادي كفيروس كورونا خطير جدا ومُعد ومُسر بشدة.

واعتبر سماحته الفرق الوحيد بين فيروس كورونا وفيروس الفساد هو أن فيروس كورونا يزول بغسل اليد فيما السبيل الوحيد لمواجهة فيروس الفساد هو قطع يد المفسد.

وأكد آية الله الخامنئي ضرورة الرؤية الخبرائية لتحديد الأرضيات المولدة للفساد للعمل من ثم على مكافحتها وأضاف، إن المعيار في مكافحة الفساد يجب أن يكون الحق والعدل والقانون فقط ولا ينبغي أن يكون هنالك أي اعتبار آخر.

وقال، انه مثلما لا ينبغي أن تكون هنالك محاباة في التصدي للفساد فانه ينبغي أيضا أن لا يتعرض الأفراد الأبرياء للتعدي وان يكون البت على أساس القانون والعدالة تماما ودون إثارة الأجواء.

وأكد آية الله الخامنئي بان قضية كورونا لم تنته بعد ومازالت مستمرة، داعيا جميع المواطنين والمسؤولين لأخذ التعليمات الصحية بجدية والحيلولة دون تفشي الفيروس من جديد.

وأشاد سماحته بالخدمات المضنية للكوادر الصحية والطبية واعتبر تفشي المرض بأنه يؤدي إلى إرهاقهم وأضاف، من الصحيح القول بضرورة العمل للحيلولة دون حدوث مشاكل اقتصادية من ناحية كورونا ولكن في حال عدم الاهتمام وتفشي المرض بصورة واسعة فان المشاكل الاقتصادية ستزداد أيضا.