التقى رئيس الدورة الخامسة لـ«مجلس خبراء القيادة» وأعضاؤها صباح الخميس 23/2/2023 مع قائد الثورة الإسلامية. 

وخلال اللقاء، قال الإمام الخامنئي إنّ «مجلس خبراء القيادة»  يُظهر التركيب للجمهوريّة والإسلاميّة في النظام الإسلامي. ولفت سماحته إلى أنّ قادة الديموقراطيّة الليبراليّة يسعون خلف راية الليبرالية والديموقراطيّة إلى نهب ثروات العالم والهيمنة على الدول والشعوب، في حين أن الجمهوريّة الإسلاميّة ترفض هذا الأمر وتعطّل خطّتهم.

 

وفي مستهل اللقاء، بارك سماحته حلول شهر شعبان والأعياد الشعبانية، ووصف مجلس الخبراء بأنه «التجسيد الحقيقي لامتزاج الجمهورية والإسلامية». وقال: «هذا المجلس منتخب من الشعب في ضوء تحقق السيادة الشعبية بمنتهى السلامة، كما أنه متشكل من علماء دين ويظهر الجوهر الديني للنظام». 

ورأى الإمام الخامنئي أن الموقعية والأهمية والحساسية لـ«مجلس خبراء القيادة» هي «أعلى من أي مركز ومؤسسة في النظام». وقال: «هذا المجلس هو الذي يعين القيادة وكذلك يضمن الوجود والاستمرارية لشروط القيادة عبر رقابته». كما رأى أن اهتمام الخبراء بمتابعة قضايا البلاد المختلفة هو «مطلب القيادة ومسألة صائبة»، مضيفاً: «الأهم بين المسائل كافة الاهتمام الجاد بالمسؤوليات الداخلية والخارجية لأعضاء "مجلس خبراء القيادة"». 

وذكر سماحته أن استمرار النشاط لهيئة التحقيق لدى «مجلس خبراء القيادة» في المتابعة والحرص على «حفظ شروط القيادة وأداء المسؤوليات المندرجة في الدستور والواجبات الجازمة الأخرى للقيادة أمرٌ في غاية الأهمية». وقال: «أهم مسؤولية للقيادة مراقبة الحركة العامة وحركة الأجزاء المهمة في النظام والحفاظ عليهما في اتجاه الثورة كي لا تنحرفا عن المسار الرئيسي فلا تنحرف الثورة الإسلامية مثل سائر الثورات». 

ووصف قائد الثورة الإسلامية العداء لـ«مجلس خبراء القيادة» بأنه عداوة لمبدأ الجمهورية الإسلامية، موضحاً: «بعض العداوات مع الجمهورية الإسلامية مرتبطة بقضايا سياسية، ومواقفها من قضايا مثل فلسطين، لكن بعض العداوات هي مع النظام نفسه». وفي تبيين الأسباب وراء هذا العداء، قال: «وقفت الجمهورية الإسلامية في وجه المعتقدين بالنموذج الغربي الذي يعارض أيّ تدخل للدين في القضايا الاجتماعية، وأمام قادة الديموقراطية الليبرالية الذين رسموا خطة الهيمنة على العالم خلف الراية الكاذبة للحرية والديموقراطية، فعطّلت خطتهم بوضعها السيادة الشعبية والحرية إلى جانب الدين».

 

وقال سماحته إن الموقعية الثانية لأعضاء المجلس هي «مكانتهم العلمائية»، مضيفاً: «البنية الشعبية القوية للجمهورية الإسلامية وعلاقة الشعب والنظام واعتمادهما على بعضهما بعضاً ثروة وطنية وحقيقة غير قابلة للكتمان ومنقطعة النظير، أو على الأقل قليلة النظير في العالم، وقد رأينا تجلياتها في قضية كورونا  أو حضور الناس لمساعدة المتضررين في الحوادث الطبيعية». 

في هذا السياق، رأى الإمام الخامنئي أن مسيرات «22 بهمن» هذا العام هي تجلٍّ آخر للبنية الشعبية القوية للنظام، وتساءل: «أين يوجد في العالم مثل هذا التجمع الضخم من أجل أمر سياسي، فيحضر الناس إلى الميدان كل عام بهذه الكثافة والتنوع في الفئات والأذواق، من كبار السن ذوي الظهر المنحني إلى الفتية اليافعين، وذلك على نحو متواصل طوال أربعين عاماً ونيف وفي ظروف مناخية صعبة في غالبية الأحيان؟» 

واستنتج سماحته: «أتمّ حضور الناس الحجة الإلهية علينا نحن المسؤولين والعلماء، ولا يكفي أن نفخر بهذه الثروة الوطنية فقط، بل علينا أن نواصل الحفاظ عليها ونزيدها ونؤدي واجباتنا في هذا الصدد». كما قال إن «الثروة العظيمة التي تدفع التهديد، المتمثلة في البنية الشعبية، هي أمر حيوي للنظام»، مستدركاً: «يقع على العلماء، بغض النظر هل لديهم مسؤولية حكومية أو لا، واجبات ثقيلة لحفظ هذه الثروة العظيمة، وأهمها "جهاد التبيين"». 

في الجزء الأخير من حديثه، شدد قائد الثورة الإسلامية على بثّ الأمل، مشيراً إلى أنّ سياسة العدو المستمرة هي بثّ اليأس. وهنا لفت إلى رسالة لمجموعة سياسية عام 1990 إلى أحد المسؤولين، قائلاً: «حين لم يكن قد مرّ عامٌ على رحيل الإمام الخميني، وجّهت مجموعةٌ من الأشخاص رسالة مليئة باليأس، مفادها أن إيران وصلت حافة الانهيار والفناء!». واستطرد: «أولئك الذين هم أنفسهم وهويّاتهم في معرض الفناء والخراب يرون كلّ مَن ينظرون إليه على هذا النحو، على عكس من أذهانهم وقلوبهم مليئة بالأمل ويرون كلّ شيء مبعثاً للأمل». 

يُذكرُ أنه بداية هذا اللقاء قدم نائب رئيس «مجلس خبراء القيادة»، حجة الإسلام والمسلمين السيد رئيسي، تقريراً عن أجزاء العمل الثلاثة للاجتماع الرسمي الحادي عشر لهذا المجلس.