أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي بأن الصهاينة لا يفهمون سوى لغة القوة، داعيا الشعب الفلسطيني لتعزيز قدراته ومقاومته لإرغام المجرمين على الاستسلام والكف عن ممارساتهم الوحشية. 

وفي كلمته خلال لقائه ممثلي التنظيمات الطلابية الجامعية، عبر الفيديو كونفرانس، أعرب سماحته عن أسفه العميق وإدانته الشديدة لحادثين مريرين ودمويين في العالم الإسلامي أي في أفغانستان وفلسطين وقال: لعنة الله على المجرمين الذين مزقوا البراعم المظلومة والزهور البريئة في أفغانستان وضرجوها بالدماء ووسعوا إجرامهم إلى هذا الحد بقتلهم هذه الفتيات الصغيرات.

وأشار قائد الثورة إلى جرائم الصهاينة الوحشية والظالمة في المسجد الأقصى والقدس الشريف وسائر مناطق فلسطين وقال: أن هذه الجرائم تجري أمام أنظار العالم وينبغي على الجميع العمل بمسؤولياتهم عبر ادانتها. 

وأشاد آية الله الخامنئي باليقظة والصمود والعزم الراسخ للشعب الفلسطيني وأضاف: إن الصهاينة لا يفهمون شيئا سوى لغة القوة لذا فانه على الفلسطينيين عبر تعزيز قدراتهم ومقاومتهم إرغام المجرمين على الاستسلام والكف عن ممارساتهم الوحشية.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى الاستراتيجية الأساسية للتحول والتغيير، مؤكدا ضرورة خلق نقلة وحركة جهادية ابتكارية في الأساليب والوظائف في جميع مجالات الحكم وأجزاء من نمط الحياة العامة، وأكد على أهمية المشاركة الكبيرة بالدرجة الأولى في انتخابات 18 يونيو/ حزيران وتبيين الآثار المهمة لهذه المشاركة، وقال انه في الدرجة الثانية ينبغي ومن خلال انتخاب جيد ومناسب اختيار شخص مخلص وثوري وكفوء وشعبي وزاخر بالأمل ومؤمن بالشباب والقدرات الداخلية، ومتطلعا حقا لإقرار العدالة ومحاربة الفساد.

وأضاف آية الله الخامنئي، في معرض تبيين بحثه الأساسي والمتمثل بقضية التحول والتغيير: إن المقصود والهدف من التحول هو الحفاظ على المبادئ والخطوط الأساسية للثورة وتعزيزها، بالطبع ، من خلال الابتكار على صعيد الآليات والأساليب.

وفي إشارة إلى استخدام مفهوم التغيير في أدبيات الدول الغربية المعارضة لإيران وكلمات أولئك الذين يميلون بشكل أساسي إلى الغرب في الداخل، قال: على العكس من هدفنا ومنطقنا، فإن هدفهم هو تغيير المبادئ وأسس الثورة، والعودة إلى الوراء، لذلك يجب على المرء أن يتوخى الدقة في مفهوم كلمة التحول.

وأوضح قائد الثورة الإسلامية سبب حاجة البلاد إلى التحول والتغيير قائلاً: بغض النظر عن العديد من الإنجازات والنجاحات التي تحققت في العقود الأخيرة ، فإننا نعاني في بعض المجالات من تخلف مزمن ومشاكل مزمنة لا يمكن معالجتها بالحركات الطبيعية ونحتاج إلى تغيير وحركة استثنائية وان هذه الحاجة من الضروريات في هذه المرحلة من الثورة لتحقيق الخطوة الثانية (الأربعون عاما الثانية للثورة).

واعتبر سماحته أن وضوح منطق التحول يحول دون الوقوع في الفوضى الذهنية والعملية في هذا الاتجاه، وقال: يجب أن يقودنا التحول إلى أفضل الأحوال أي تعزيز الخطوط الأساسية للثورة وتمهيد الطريق للمثل الأساسية مثل العدالة والاستقلال والحرية وترسيخ القيم الإسلامية في المجتمع.

وأشار آية الله الخامنئي في هذا الصدد إلى أن تحقيق هذه المُثُل الكبرى ، يستلزم بعض المُثُل الدقيقة مثل التقدم العلمي والاكتفاء الذاتي الاقتصادي والاقتدار في السياسة الخارجية ، وإبعاد البلاد عن شبكة احتكار قوى الاستكبار.

 

* تشكيل حكومة ثورية تتطلع للعدالة ومناهضة الفساد وتؤمن بالتغيير وقدرات الشباب

وشدد قائد الثورة الاسلامية على ضرورة تشكيل حكومة ثورية تتطلع للعدالة ومناهضة الفساد وتؤمن بالتغيير وقدرات الشباب، وقال انه لو وصلت مثل هذه الحكومة إلى السلطة، فسيتم حل المشاكل في وقت معقول وسيتم توفير الأرضية لتحقيق المثل العليا.

 

*السيادة الشعبية وانتخاب مسؤولي البلاد بيد المواطنين مهم جدا

ووصف قائد الثورة الإسلامية السيادة الشعبية وانتخاب المسؤولين بيد المواطنين بالأمر المهم جدا وأضاف: إن المشاركة الحماسية للشعب في الانتخابات له تأثير ايجابي كبير في تعزيز قدرات الحكومة المنتخبة ومن شان ذلك رفع مستوى سمعة وامن وقدرات البلاد الرادعة.

وأكد على المشاركة الواسعة في الانتخابات و"الانتخاب المناسب والجيد" وأضاف: انه ينبغي تشكيل حكومة ذات كفاءة وقدرة إدارة وزاخرة بالأمل ومؤمنة بالقدرات الداخلية.

وصرح بان الشخص الذي يعتقد بعدم إمكانية انجاز عمل ما في الداخل من النواحي الدفاعية والسياسية والاقتصادية والإنتاجية لا يليق بتولي السلطة. 

وحول المرشحين للانتخابات قال: انني لا اتدخل مطلقا بشان انتخاب الأفراد. في الدورات السابقة كان بعض الافراد الذين يعتزمون الترشيح يسألونني عن رأيي فكنت أقول لهم "لست موافقا ولا معارضا" أي انه لا رأي لي في ذلك، لكنني الآن لا أقول حتى هذه العبارة في هذه الدورة الانتخابية.

وأضاف: إن الأفراد الذين يرون في أنفسهم الجدارة والشروط القانونية اللازمة فليترشحوا ويقوم الشعب من ثم بالانتخاب عند رؤية برامجهم الانتخابية.

 

*التنظيمات الطلابية الجامعية

واعتبر سماحته التنظيمات الطلابية الجامعية فرصة كبيرة للبلاد وأكد دورها كمركز لإنتاج الفكر ومحرك لأنشطة التحول في مختلف القضايا الاجتماعية والعلمية وقال: إن "حضور الشباب المجاهد في ميدان مكافحة كرونا الخطير"، "الحضور الفاعل بشان القضايا الدولية مثل قضية الصحيفة الفرنسية المسيئة (للنبي "ص")، "الانفجار في جامعة كابول"، "قضايا فلسطين واليمن"، إبداء الرأي واتخاذ الموقف في قضية FATF"، "تعزيز قرار البرلمان الاستراتيجي في القضية النووية"، "ابداء رد الفعل تجاه مشاكل الخصخصة والتي حقق بعضها النتيجة اللازمة" تعد من أمثلة خطوات التنظيمات الطلابية الجامعية، وان مثل هذه المواقف تعزز هوية هذه التنظيمات.     

واعتبر آية الله الخامنئي، الانتخابات مجالا آخر لأداء الدور من قبل التنظيمات الطلابية الجامعية وتشجيع الجميع على المشاركة الحماسية والانتخاب المناسب وقال: إن بعض التصريحات ربما تكون من باب الحرص ولكن لا ينبغي أن تؤدي إلى اثباط عزم المواطنين عن المشاركة في الانتخابات.