إن ميدان جهاد الشباب، اليوم، هو ميدان الحرب الناعمة. أعتقد، ودون مجاملة، أنهم ضباط هذا الميدان وليسوا جنوداً مبتدئين.

إنّنا اليوم ولحسن الحظ، لسنا في حربٍ عسكرية، ولو حان وقتها سيكون شبابنا في الخطوط الأماميّة. أما في الحرب الناعمة، وهي لسيت كالحرب العسكرية، فما ينبغي الالتفات إليه، أنّ هدف العدوّ هو الحرب النفسية، وأن يبدّل حسابات الخصم. فليست الحرب الناعمة كالحرب العسكرية.

 

*هدف الحرب

في الحرب العسكرية يكون هدف العدوّ أن يبيد ويدمّر مواقع الطّرف المقابل أو البلد الذي يهاجمه، وفي الحرب الاقتصادية الهدف هو القضاء على البُنى الاقتصادية التحتيّة، أما في الحرب الناعمة فيكون الهدف قلوب وعقول الشباب وإرادتهم، أي أنّ العدوّ يريد تبديل إرادتهم. لذلك تكون أحياناً الحربان: العسكرية والاقتصادية وسيلةً لتحقيق هدف الحرب الناعمة.

 

*هدف العدو

بالطبع، إنّ هذه ليست أسراراً مخفيّة. في البداية لم يصرّح أعداؤنا بهذه الأمور، ولكنهم باتوا، ومنذ مدّة، ينطقون بها ويعلنونها. في مرحلةٍ من المراحل هناك من قال دعوا القضيّة الفلسطينيّة، وقضية العدالة على المستوى العالمي، ودعم الشعوب التي تطالب بالعدالة، وتخلّوا عن كل هذه الشعارات. فلماذا تتعبون أنفسكم وتصرّون عليها؟ لذا، يجب على شبابنا، ضبّاط الحرب الناعمة، أن يقفوا مقابل هذه التصريحات وأن يقاوموا.

 

فكيف يكون ذلك؟

 

*المقاومة في الحرب الناعمة

أما سُبُل المقاومة التي على الشباب الالتفات إليها فعديدة، منها:

 

أوّلاً: رفع مستوى المعرفة بالقرآن، وذلك من خلال آثار المرحوم الشهيد مطهّري قدس سره، وآثار الفضلاء الكبار الذين هم لحسن الحظ موجودون الآن في الحوزات العلمية. فعليكم العمل على رفع مستوى معارفكم الدينية، وهذا من الأمور الضروريّة حتماً، وذلك من خلال المطالعات والدراسات الإسلامية.

ثانياً: الإشراف والتوجّه إلى أوضاع البلد. فالنظرة الفاحصة ومتابعة الواقع متلازمةٌ مع النقد.

إنّ النظرة الناقدة لا إشكال فيها، غاية الأمر أن تكون صحيحة ولا تخرج عن الإنصاف. وهذا أمر جدير أن تلتفتوا إليه، وأن لا تقعوا في عدم الإنصاف. لهذا فإنّ النقد المستمرّ والإشراف الدائم والمتوازن على أوضاع البلاد وعلى الإدارات يُعدّ من الأعمال المطلوبة. بالطبع يجب أن يكون ذلك متلازماً مع العقلانية والمداراة دون إفراطٍ ودون حدّة وتشدّد. وبرأيي هذا عملٌ آخر ضروريّ.

ثالثاً: التواصل مع التشكيلات الجامعيّة في العالم الإسلاميّ فهو أمرٌ مطلوب، ومن المناسب أن تتواصلوا وتقيموا العلاقات معها.

 

*حافظوا على شعلة الأمل

أعزّائي، إنّ القضية العمدة هي الأمل. إنّني أقول للشباب إنّ أخطر ما نواجهه هو قتل الأمل. فاسعوا إلى الحفاظ على حياة الأمل فيكم. ومهما أمكنكم احفظوا شعلة الأمل في قلوبكم وقلوب مخاطبيكم. فبالأمل يمكن التقدّم. وخاصة الأمل الذي تمنحنا إيّاه الوقائع بشكل صحيح.

اللهمّ! بمحمّد وآل محمد هبنا هدايتك وتفضّلاتك ولطفك وعونك نحن هذا الجمع، وجميع الجامعيين.

اللهمّ! اجعل كل ما ذكرناه وسمعناه لك وفي سبيلك، وبارك لنا في ذلك. واجعل حياتنا حياةً مرضيّةً عند وليّ العصر أرواحنا فداه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*  كلمة الإمام الخامنئي ألقاها دام ظله في حضور نخبة من الجامعيين، بتاريخ، 17 شهر رمضان 1433 هـ المواقف 6-8-2012 م.