رواية حول لقاء المنتجين والناشطين الاقتصاديّين مع الإمام الخامنئي

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي رواية حول لكواليس الأحداث خلال لقاء المنتجين والناشطين الاقتصاديّين بتاريخ 30/1/2024 مع الإمام الخامنئي في حسينيّة الإمام الخميني (قدس سره).

 

وصلت عند الثامنة صباحاً وعشرين دقيقة تقريباً مقابل باب حسينيّة الإمام الخميني (قده). كانت الجموع تتّجه نحو البوابة الرئيسيّة. رافقتُ الجموع حاملاً هويّتي وقلم حبر ودفتراً صغيراً. عبَرْنا الحاجز الأوّل، فرأيت وجوهاً عدّة بدا لي أنّي أعرفها، بدءاً من الوزراء ومعاونيهم وصولاً إلى المديرين التنفيذيّين لشركات خصوصيّة وحكوميّة كُبرى، وأيضاً بعض الشركات المعرفيّة.

 

كان الضيوف يتحدّثون جماعياً أو ثنائياً، فاقتربت قليلاً لأسمع ما يقولونه. كان كلامهم على بعض المشكلات الحاليّة التي سبّبتها الحكومة. إلى جانب ذلك، كان بعضهم يعرّفون آخرين إلى معارفهم عسى أن تُفكّ عقدة في الشأن الاقتصاديّ بفضل هذه العلاقات الجديدة.

 

كلامٌ مباشر مع القائد

 

لمحتُ من بعيد رئيس الاتحاد المصنِّع لقطع السيّارات، السيّد نجفي منش. انتهزت الفرصة وجلست إلى جانبه. ألقيت التحيّة وطلبتُ منه أن نتحدّث دقائق. سألته: ما الفائدة من انعقاد هذه الجلسة؟ فأجابني أنّ أهمّ تأثير من وجهة نظره أنّ قائد الثورة الإسلاميّة يسمع الحقائق والقضايا من القائمين على مجالي الإنتاج والصناعة.

 

بعد ذلك رحنا نتحدّث عن التجارة مع بلدان المنطقة وأجابني أنّ من الضروري إجراء لقاءات مكثّفة بين اللجان التجاريّة لدى الدول الجارة ولدينا، كما ينبغي أن تنخرط الحكومة في العمل، وتقيم معارض دائمة وتخصّصيّة في الدول الجارة.

 

طلب مني السيد نجفي منش أن أتحدّث إلى الجالس بجانبه أيضاً. كان السيّد غل شيرازي، المدير التنفيذي لشركة «سباهان باتري». لحُسن الحظ، كان الكرسيّ بجانبه فارغاً أيضاً. جلستُ قربه وكانت كراسي الحسينيّة تمتلئ تدريجياً.

 

 جئنا لنأخذ التعليمات من القائد

 

قال غل شيرازي إنّ البركة التي تنتج من المشاركة في اللقاء مع القائد، إضافة إلى رؤية سماحته، هي التواصل المتبادل بين الناس والقائد واطّلاع سماحته مباشرة على أهمّ المواضيع في البلاد. ثمّ واصل كلامه بلهجة رسميّة بعض الشيء وتابع باللهجة الإصفهانيّة المحبّبة: «جئنا للاستماع إلى السياسات العامّة من لسان القائد مباشرة، ولكي نكون في الاتجاه الإستراتيجي نفسه لتحقيق الأهداف العامّة والكليّة للبلاد. بتعبير آخر: جئنا لنأخذ التعليمات من سماحة القائد».

 

سألته عن الأنشطة الاقتصاديّة في المنطقة فأجابني: «لا بدّ لي من القول إنّنا مقبلون على عمل صعب وشاقّ في الدبلوماسيّة الإقليميّة. هناك بعض الذين يقاتلون من أجل اقتصاد البلاد لكن يجري قنصهم بالقناصة واحداً تلو آخر، لكننا لا نسمع أصوات الاغتيالات الاقتصاديّة. تتدخّل شبكة التغلغل والنفوذ بصورة حقيقية حتى لا يتكوّن حضور فعال ومؤثّر لإيران على مستوى المنطقة».

 

سألته: ألم تتعبوا مع هذه المشكلات كافة؟ ابتسم وقال: «رغم وجودها، نعتقد بوجوب تسليم هذا النظام لصاحبه؛ "فاستَقم كما أُمرت". علينا أن نصمد ونثبت».

 

في الواقع، أثار هذا الكلام من مدير تنفيذي لشركة كُبرى استغرابي بعض الشيء. شكرته واتجهت نحو تلك الجهة من الحسينيّة. يحضر المديرون الحكوميّون بين روّاد الأعمال أيضاً ويستغلّون الفرصة ليتابعوا أعمالهم. لعلّ إحدى البركات المهمّة لهذا اللقاء والاجتماع جلوس مديري القطاعين الحكومي والخاص جنباً إلى جنب.

 

 جئتُ لأحصل على البرنامج وأغادر

 

السيّد شجاعي هو واحد من المنتجين المعرفيّين في صناعة المنتجات الغذائيّة، وجاء من زنجان ليلتقي سماحة القائد. كان يرغب في أن يجلس في مكان أقرب، وقال: «جئتُ لأحصل على برنامج من القائد وأغادر». عندما كان يدرس الدكتوراه، تلقى دعوتين من إيطاليا وإسبانيا لكنّه رفضهما كليهما حتى يبقى ويعمل في بلاده، وهو يسعى لتصدير منتجاته إلى روسيا وأرمينيا.

 

إنّ حصول شركة خاصّة على برنامجها من كلام قائد الثورة الإسلاميّة، من أجل تحديد اتجاهها في المستقبل، شبيهٌ بعمل حركات المقاومة من أجل الدفاع عن المستضعفين، وتحقّق النتائج أيضاً. للاقتصاد المقاوم أيضاً الفلسفة عينها ويمكنه أن يتحقّق حصراً بالمنطق نفسه.

 

قال القائد: أنتجوا اللقاحات، فأنتجناها

 

رأيت شابّاً يحمل مغلّفاً كبيراً ويتحدّث إلى المرافقين ويذهب من هنا إلى هناك. لفت نظري. سألته: ما داخل المغلّف؟ قال: رسالة لسماحة القائد. أثار فضولي فسألته: ماذا كتبت فيها؟ قال: «أنا صيدلي ومدير تنفيذي لشركة معرفيّة في مجال إنتاج اللقاحات؛ لقد وجّه القائد عام 2017 أمراً لنا أن نجعل علوم الإنتاج لبعض اللقاحات محليّة وأن نصنّعها في الداخل، فبدأتُ برفقة فريق مكوّن من قرابة 15 من الصيادلة أبحاثنا منذ ذلك العام لننتج بعض اللقاحات الخاصّة».

 

يواصل: «أخفقنا كثيراً في هذا المسار، ولم يكن لدينا مال، ولم نعرف كيف ندير عملاً اقتصاديّاً، وواجهنا مشكلات في مجالي العلم والحظر... استطعنا حتى اليوم إدخال لقاحات عدّة إلى الأسواق: الأوّل هو الإنفلونزا والآخر عنق الرحم. استطعنا أيضاً اكتساب العلوم التقنيّة الخاصّة بلقاح آخر هو الخاصّ بالالتهاب الرئوي لدى الأطفال أو فيروس "روتا". يستطيع بلدٌ أو اثنان فقط تصنيع هذا اللقاح، وأمريكا حظرتنا بعد انتصار الثورة الإسلاميّة ومنعته عنّا».

 

يكمل: «يقطع لقاحنا حاليّاً الاختبارات السريريّة وسيجري إدخاله الأسواق خلال الأشهر المقبلة، لكنّ وزارة الصحّة تنوي استيراد الأجنبي. مفاد رسالتي لسماحة القائد عن هذا الموضوع، فقد طلبت أن تسمح الحكومة بعرض لقاحنا في السوق، وبعد ذلك فلتستورد الأجنبي. لقد تفرّغنا لتصنيع هذه اللقاحات بسبب الحاجة الوطنيّة وانطلاقاً من تأكيد القائد هذا الأمر».

 

نحتاج أمثالَ الحاج قاسم اقتصادياً

 

أثناء الحديث التفتُّ إلى شخص ثالث خلفنا ينصت إلى كلامنا. بعد انتهاء الحديث ملتُ إليه وسلّمت عليه. سألته: في أيّ مجال تنشط؟ أجابني: في الزراعة، المجال المظلوم دائماً. كان ابن المنتج لأزهار الجوري ورئيس اتحاد ورود الجوري في إيران. جلس في الصفّ الأخير من المجلس. تقدّمت نحوه وسألته: لمَ أنت جالسٌ هنا؟ قال إن من المقرّر أن يخضع ابنه اليوم لعمليّة جراحيّة في المستشفى ويجب أن يذهب سريعاً إلى هناك لكنّه جاء ليرى القائد ثمّ يغادر.

 

كان يقول إنّه دخل ساحة الإنتاج مذ قال الإمام الخامنئي إنّ الإنتاج جهاد. سألته: كيف أحوال الإنتاج؟ قال: «الحمد لله؛ نحن نسعى إلى أن نتوسّع لنصل إلى تصدير البضائع إلى الدول المجاورة لكن المشكلات كثيرة. لقد سنحت الفرصة الآن كي نصدّر الجوري إلى روسيا وأذربيجان وجورجيا لكننا لم نستطع إطلاق مسار التصدير بعد بسبب فقدان البنى التحتيّة الخاصّة بالتصدير لدينا وغياب سوق مناسبة لعرض المنتجات في هذه الدول».

 

كان يقول إنّ «أخبار استشهاد قادتنا العسكريّين الأعزّاء في المنطقة تبلغ أسماعنا، لكن لا يجري الحديث بتاتاً عن حذف التجار الإيرانيّين والناشطين الاقتصاديّين في الدول المجاورة، فكما يخطط الأعداء للتصدي لتعاظم قوّة الجمهوريّة الإسلاميّة الإقليميّة في المنطقة يخطّطون أيضاً لإزالة الناشطين الاقتصاديّين الإيرانيّين بأسلوب مختلف».

 

وتابع: «نحتاج إلى شبيهين بالحاج قاسم في مجال الاقتصاد كي نتمكّن من طرد العدوّ من المنطقة؛ كان الحاج قاسم شعبيّاً. ذات يوم جاء إلى شارع بهار ليشتري مستلزمات لحفيده وجلس في أحد المحلات وشرب كوباً من الشاي مع عدد من أصحاب المحلات. بعض المسؤولين لا يلقون التحيّة على المنتج، ناهيك بكوب من الشاي!». سألته: ما الذي ستقوله للقائد لو سمحوا لك أن تتحدّث معه؟ تريّث لحظة وقال: سوف أعاتب نفسي وأسائلها عن السبب الذي جعلها لا تعمل من أجل البلاد كما ينبغي.

 

بدا لي أنّ مُثل جمهوريّة إيران الإسلاميّة اكتسبت معناها الخاص أيضاً لدى الناشطين الاقتصاديّين وتحوّلت إلى وجهة واضحة. هؤلاء يعملون على تحقيق القوّة للجمهوريّة الإسلاميّة ويتابعون الأمر. هؤلاء هم الذين سيرسون الدعائم الاقتصاديّة لـ«جبهة المقاومة» وسيمهّدون لتواصل الشعوب والتقائها مع بعضها بعضاً. طبعاً لم تتوطّد العلاقات الاقتصاديّة بعد بين دول المنطقة ولا يزال هناك أعمال كثيرة.

 

كان اللقاء على وشك أن يبدأ واعتلى المقدّم المنصّة... ارتفعت الأصوات بالصلاة على النبي وآله (ص) ونهض الجميع ليقفوا على أقدامهم. دخل قائد الثورة الإسلاميّة.

 

بدأ قارئ القرآن تلاوة آيات من سورة الأنبياء: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} (الأنبياء، 77).

 

بعد تلاوة الآيات الكريمة، ألقى مقدّم اللقاء بعض المجاملات الاعتياديّة ودعانا لمشاهدة مقطع مصوّر يعرض مقتطفات من لقاءات الأعوام السابقة.

 

 مراجعة للعام الماضي

 

بُثّ جزء من كلمة الإمام الخامنئي العام الماضي قبل بدء كلمات المتحدثين، فقد أمرَ بتشكيل فرق عمل لمتابعة النقاط والأوامر، ثم أجريَتُ مقابلات مع بعض الذين ألقوا كلمات في حضرته.

 

في العام الماضي، أكد سماحته وضع أفريقيا في الحسبان، وقال أحد الأشخاص في مقابلته: «منذ العام الماضي وقعنا عقوداً لبناء السدود والجسور في تنزانيا».

 

لكن أحد الذين أُجريَت معهم مقابلات قال: «رغم تأكيد سماحته العام الماضي، لم أُدعَ لحضور اجتماع واحد في الحكومة منذ اللقاء السابق حتى اللحظة!». غيّر كلامه جو اللقاء، وراح كثيرون ينظرون إلى بعضهم بعضاً خاصة مَن هم في الصف الأول، كما نظر إليهم سماحته، وكان من الواضح أنه ليس لديه مجاملات مع أحد.

 

عاد المقدّم خلف المنصة وقال إن تركيبة المتحدثين هذا العام متنوعة: أشخاص من الصناعات المنبع والكبرى إلى الشركات الصغيرة القائمة على المعرفة، ومن صناعة الملابس إلى المقاولات الكبيرة... جميعهم بين المتحدثين اليوم.

 

راودتني فكرة أن نظام الهيمنة كان قد قرر منع الجمهورية الإسلامية منذ السنوات الأولى، ولكن الآن - في العام الخامس والأربعين للثورة الإسلامية - كم هي الرسائل القيّمة والباعثة على الأمل التي يحملها هذا اللقاء والاجتماع لمستقبل إيران والشعوب المستضعفة في العالم!

 

المتحدث الأول السيد أمير رضا رضويان، وهو الرئيس التنفيذي في شركة «عبيدي» لصناعة الأدوية. تحدث رضويان عن القدرة الكبيرة لصناعة الأدوية ودورها في النمو الاقتصادي للبلاد، شارحاً أن الحاجة في صناعة الأدوية تكمن في الاستثمار في البنية التحتية. وذكر في جزء من كلمته أننا وصلنا إلى اكتفاء ذاتي بنسبة 90% في إنتاج الأدوية.

 

بعد حديثه سأله الإمام الخامنئي: كيف وضع المواد الأولية للدواء؟ فأجاب رضويان أنه زاد كثيراً، ويجري تأمين 60% منها داخلياً.

 

الشخص اللاحق حامد رستكار، وهو الرئيس التنفيذي لشركة «بيام رسان روبيكا» (المتخصصة في تطبيقات الرسائل الهاتفية والإلكترونية)، وكان حاضراً نيابة عن الناشطين في مجال الاقتصاد الرقمي، كما أنها شركةٌ لديها أمل كبير في العمل ضمن أسواق الدول الأخرى، ورؤيتها أن تتمكن من إطلاق تطبيق إقليمي ودولي للرسائل الإلكترونية. في ختام حديثه، طلب من الإمام الخامنئي الدعاء لهم.

 

كان المتحدث التالي الرئيس التنفيذي لعلامة «سَلِه بُنْ» للملابس، رضا محمد جعفر، الذي ذكر أول مرة اسم «سَلِه بُنْ»، فقال إنه اسم قرية في دماوند، وروى قصةَ تشكّلِ العلامة التجارية منذ البداية، وأوضح كيف تمكنت من تطوير عملها عبر تفعيل أربعين مشغلاً في مناطق مختلفة من البلاد. إن سماع قصة التأسيس والنمو لهذه المؤسسات الاقتصادية هو في الواقع إعادة سرد لقصة الازدهار والنمو وتصوّر المستقبل لهذه المؤسسات.

 

بعد ذلك اعتلى المنصة حسين مقدسي، وهو الرئيس التنفيذي لـ«بارس جهد»، وهي شركة تعمل في إنتاج أجهزة القياس والتحكم. وضرب مقدسي مثالاً: «هناك حالياً عشرة آلاف شركة معرفية نشطة في البلاد، ولكن كل واحدة منها تركز على منتج واحد أو اثنين، مِثل سهلٍ زرعنا فيه عشرة آلاف شجرة بعيدة عن بعضها بعضاً، في حين كان لا بدّ لنا أن نقرّب هذه الأشجار من بعضها بعضاً ونحوّلها إلى غابة».

 

وكان علي بجوهان، وهو الرئيس التنفيذي لشركة «مانا باك» المنتجة للألواح الشمسية، متحدثاً آخر في هذا اللقاء. قال بجوهان إن إيران واحدة من أكثر الأماكن في العالم المناسبة لبناء محطات للطاقة الشمسية، مشيراً إلى جعل التكنولوجيا المعقدة للطاقة الشمسية محليةً وإدخال علمها الفني إلى البلاد. كما تحدث عن خطته لتصميم وبناء مصنع للألواح الشمسية بقدرة إنتاج 1800 ميغاوات من الكهرباء سنوياً، فأومأ الإمام برأسه تأييداً وتمتم بشفتيه: «أحسنت!».

 

ذكّرني كلام السيد بجوهان بانقطاع التيار الكهربائي في العراق وسوريا ولبنان، وكم تحتاج دول منطقتنا مشاريع إمدادات الكهرباء! فكلما زاد إنتاجنا الكهرباء بهذه الطريقة، زاد الطلب من جيراننا.

 

المتحدث التالي جاء ليمثل صناعة الأجهزة المنزلية، وهو عليّ جلائي ملّا زاده، الرئيس التنفيذي لشركة «كلور». ذكر ملّا زاده أن صناعة الأجهزة المنزلية خطَت كثيراً من الخطوات الإيجابية خلال الحظر، وأن مستوى الإنتاج في هذه الصناعة يفوق الاحتياجات المحلية، «والآن هو الوقت المناسب لتصدير المنتجات الإيرانية».

 

وكانت مريم غل آبادي هي المتحدثة التالية نيابة عن شركة معرفية تعمل في إنتاج البذور المقاوِمة والمهجنة. من المؤكد أن تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج البذور الزراعية يمكن أن يساعد في تعزيز الأسس الاقتصادية للبلاد.

 

كان التالي علي رضا صادق آبادي، وهو الرئيس التنفيذي لشركة «باسارغارد» لتطوير الطاقة. وتحتل هذه الشركة المرتبة الأولى في مجال التنقيب في البلاد وتعمل في صناعات المنبع للنفط والغاز، وتقوم حالياً على تطوير حقلَي «سبهر» و«جفير». كذلك، ينتجون أربعين ألف برميل من النفط الخام يومياً، وبحلول نهاية العام، سيصل الإنتاج اليومي إلى ستين ألفاً.

 

قال صادق آبادي: «وصلنا إلى هذه العقيدة: يمكننا تطوير حقل النفط والغاز دون مساعدة خارجية، ومن الممكن صناعة جميع أنواع المعدات داخل البلاد».

 

جاء المقدّم خلف المنصة، ويبدو أنه لا يزال هناك بضعة أشخاص في طابور المتحدثين، ولكن الوقت كان قصيراً. قال الإمام: «فليأتوا ويتحدثوا، فإنني سأختصر كلامي». لكن المتحدثين تنازلوا وبدأ الإمام حديثه.

 

افسحوا المجال

 

باختصار، كانت هناك نقطتان في كلام سماحته: متابعة أعمال العام الماضي، وإفساح المجال للقطاع الخاص. وأوضح سماحته خلال حديثه: «بهذا، يتبيّن أنّه لم تُطبّق [تلك التوصيات]، وينبغي أن تُطبّق. إنّ طلبي الأكيد من السادة المسؤولين الحكوميين أن يتابعوا [الأمر]».

 

ثمة جانب آخر هو رضاه عن القطاع الخاص في البلاد حين قال: «عامة أنا راضٍ ومسرور بالتقدم الحالي في مجال القطاع الخاص. ينبغي بذل جهد أكبر حتى يتمكّن القطاع الخاص والمستثمرون والمقاولون من الاضطلاع بدور فعال من أجل مستقبل البلاد، ومن أجل التقدّم الاقتصادي لها، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية، إن شاء الله».

 

وكما جرت العادة في معظم خطابات القائد، أشار هذه المرة أيضاً إلى أهمية الصادرات والتعاون الاقتصادي الإقليمي، وبالطبع أكد دور الحكومة في فتح مسارات العلاقات الاقتصادية الخارجية. واختتم حديثه بفكرة أن صمود الشعب الإيراني أمام التهديدات والحظر جعلهم يصلون إلى قمم لم يكن من الممكن الوصول إليها في الظروف العادية.

 

للتقدم طريق صعب، وكل خطوة مليئة بالتهديدات والمشقات، لكن العامل الأهم الذي يجعل الشعوب لا تتوقف عن الحركة في هذا المسار هو الأمل في المستقبل المشرق والوصول إلى القمة. كما أن سماع كلام الإمام الخامنئي يبث في كثيرين روح الأمل وتجنب الكلل، ويبيّن لهم اتجاه حركتهم وجهودهم نحو المستقبل.

 

إن قصة المقاومة الاقتصادية للشعب الإيراني يمكن أن تكون أنموذجاً لكثير من الشعوب الأخرى، فهي قصة لها قابلية كبيرة على التواصل مع الشعوب الأخرى، وأسسها متطابقة مع القيم الإنسانية والإسلامية. إننا يحذونا الأمل، ونحن قريبون من اليوم الذي نصل فيه إلى القمة مع الشعوب الأخرى...