بيت المقدس في حديث القائد
وظيفة العالم الإسلامي
على العالم الإسلامي إبـداء رد فعل حازم حيال إسائة الصهاينة للمسجد الأقصى.
ووصف قائد الثورة الإسلامية قضيـة المسجد الأقصى بأنها قضية دينية ومشتركـة بين كافة المسلميـن مـؤكـداً ضـرورة تحـرك مسؤولي البلدان الإسلامية وأضاف: يجـب أن يشعر الكيان الصهيـونـي المـحتـل للقـدس بالندم جرَّاء رد فعل العالم الإسلامي حيـال هذه الإساءة, لأن الصمت في هذه القضية غير جائز أبداً.
يجب الدفاع للحيلولة دون انتهاك حرمة بيت المقدس
فيجب الدفاع الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يدافع عن وطنه ودينه وعن بيت المقدس وهويته الإسلامية ساعياً لقطع النفوذ الإستكباري في هذه المنطقة، وعلى الدول المجاورة لفلسطين وكذلك القوى الجماهيرية المقاومة أن تنبري للدفاع أيضاً، وعلى كل من له القدرة على تقديم العون النهوض بهذه المهمة، فهي مسؤولية الجميع.
الإعتداءات الصهيونية في بيت المقدس
اُنظروا إلى عالم اليوم؛ فها هو شعب فلسطين المظلوم لا يستطيع إيصال صوته إلى أسماع العالم ، ولكن دولة كالدولة الصهيونية الغاصبة ، وشعب كالشعب الصهيوني يتحدث في أرض فلسطين وفي المحافل الدولية، والآخرون يصغون لكلام الظالم الغاصب مصاص الدماء ولا يصغون، بل ويرفضون كلام المظلوم المشرّد من داره!
هذا هو العالم الإستكباري والعالم المادي. الحكومة الصهيونية تهدّم بالجرافات دور الأهالي في بيت المقدس، وتشرّد النساء والرجال والأطفال والشبان الذين تزوجوا حديثاً، والاُسر التي تعيش في هذه الأرض منذ عدّة قرون، لتبني على أنقاضها مستوطنة يهودية. وقد رفع العالم ـ على كل حال ـ صوته بالاحتجاج على هذه المأساة، ولكنهم حيث أرادوا التصويت في مجلس الأمن ضد هذا الظلم الصارخ الذي لا يستطيع المرء وصف فداحته، نقضته الحكومة الأمريكية بحق (الفيتو). ومن المؤكد ان ذلك القرار من القرارات العادلة المعدودة التي يصدرها مجلس الأمن ، لكن أمريكا المتجبّرة الظالمة الغاشمة صوتت ضده بحق (الفيتو). هذا هو واقع السياسة الدولية.
يا أعزائي، هذا هو الذي يدفعنا إلى رفع شعار الموت للإستكبار العالمي وإرسال اللعنات عليه منذ ثماني عشرة سنة، بل لو بقي هذا الإستكبار ـ لا سمح اللّه ـ مائة وثمانين سنة اُخرى ، فسنبقى نلعنه.
محاولة محو ذكر فلسطين والقدس الشريف
بديهي أنّ الغدّة السرطانية الآخذة في الانتشار هي إسرائيل الغاصبة والصهيونية، إلاّ أنّ اليد التي تقدِّم لها العون هي رأس الإستكبار العالمي أي أمريكا.
على الشعوب المسلمة أن لا تنسى، فكما أنّ شعبنا الشجاع والعزيز والغيور والواعي واليقظ أثبت قولاً وعملاً ومن خلال التواجد في الساحة السياسية وغيرها مما كـان التواجــد فيه ضرورياً، أثبت أنّه لا يطيق الضغوط الأمريكية وأنّه يجيبها بلطمها على فمها، لقد صفعتم أمريكا وأعداء الثورة والذين يرومون محو ذكر فلسطين والقدس الشريف من الأذهان.
انتهاك حرمة المقدسات وتدنيس ساحة المسجد الأقصى
لقد استأنف الكيان المجرم والغاصب لفلسطين مرة أخرى قسوته ووحشيته، وذلك بانتهاك حرمة المقدسات وتدنيس ساحة المسجد الأقصى الشريفة الطاهرة، وقتل المسلمين، فضرج المصلين بدمائهم، وقتل الطفل البريء برصاصاته الحاقدة وهو في حضن أبيه وأرداه شهيداً بين يديه، وأعاد إلى الأذهان تلك المشاهد الوحشية والشرّيرة التي دبّرها طوال خمسين عاماً، طمعاً منه في إطفاء شعلة الجهاد الحرة والقضاء على سيرة الكفاح الحقة والمتوقدة، وفرض أساليبه التساومية المهينة المنطوية على الأهداف الممقوتة والأطماع البغيضة على أدعياء التصالح والاستسلام.
ولكنه لن يبلغ آماله في هذه المرة أيضاً، وكما هو دأبه، من هذه الجرائم الرهيبة، وستذهب مؤامراته المشؤومة وأهدافه الشيطانية هباءً أدراج الرياح.
وفي أعقاب هذه الأساليب الشريرة واللاإنسانية والحاقدة، فقد هدرت من جديد أمواج الاحتجاج من بين صفوف الشعب الفلسطيني والمسلمين والمجاهدين، واندلعت التظاهرات الشعبية والطلابية في كافة أرجاء العالم الإسلامي، واستعادت الانتفاضة أنفاسها الحية والملتهبة، ليعج طريق الجهاد بفيض السالكين.
واليوم يطالب المسلمون الواعون والمتيقظون مسؤولي البلدان الإسلامية، خلال تظاهراتهم الحاشدة والمتفجرة التي حملت الشعارات الحقة، بأن يفسحوا أمامهم طريق الجهاد، وأن يجعلوا المسلمين يقومون بأعباء هذا الواجب المهم كطريق وحيد للحل، وأن يطردوا المحتلين من الأراضي المغتصبة، حتى يعود الفلسطينيون إلى بلادهم وأوطانهم.
أهمية توخي الحذر من مؤامرات الصهاينة
إنَّ قضية فلسطين تمثل اليوم القضية الأولى بالنسبة للعالم الإسلامي، وثمة مؤامرة يتعين على الاُمة الإسلامية بأسرها، لاسيما الدول القريبة من فلسطين ومنها شعبنا وبلدنا، الحذر منها، وهي أن الصهاينة الغاصبين لفلسطين وحماتهم يحاولون الإيحاء بأن ما يجري داخل فلسطين إنما هو مسألة داخلية تهم حكومة إسرائيل الغاصبة؛ وهي ليست كذلك أبداً؛ فلو أن أحداً لم يَثُر داخل فلسطين من أجل القضية الفلسطينية فإن العالم الإسلامي يحتفظ بما يكنّه من عداء للصهاينة وحماتهم، فما بالك وقد ثار الشعب الفلسطيني ودخل ساحة المواجهة بكل وعي!
الدعم الأمريكي لمسألة غصب البيت المقدّس
لا يمكن لأمريكا أن تؤدي دور الوسيط في القضية الفلسطينية لأنها طرف فيها، ولهم موقف معادٍ من الشعوب والبلدان الإسلامية. وهذا ما أثبتته أحداث وقضايا السنوات الأخيرة. والدعم الأمريكي هو الذي جرّأهم على اقتراف هذه الفاجعة العظمى التي ينفذونها في الوقت الحاضر، والتي تعني في الحقيقة غصب البيت المقدس وقبلة المسلمين، مرّة أخرى. ولولا الدعم الأمريكي لما تجرّأوا على ارتكاب هذه الفعلة، ولولا ذلك الدعم لكَفَت الدول الإسلامية شر هذه الزمرة الطاغية. ولو اتحدت الدول الإسلامية حالياً لكَفَت للقضاء على هذا الكيان.
عدم جدوى المفاوضات في تحرير بيت المقدس
إن كل قرار ستتخذه القمة العربية اليوم سيكون معروضاً إلى الأبد أمام قضاء التاريخ. وبوسع القادة العرب إتخاذ قرارات صحيحة في هذه القمة تكون باعثة على فخرهم مدى التاريخ. وبالتأكيد فإن قضية فلسطين لن تُحل بمثل هذه المؤتمرات، وإن كان باستطاعتها تقديم مطالب الشعب الفلسطيني وعرضها على العالم. وإن أشدّ هذه المطالب أهمية وإلحاحاً هو محاكمة مسبّبي المذابح الفلسطينية خلال هذه الأسابيع الثلاثة في محكمة إسلامية أو عربية وإنزال العقاب بهم، كما أنه لابد من معاقبة ذلك الكائن القذر الذي جرح مشاعر المسلمين بدخوله المسجد الأقصى، وينبغي تطهير البيت المقدس ومدينة القدس تماماً من دنس الصهاينة، وأن يعطى الشعب الفلسطيني حق تقرير مصيره ومستقبله بحرية كاملة، وهذه هي المطالب الملحّة التي باستطاعة قادة ورؤساء البلدان العربية التقدم بها.
تعليقات الزوار