أكد الأمين العام لحزب الله لبنان الشيخ نعيم قاسم أن العدو الإسرائيلي أراد من خلال عدوانه سحق المقاومة فواجهته بمعركة أولي البأس، مشددا على أن العدوان على سوريا ترعاه أمريكا و الكيان الصهيوني.

 

وفي كلمة مباشرة أضاف: مررنا في أصعب مرحلة منذ نشأة الحزب.. والحمد لله الذي وفقنا وحقق وعده بنصر المؤمنين بعد هذه الزلزلة.

وأكد أن المجاهدين استطاعوا أن يقفوا أمام المد الإسرائيلي.

وبين أمين عام حزب الله أن: 3 عوامل أساسية لها علاقة بنصر الله لنا في هذه المعركة.. أولها وجود المقاومين الاستشهاديين في الميدان وصمودهم.

 

وبين أن: العامل الثاني هو دماء الشهداء وعلى رأسهم سماحة السيد نصر الله التي أعطت زخما للمجاهدين من أجل الاستمرار.

 

وأضاف: العامل الثالث هو استعادة المقاومة بنية السيطرة التي ساعدت على إدارة معركة أولي البأس بشكل متناسب.

 

وإليكم النص الكامل لكلمة الشيخ نعيم قاسم:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الأبرار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

مررنا في أخطر مرحلة منذ نشأة حزب الله قبل 42 عاما، عام 1982، وتعرضنا لعدوان وحشي وإجرامي طال المقاومين والمحاسبين والبيئة، وطال كل لبنان، أراد العدو من خلال عدوانه الغاشم أن يسحق المقاومة وأن يلغي حضورها ووجودها فواجته المقاومة بمعركة "أولي البأس" التي كان لها الدور الكبير والأساس في الوصول إلى هذه النتيجة التي وصلنا إليها.

 

عشنا أياما وأسابيع لمدة 64 يوما بالتضحيات والآلام والشهداء والجرحى والنزوح، بصبر وثبات وتوكل على الله تعالى، هو اختبار لأصحاب العزم والمخلصين.

 

قال تعالى في كتابة العزيز "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا، حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب".. الحمد لله الذي وفقنا وحقق وعده بنصر المؤمنين، بعد هذه الزلزلة وهذه الصعوبات وهذه التعقيدات، بسبب الصبر والتوكل والثبات بحمد الله تعالى.

 

ثلاثة عوامل أساسية لها علاقة بنصر الله تعالى لنا في هذه المعركة، أولا وجود المقاومين المجاهدين الاستشهاديين في الميدان وصمودهم الأسطوري الذي أذهل العالم، فهم كانوا على الحافة الأمامية بشجاعة وبسالة وتضحية واستطاعوا أن يوقفوا المد الإسرائيلي، كما كانت الصواريخ والطائرات المسيرة تصل إلىأاهدافها إلى تل أبيب وحيفا وكل هذه المناطق في الجبهة الشمالية في فلسطين المحتلة.. وجود المقاومين وصبرهم وجهادهم كان عاملا أساسيا من عوامل النصر والتوفيق.

 

العامل الثاني: دماء الشهداء وعطاءاتهم وعطاءات الجرحى.. دماء الشهداء وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة سماحة السيدحسن نصرالله رضوان الله تعالى عليه، هذه الدماء التي أعطت زخما وحافزا للمجاهدين من أجل الاستمرار، وصبرت الناس لتوقع أن يكون هناك انتقام ومواجهة لهذا العدو الإسرائيلي.

 

العامل الثالث: إستعادة بنية القيادة والسيطرة، فعاد الحزب متماسكا قيادة ومقاومة، وهذا ما ساعد على إدارة معركة البأس بشكل متناسب في إدارة النيران وإدارة الميدان والعمل المباشر الذي ساعد على تحقيق هذا الإنجاز.

 

إذا نحن أمام ثلاثة عوامل أثرت في عملية النصرة تعالى للمؤمنين، وجود المقاومين ودماء الشهداء واستعادة البنية.. هنا يذكرني قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" إن تنصروا الله.. كيف ننصر الله حتى ينصرنا؟ يعني لابد أن نعد العدة، لابد أن نعمل وفق القوانين الطبيعية في عملية المواجهة، لابد أن ننظم صفوفنا، لابد أن نتحمل عطاءات الدم والتضحيات، وأن نصبر ونتوكل، هذا كله في إطار نصرة الله تعالى.. "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله.." الحمد لله وفرنا من جهتنا النصرة لله تعالى، فأعطانا الله تعالى النتيجة.. "ينصركم ويثبت أقدامكم".. ولذا نحن انتصرنا في هذه المعركة بعد أن نصرنا الله جل وعلا بالقيام بما علينا، بأداء واجباتنا، بتماسك عددنا وعدتنا، بالتعاون مع المخلصين الشرفاء، بالتفاف الأمة من حولنا.. هذا كله ساعد في هذه النتيجة.

 

إنتصرنا لأن مقاومتنا باقية ومستمرة وستتألق أكثر، إنتصرنا لأن أهلنا احتسبوا تضحياتهم عند الله تعالى، ويفاخرون بولائهم، إنتصرنا لأن العدو الإسرائيلي لم يحقق أهدافه، وهذه هزيمة له، إنتصرنا لأن الوحدة الوطنية تجلت والفتنة خنقت في مهدها.. هذا توفيق من الله تعالى.

 

نحن وافقنا على اتفاق إيقاف العدوان ووقف إطلاق النار، ورجال الله في الميدان مرفوعو الرأس من موقع القوة ومن موقع العزة، هذا الاتفاق هو اتفاق إيقاف العدوان وآلية تنفيذية للقرار 1701.. ليس شيئا جديدا، الإتفاق آلية تنفيذية للقرار 1701 هو تحته وليس فوقه، هو جزء منة وليس قائما بذاته، ولا هو اتفاق جديد.

 

ماذا يدعو هذا الاتفاق؟ يدعو إلى انسحاب إسرائيل من كامل الأرض اللبنانية وإيقاف عدوانها، بالمقابل يمنع تواجد المسلحين وسلاح المقاومة في جنوب نهر الليطاني، حيث ينتشر الجيش اللبناني الوطني كقوة مسلحة وحيدة، إذاً هو اتفاق لجنوب نهر الليطاني، أما القرارات ذات الصلة وآلياتها المختلفة والواردة في داخل القرار 1701 والتي لم يتعرض لها الاتفاق في آلياته التنفيذية لأن الآليات التنفيذية مقتصرة على جنوب نهر الليطاني وليس شيئا آخر وإن أشارت إلى غير ذلك فهي إشارة للعودة إلى القرارات ذات الصلة وإلى المضمون التفصيلب الآخر لـ1701.

 

أما القرارات ذات الصلة فهي لها آلياتها، ومنها استعادة لبنان لحدوده الكاملة ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا خلال فترة زمنية محددة، وأما ما له علاقة بالداخل اللبناني وبالعلاقة بين المقاومة والدولة والعلاقة بين المقاومة والجيش فهذا له علاقة بآليات يتفق عليها في الداخل اللبناني ولا علاقة لإسرائيل بها ولا علاقة لأي لجنة أن تنظر إليها أو أن تتعاطى فيها لأنها من المسائل الداخلية.

 

نحن رأينا خروقات إسرائيلية كثيرة، حوالي 60 خرقا وزيادة، نعتبر أن الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن المتابعة بالعلاقة مع لجنة الإشراف على الاتفاق، والمقاومة تعطي الفرصة لإنجاح الاتفاق.. نسأل الله تعالى أن تنعقد هذه اللجنة المعنية من أجل الوصول إلى النتيجة المطلوبة.

 

ذكرت لكم الآية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" تحدثنا عن النصر، ولكن ما هو تثبيت الأقدام؟ لقد أصيبت المقاومة بجراحات بليغة ولكن يتم التعافي منها إن شاء الله بشكل تدريجي ومع المستقبل، وحزب الله قوي ببنيته وتمثيله النيابي وشعبيته ومؤسساته، وهو مكون رئيسي في البلد مع المكونات الآخرى وسيبقى كذلك.

 

حزب الله قوي بقوة مشروعه السيادي الذي يريد بناء دولة العدالة بالتعاون مع كل الأطراف، حزب الله قوي لأنه مع الحق.. حق الفلسطينيين في تحرير أرضهم، وحق اللبنانيين في تحرير أرضهم، ورفض التوطين، ورفض استخدام لبنان منصة للآخرين.

 

نحن الآن كحزب الله نتابع في كل المجالات السياسية والاجتماعية والمقاومة والثقافية والصحية، سنقيم ما مررنا به من أزمات ومن حرب، ونستفيد من الدروس والعبر للتطوير والتحسين في كل المجالات إن شاء الله تعالى.

 

هذه نقطة أولى.. بقيت لنا نقطتان.. النقطة الثانية لها علاقة بالنزوح وإعادة الإعمار والنقطة الثالثة لها علاقة بسوريا وتطورات المنطقة.

 

أما النقطة الثانية.. لقد مرت مرحلة النزوح، ولا زال لها آثار حتى الآن، وكانت صعبة ومتشعبة وتعقيداتها كثيرة، هي أزمة غير مسبوقة، أكثر من 250 ألف عائلة وأكثر من مليون و 100,000 نازح تركوا بيوتهم في الجنوب والبقاع والضاحية وأماكن أخرى.. هذه العوائل اتخذت من مراكز النزوح مكانا لسكناها، كان عدد العوائل في مراكز النزوح يساوي حوالي 20% والباقي 80% من النازحين كانوا في بيوت.. سواء كانت البيوت مستأجرة أو معارة أو مع أصحاب البيت.

 

هؤلاء النازحون هم مضحين ومعطائين، هم في الحقيقة الثروة الكبيرة التي كانت إلى جانب المقاومة، تدعمها بصمودهم بثباتهم وتضحياتهم، أبنائهم في الميدان، وبيوتهم تحت القصف والتدمير، وأطفالهم ونسائهم في وضع صعب جدا، هؤلاء هم أشرف الناس.. هم أطهر الناس.. شكرا لكم على تضحياتكم وعلى عطاءاتكم، وشكرا لمضيفيكم الذين قدموا وكانوا نموذجا للمواطنية الصحيحة.

 

كرا للجهات المختلفة التي دعمت، سواء كانت على مستوى حكومي أو على مستوى مدني أو المؤسسات المختلفة، شكرا للدول التي ساعدت وقدمت من الأشقاء ومن الدول الأخرى.

 

لقد ساهم حزب الله بالإدارة والتقديمات العينية والصحية والمالية من خلال لجان متطوعة رغم الظروف الصعبة التي كنا نمر بها، يعني كنا جزءا من عملية مساعدة النازحين بالتقديمات المختلفة على صعيد الغذاء والدواء وعلى صعيد رعاية المراكز.. بعض مراكز الإيواء وكذلك في المنازل والأماكن المختلفة.

 

خلال شهر تشرين الثاني 2024 قرر حزب الله صرف هدية مالية، هي هدية الشعب الإيراني وحزب الله، هذه الهدية تتراوح بين 300 و 400 دولار لكل عائلة من أصل 2333.. 1500 عائلة.. يعني هؤلاء الذين سجلوا على المنصة ويستحقون أخذ هذا المبلغ بين 300 و 400 دولار على تفصيل له علاقة بالإيجار له علاقة بالمازوت وله علاقة بالغذاء.

 

حتى مساء يوم الجمعة الماضي كان هناك 74% من الذين تقاضوا هذا المبلغ، والقيمة الإجمالية التي دفعت 57 مليون دولار، شملت 172 ألف عائلة، بقي 26% بقيمة 20 مليون دولار، أي 61500 عائلة.. المجموع العام 77 مليون دولار لـ 233500 عائلة هو ما دفع قسم منه وسيدفع الباقي إن شاء الله.

 

نشكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخامنئي دام ظله والدولة والشعب وحرس الثورة الإسلامية المباركة، لأنهم قدموا هذا الدعم السخي في عملية النزوح.

 

كما نشكر الجمهورية العراقية والمرجعية الدينية والعتبات المقدسة والحشد الشعبي والشعب العراقي عموما لمساهمته المالية.

 

ونشكر اليمن السعيد قيادة وشعبا بكل أطيافه، ونشكر أنصار الله والعلماء والمحبين.

 

أما الآن ساتحدث عن مرحلة الإيواء والإعمار، وهي السبب في عقد هذا اللقاء.. مرحلة الإيواء والإعمار هي وعد والتزام، وعد من سماحة سيد شهداء الأمة خلال فترة مساندة غزة وخلال الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على لبنان، والتزام منا نحن حتى نطبق هذا الوعد ونلتزم به على المستوى العملي، فارتأينا أن يكون شعار هذه الحملة هو "وعد والتزام" كتطبيق للوعد الذي أعطي.

 

نحن لا نرضى لأهلنا أن يكونوا مستمرين في نزوحهم في أماكن عامة أو في بعض البيوت التي ضاقت بأهلها، نحن نريد لهم أن يكونوا أعزاء وأن يسكنوا في اماكن لائقة، خاصة أولئك الذين وجدوا بيوتهم مدمرة كليا أو جزئيا، كيف يمكن أن ينتقلوا ليسكنوا في البيوت؟ يعني نحن لا نريد أن نرى أحدا لا في مدرسة ولا في مركز إيواء ولا في أي مكان يكون عبئا فيه على الآخرين.

 

إذا الحل هو أن يستاجر مؤقتا لمدة سنة مثلا وربما أكثر، هذا الاستئجار إلى أن يرمم بيته او إلى أن يعمر هذا البيت الموجود.