قصفت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس يوم أمس الثلاثاء تل أبيب وضواحيها بصاروخين من طراز "إم 90″ "ردا على المجازر الصهيونية والتهجير المتعمد بحق الشعب الفلسطيني.

 

-كان واضحا أن الهدف من عملية إطلاق الصاروخين، توجيه رسائل سياسية بالدرجة الأولى إلى كل من يهمه الأمر، لاسيما أن القصف يأتي بعد 10 أشهر من العدوان الإسرائيلي الأمريكي على غزة، وهو عدوان قائم على استراتيجية الأرض المحروقة.

 

-هذه العملية الجريئة فاجأت المحتل الاسرائيلي وفضحته، لانها كشفت زيف مزاعمه، عن فرض سيطرته العسكرية على القطاع، وانه قضى على معظم كتائب المقاومة في غزة، فإذا بعاصمته المزيفه تُقصف بصواريخ خرجت من قلب ارض غزة، بعد مرور أكثر من 300 يوم من الحرب. والمعروف أن عملية إطلاق صواريخ من طراز"ام 90" ليست بالسهلة وتحتاج إلى جهود مضنية تتطلب وقتا وعملا شاقا لتنفيذها، لاسيما ان العملية تم تنفيذها انطلاقا من منطقة تتوجد فيها قوات الاحتلال.

 

-اللافت أن القبة الحديدية ومنظومات الدفاع الجوي في كيان الاحتلال، فشلت في اعتراض الصاروخين، بل انه لم يتم تفعيل صفارات الإنذار، رغم أن من المفترض أن تكون مستنفرة بشكل كامل بسبب التهديدات الإيرانية وحزب الله ، بالرد على جرائم الكيان في طهران والضاحية الجنوبية لبيروت، الأمر الذي كشف عن نقاط ضعف كبيرة في منظومة الإنذار المبكر في الكيان.

 

-قصف تل أبيب بصواريخ يبلغ مداها 60 كيلومترا، بعد 10 اشهر من العدوان، جاء ليؤكد أن المقاومة مازالت تتملك السلاح، وان مزاعم الكيان بنفاد المخزون الصاروخي طويل المدى لدى المقاومة، مزاعم كاذبة، وان المقاومة تستخدم سلاحها عندما ترى أن لهذا الاستخدام مردود عسكري وسياسي للمقاومة وعلى سير المعارك.

 

-إن عملية قصف تل أبيب في هذا التوقيت، تبعث برسالة الى الكيان الإسرائيلي وأمريكا، من أن المقاومة مازالت قوية ومتماسكة وتحتفظ بحرية تحرك كبيرة في القطاع، وان فتح أي حساب على ضعفها وتراجعها ونفاد مخزونها من السلاح، وبالتالي دفعها لرفع الراية البيضاء، هو وهم. كما أنها تبعث في الوقت نفسه رسالة إلى المفاوض الفلسطيني، تعزز من موقفه وتمنحه الثقة بالنفس ليتفاوض من موقع قوة، خلال المفاوضات التي قد تبدا يوم غد الخميس للوصول الى وقف العدوان على غزة.

 

-أخيرا، إن عملية قصف تل أبيب بالأمس، وجهت صفعة قوية لعنجهية وغطرسة وأكاذيب نتنياهو وغالانت، وباقي زعماء الكيان الإسرائيلي، وكشفت عن عجز "جيشهم الذي لا يقهر"!!، رغم المشاركة الأمريكية المباشرة في العدوان على غزة، من فرض سيطرته على ارض صغيرة محاصرة من جميع الاتجاهات منذ أكثر من 17 عاما، لذلك سيكون للعملية تأثير واضح على جميع المتفاوضين، الذين من المقرر أن يجتمعوا يوم غد الخميس في الدوحة أو القاهرة.

 

المصدر: قناة العالم