إنّ أهم مصدر قوّة لنا في قيام الجمهورية الإسلامية، هي القوة البشرية، حيث لم يكن عندنا سلاح ولا أموال ولا تنظيم ولا حزب، ولا دعم عالمي، فلم ينتقد هذا الشعب إلاّ بقوّته الإنسانية، وما يملكه من الوعي والاستقامة, وهو الذي أشار إليه الإمام أمير المؤمنين في حرب صفين حيث قال: (ألا لا يحمل هذا العلم إلاّ أهل البصر والصبر)[1]، وإنّ قمِّة هذا البصر والصبر والوعي والاستقامة هم شهداؤنا وأسرانا والمعوقون من أبنائنا، فَهُم قمّة التضحية والإيثار والصبر والبصر والوعي والثبات والاستقامة، ولا تزال أمتنا بحاجة إلى التسلّح بهذه الأمور، ولا يكون ذلك إلاّ من خلال صيانة رموز حملة هذه الصفات وهم الشهداء والأُسرى والمعوقون.

إنّ احترامي للشهداء وإخلاصي لأسرهم ليس ناشئاً من عواطف جافّة, وإنما لكونهم الرمز والقيادة الحقيقية لأمتنا، فلابدّ من الحفاظ على ذكراهم، وإجلال أسرهم وذويهم الذين تمكّنوا من اجتياز هذا الطريق الطويل والمليء بالعقبات والمنعطفات بصبرهم واستقامتهم؛ لتبقى هذه الراية خفّاقة لأجيالنا ومستقبل بلادنا.

[1] نهج البلاغة, الخطبة: [ 173 ] [في رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ومن هو جدير بأن يكون للخلافة وفي هوان الدنيا]

 

كامل الخطاب