الإمام الخامنئي (دام ظله) سليل العترة الطاهرة
ها هو سليل العترة الطاهرة ووارث النبي والأئمة (صلوات الله عليهم) يقف حاملاً راية الجهاد في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله، ينفث في أرواح المؤمنين قوة الاستقامة والثبات على طريق ذات الشوكة.
ها هو خليفة الخميني باعث الإسلام من جديد، يرفع لواء المواجهة التي لا تعرف هوادة ضد الطواغيت والظلمة، وبيده مصباح الهدى، يشير على الجماهير المتعطّشة للحرية للتقدّم نحو الأمام.
ها هو الفقيه الحق الذي ذاب في الإسلام المحمدي الأصيل، وعرف نهجه القويم، يدعو إليه على بصيرة ومن اتبعه، يحث عشاق الحقيقة والعزة على المضي قدماً حتى تحقيق الأهداف الإلهية الكبرى.
لقد افتقد المسلمون منذ مئات السنين مثل هذا النور وهذه المنارة وفي أحلك ظروفهم، في الوقت الذي كانوا بأمسّ الحاجة إليه، حيث كان الأعداء يتناوشونهم من كل جانب.
افتقد المسلمون القائد الحقيقي الذي يؤمن بالله وبالإسلام كدين شامل وحل كامل، ويعرف نهجه ــ لا معارفه فقط ــ ويؤمن بالناس والأمة ويعطف عليها.
ثم أطلّ نجم الإمام الخميني (قده) في ظلمة الضياع، ليبعث في الأمة أملاً جديداً وروحاً قوية. وانتزع منها روح الخنوع والذلة ليستبدل ذلك بالعزة والكرامة.
فأدركت معنى الإسلام الحقيقي لأول مرة منذ قرون...
لقد قدّم الإمام الإسلام بتعاليمه وروحه، ولم يفرّق بينهما، فسرت هذه الروح المشبّعة بالأصالة في الجسم المريض للأمة، لتبعث فيه الحياة والقوة والعزم والشوق.
كل ذلك لأنّ الإسلام بدون الجهاد والمواجهة، جسم بلا روح وقالب بلا قلب.
الجهاد الذي يعني السعي الكامل لأجل إقامة حكم الله على الأرض، وهو المظهر الحقيقي والتام للعبودية الصادقة لله تعالى، والمواجهة ضد الطاغوت وأشكاله من الفساد والجريمة والرذيلة، قال الله تعالى: {ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقط استمسك بالعروة الوثقى}.
وحينما مدّ الكثير من العلماء حبلاً ادّعوا أنّه الإسلام، مدّ الإمام حبلاً وثيقاً (العروة الوثقى). فتجلّت لنا هذه الروح العذبة للدين الإلهي الحق. فكيف يؤمن بالله حقاً من لم يكفر بالطاغوت؟! وكيف يعرج في صلاته من لم يتوضأ للشهادة على هذا الطريق؟! وكيف ينال الإنسان بر الإيمان وهو يرى الثكالى والمعذبين والمستضعفين يئنّون تحت سياط القهر والظلم من قبل الطواغيت؟!
هل يمكن أن يذوق الإنسان حلاوة الإيمان الصادق وهو لا يتحمل مسؤولية المجتمع؟!
وهل يكون مسلماً من سمع منادياً ينادي يا للمسلمين ولم يُجبه؟! أين هو الإسلام الذي يقبل الذل لأتباعه والله يقول: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}؟ ما هو هذا الإسلام الذي يرضى لأتباعه أن يكونوا كالأنعام لا يدركون معنى الكرامة ويقدّمون الحياة الدنيا على الآخرة والمادة على الروح والشهوات على الكرامات؟!
نعم، إنّه إسلام أمريكا الذي صنعته وقدمته من خلال مئات الوسائل وينعتق وراءها الناعقون في المغرب والمشرق والأمصار، يريدون أن يقضوا على الإسلام باسم الإسلام.
وفي هذه المعركة الكبرى والصراع المرير يقف سيّد علوي حسيني ليقول لا.
يحمل لواء الجهاد، ويعلن أنه لن يسمح لهذه الشعلة التي أوقدها الإمام أن تنطفئ.
وإذا رأيته وسمعت منطقه شعرت كأن بدراً وخيبراً وصفينَ وعاشوراءَ قد جرت بالأمس القريب، فتقرأ التاريخ في كتاب الصراع. لأنّ التاريخ الحقيقي هو هذا.
ما أحوجنا إلى هذه البوصلة التي تعطي الاتجاه الصحيح في الوقت الذي يظنّ الجميع أن روح الإسلام قد خمدت في نفوس المسلمين.
وما أحوجنا إلى من يذكّرنا بمسؤوليتنا التي إذا لم نؤدها لحقنا الذل والعار والهوان.
ما أحوجنا إلى الذي يثبت في عروقنا قوة الصبر والتحمل لنكمل المسير.
تعليقات الزوار