التاريخ فروردين 1312 هـ. ش/ ذي القعدة 1351 هـ. ق‏

 

المكان: بيروت، لبنان‏

 

الموضوع: أُسري‏

 

المخاطب: ثقفي، خديجة[1]

 

جُعلتُ صدقة من أجلك .. بحق الله، جُعلتُ فداك .. طوال هذه الفترة التي كنت فيها مبتلى بابتعادي عن نور العين العزيزة وقوة قلبي، لم تفارقني ذكراك، وصورتك الجميلة منحوتة في قلبي .. عزيزتي: أسأل الله تعالى أن يحفظك ويمنّ عليك بالسلامة والسعادة .. إنّ الظروف مهما كانت قاسية فهي مقضية. ولكن ـ ولله الحمد ـ كل ما حلّ بنا حتى الآن كان خيراً.

 

ونحن الآن في مدينة بيروت[2] الساحرة حقاً .. إننا نفتقدكم، وكم تمنينا أن تكونوا معنا لمشاهدة المدينة والبحر ذي المنظر الخلاب. يا للأسف أن حبيبي العزيز ليس معي ليرى هذا المنظر الخلاب الذي يسحر القلوب.

 

على أية حال، هذه الليلة هي الثانية التي انتظر فيها الباخرة، وكما يبدو أن إحدى البواخر ستنطلق غداً، غير أننا وصلنا متأخرين قليلاً، لذا ينبغي انتظار باخرة أخرى .. لم يتضح بعد ماذا سنعمل. آمل أن يوفق الله تعالى بحق أجدادي الطاهرين، كافة الحجاج لإتمام المناسك. فمن هذه الناحية أنا قلق قليلاً، ولكن من حيث المزاج فلله الحمد أنعم بالسلامة، بل أن مزاجي أكثر رواقاً واستقراراً بحمد الله .. إنها رحلة موفقة للغاية، وكم تمنيت أن تكوني معي. لقد اشتقت إلى ولدك[3].. آمل أن يرفل الاثنان[4] بالسلامة والسعادة في ظل عنايتكم أيتها العزيزة وفي رعاية الباري تعالى .. بلغي سلامي إلى السيد [5] والسيدتين [6] إذا ما كتبت رسالة إليهما.. إنني أنوب بالزيارة عن الجميع.

 

بلغوا تحياتي إلى السيدة شمس آفاق [7] ومن خلالها للسيد الدكتور[8].

 

كذلك بلغوا تحياتي إلى خاور سلطان وربابة سلطان.

 

بالنسبة للرسالة المرفقة، ابلغوا الشيخ عبد الحسين لإيصالها.

 

لتدم أيام العمر والعزة .. تصدَّقتِ بي وفديتك.

 

الصورة المرفقة توضّح حالة الحزن لعدم ركوبنا الباخرة.

 

روح الله‏

 

صحيفة الإمام: ج‏1، ص34.

 

--------------------------------

 

[1] الملقبة بقدس إيران زوجة الإمام الخميني.

 

[2] للتوجه إلى السعودية بالسفينة لأداء مناسك الحج.

 

[3] السيد مصطفى الخميني الذي كان عمره آنذاك ثلاث سنوات.

 

[4] إشارة إلى السيد مصطفى وابنه الآخر الذي لم يكن قد ولد بعد آنذاك، وولد بعد بضعة أيام من كتابة هذه الرسالة عندما كان الإمام مسافرا للحج، وسماه( علي)، وقد توفى طفلا بسبب المرض.

 

[5] السيد ميرزا محمد ثقفي والد زوجة الإمام الخميني.

 

[6] والدة زوجة الإمام الخميني وجدتها التي كانت آنذاك على قيد الحياة.

 

[7] شمس آفاق ثقفي أخت زوجة الإمام الخميني.

 

[8] الدكتور علوي.