التاريخ 10 دي 1357هـ.ش./ 1 صفر 1399هـ.ق

 

المكان: فرنسا، باريس، نوفل لوشاتو

 

الموضوع: سمات الجمهورية الإسلامية

 

المخاطب: كلود شايه (الموفد الخاص لقصر الإليزية) وجاك روبر (المدير العام السياسي ومسئول شؤون الشرق الأوسط وإيران ورئيس الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية الفرنسية)

 

المصدر: صحيفة الإمام، ج‏5، ص: 214

 

سؤال- [كلود شايه: لقد جئناكم في بداية إقامة سعادتكم، وكنا قد صرحنا، وأعلنا سابقاً بأنه لا مانع من بقائكم في فرنسا.]

 

الإمام: أشكركم.

 

سؤال- [كلود شايه: لا تنسوا سعادتكم بأنكم كنتم قد وضّحتم في المرة السابقة الخطوط العريضة للحركة (الثورة). وفي اتصالاتي بالسلطات العليا نقلت إليهم أهداف الثورة. في الوقت الذي ندرك نحن فيه أن قضاياكم هي عبارة عن قضايا تخص الشؤون الداخلية الإيرانية، ومع ذلك فقد حضرنا إلى هنا، لنظهر لكم أننا مهتمون بهذه القضايا وكنا نهتم بها. فالأحوال تتغير بسرعة وهي في تطور، ولا أعتقد بأنه يجب أن ننشغل بهذه القضايا، ونهتم بها. لقد جاء معي هذه المرة زميلي الذي يتمتع بصلاحية أكبر مني، ليبين ويوصل هذه الاهتمامات لسعادتكم. ولوزير الخارجية الفرنسية اهتمام خاص وكبير، ولذلك أرسل برفقتي هذا الشخص للقاء سيادتكم.

 

جاك روبر: أشكركم على اللقاء الذي أتحتموه لنا للالتقاء بكم، وأريد أن ألفت نظركم إلى هذه النقطة التي أشار إليها السيد شايه، وهي أن هدفنا ليس التدخل في الشؤون الإيرانية، بل إن الهدف من هذا اللقاء هو كسب المعرفة والإطلاع.

 

والحكومة الفرنسية ترغب في فهم كل ما يحدث في الدنيا، وفرنسا مستقلة في سياستها بالتأكيد. وإننا نعتبر هذه المعلومات لازمة لسياستنا المستقلة، ونحن لدينا علاقة قديمة مع الشعب الإيراني، أنا مسؤول شؤون الشرق الأوسط والشؤون الإيرانية في وزارة الخارجية الفرنسية. والأحداث الساخنة التي جرت في الأشهر المنصرمة في إيران لفتت انتباهنا إليها. نفوذكم وتأثيركم القوي في إيران شجعنا على المجيء إليك لنسأل عدة أسئلة في هذا الشأن. الأمر الأول ـ شرح عام عن الأحداث الإيرانية ـ وخصوصاً فيما يتعلق بحكومة بختيار واحتمال تشكيل مجلس المملكة.]

 

جواب: لقد قلنا مراراً بأننا نحن والشعب لا نرضى بهذا المجلس ولا بالشاه. فكل مصائبنا سببها الشاه ونظامه الملكي، وبختيار سيكون كأسلافه حيث أنه سيبقى عدة أيام ثم يتنحى.

 

سؤال- [جاك روبر: هل وجهة نظركم هي أن الشاه، ولو رحل إلى الخارج لن يكون هناك طريق حل؟]

 

جواب: لا.

 

سؤال- [جاك روبر: هل استقالة الشاه التامة معتبرة؟]

 

جواب: الاستقالة الكاملة! هو الآن معزول. والاستقالة غير مهمة، لأننا لم نعترف بشرعيته منذ البداية، والآن فإن الجميع صوتوا لعزله. الشعب لا يريد النظام الملكي، لقد رفضه الجميع، والسلطة مخالفة لقوانيننا.

 

سؤال- [جاك روبر: الشيء الذي فهمناه منذ بداية هذه الأزمة هو أن النظام الملكي يستند إلى دستور عام 1906 وأن استمرار هذا النظام كان من السابق والقضية الأساسية في عدم تنفيذ القانون، الذي يضع السلطة الدينية في المقام الأول، هل تغيرهما؟]

 

جواب: أساس الدستور هو أن تكون السلطة وجميع الأنظمة خاضعة لقرار الشعب. والنظام ليس له سند قانوني بلا رضا من الشعب. فالناس الآن لا يريدون لا الشاه ولا السلطة البهلوية ولا النظام الشاهنشاهي بل يريدون (الجمهورية الإسلامية).

 

سؤال- [جاك روبر: استناداً إلى ما طرح، فإن هذه السلطة أو تلك الأسرة غير معتبرة، فالشيء الذي يمكن إحلاله محل المملكة أو هذه السلطة في الدستور هو الجمهورية ـ الجمهورية الإسلامية. فهل بإمكانكم أن توضحوا هذه الجمهورية الإسلامية؟]

 

جواب: مبدأ الجمهورية هو نفسه الذي لديكم في بلادكم والذي يحدده الرأي العام للشعب، ونقول: إسلامية، لأن دستورنا مبني على ذلك، ونحن سندرس الدستور الحالي، وكل ما يتوافق مع الإسلام نقبله وكل ما يتناقض معه نرفضه. فالجمهورية تعنى الديمقراطية والإسلامية، أي أن قانونها هو الإسلام.

 

سؤال- [جاك روبر: باستثناء رئاسة الجمهورية هل سيكون برأيكم هناك حضور للبرلمان، والأحزاب وتنافس الأحزاب؟]

 

جواب: نعم، كل هذا موجود.

 

سؤال- [جاك روبر: هل يكون التغيير مثل فرنسا؟]

 

جواب: نعم، بهذا الشكل، ولكن قانوننا هو الإسلام.

 

سؤال- [لنفرض أن الشاه رحل، ففي هذه الأحوال من هم الذين يتسلمون السلطة في المرحلة الانتقالية، حتى يتم إنجاز الانتخابات، هل ستكون في يد المتدينين أو الأشخاص الذين يؤيدهم المتدينون؟]

 

جواب: ستكون في يد من نحددهم نحن ومن ترشحهم مجالسهم.

 

سؤال- [جاك روبر: أنا أسف على الأحوال الإيرانية الجارية، وسؤالنا الأخير هو عن الجيش، فما هو رأيكم فيه؟ أتحافظون عليه؟ وهل ستتفق السلطة الدينية مع الجيش؟]

 

جواب: أنا لا أعارض مبدأ الجيش، فكل دولة يلزمها جيش، ويجب أن يتم تطهير الجيش من الانتهازيين والخونة. أما التيارات الأخرى التي تخدم الوطن، فتجب المحافظة عليها، وبالتأكيد لا يمكن تحمل جيش بهذه الضخامة والاتساع يستهلك الجزء الأكبر من ميزانية الدولة.

 

سؤال- [جاك روبر: نحن في هذا السفر المقصود هو سفر وزير الخارجية الإيرانية إلى الدول المجاورة لإيران الذي قمنا به إلى الدول العربية على ضفة الخليج، كانوا منزعجين كثيراً لما يحدث في إيران، لأن عدم الثبات والاستقرار في إيران يعرض المنطقة كلها للخطر. كما عبر الملك حسين عن قلقه من هذه الأوضاع عند ما جاء إلى فرنسا، وربما حافظ الأسد أيضاً قلق مما سوف يحدث. ونحن نريد أن نعرف رأي سماحة آية الله فيما سيؤول إليه استقرار المنطقة في المستقبل، وكيف ستحافظون عليه في إيران لما له من أهمية ولما لإيران من وزن في المنطقة والعالم؟]

 

جواب: الاستقرار في إيران يصان بزوال الشاه، فوجود الشاه هو الذي أدى إلى عدم الاستقرار، فانهارت جميع القيم السياسية والاجتماعية والوطنية الإيرانية، ويجب تصحيحها وتبديلها بسرعة. أما بالنسبة لاستقرار المنطقة، فإن الحكومة الإيرانية لن تكون شرطيّاً لحماية مصالح الآخرين الأمنية، بل ستتعاون مع جميع دول المنطقة لحفظ الأمن والاستقرار.

 

سؤال- [جاك روبر: أعربت لنا إحدى الدول عن قلقها من التحولات الإيرانية الأخيرة التي من الممكن أن تؤدي إلى تقسيم إيران، فهل هذا الشيء قابل للتحقيق؟]

 

جواب: هذه من دعايات وشائعات الشاه، وهي كاذبة، حقيقة القضية هي أنه لا وجود لمثل هذا الاحتمال نهائياً ولا أساس له من الصحة.

 

سؤال- [جاك روبر: القضية التي تستدعي السؤال هي أن روسية قوة عالمية عظمى، وهي جارة لكم، ولها معاهدة مع إيران عام (1921) وبموجب هذه المعاهدة يحق لروسيا إرسال جيشها إلى إيران إذا نزلت فيها قوة لدولة ما، أو اقتربت من حدود إيران قوات يشكل اقترابها خطراً على روسيا. مع العلم بان الروس يلمحون إلى هذه المعاهدة والأمريكان أحضروا سفنهم الحربية إلى الخليج الفارسي، وهنا تطرح الأسئلة.]

 

جواب: هذه المعاهدة مع الروس غير قانونية أساساً، وليس هناك احتمال أن توجد أصلًا. والقضية هي ليست أن يسمح كل طرف للآخر بالتدخل. فعندما تنطلق الثورة يجب على الجميع أن يقبلوا بذلك.

 

سؤال- [جاك روبر: الدولة الفرنسية تعارض نشوب الحروب بين الدول الكبرى.]

 

جواب: ونحن نعارض ذلك أيضاً.

 

سؤال- [جاك روبر: هل هناك أعمال تنجز بين الدول المتطورة والدول النامية. الأعمال التي يتم انجازها على مستوى منظمة الأمم المتحدة وجميع الشعوب التي نحن جزء منها. فجميع الرعايا الأجانب المقيمين في طهران قلقون من المرحلة القادمة، فهل سوف تستمر هذه العلاقات؟ ماذا سيحدث؟ بعض الأقليات الدينية واليهود خاصة أعربوا عن قلقهم، فما هو رأيكم؟]

 

جواب: سوف يضعون هذه المعاهدات قيد البحث والدراسة بعد أن يتم تثبيت الحكومة الإسلامية وسنوافق على الأمور التي تلاقي استحساناً، وتعود علينا بالمنفعة. الأجانب والأقليات جمعيهم سيكونون محترمين، والأقليات الدينية مكرمة في الإسلام، وتتمتع بالحرية.

 

وعليكم أن تعلموا بأنهم سيتابعون حياتهم بشكل أفضل، ولقد جاء ممثل اليهود إلى هنا وطمأنته أنهم سيعاملون باحترام.