الإصلاحات في رؤى السيد القائد

الإصلاح ضروري لكل نظام، إنه من الاحتياجات الضرورية لكل مجتمع. نحن أيضا بحاجة إلى الإصلاحات. الإصلاح يعني أن نتبيّن المواضع الإيجابية والسلبية ونبدّل السلبيات إلى إيجابيات. هذه الإصلاحات هي إصلاحات ثورية.. إصلاحات إسلامية.

أعداء النظام والثورة يستهدفون تغيير أصل النظام، والإصلاحات في نظرهم تغيير نظام الجمهورية الإسلامية إلى نظام تابع عميل للأعداء المستكبرين.

الإصلاحات بالمعنى الحقيقي للكلمة يشمل كلّ القطاعات في البلاد. لا ينبغي لأي جهاز أن يرى نفسه مصوناً من النقد والانتقاد ومبّرأً من العيوب. كل أجهزة البلد يجب أن تخضع للنقد المنصف، وجميعها يجب أن تصلح نفسها في اتجاه أهداف النظام وفي إطاره.

الإصلاحات حقيقة ضرورية ولازمة، ولابد من تنفيذها في بلادنا. ليست الإصلاحات في بلادنا ناتجة عن اضطرار أي ليست نتيجة تعرّض حاكم لضغوط مطالبات فيعمد نتيجة لهذه الضغوط إلى إصلاح هنا وإصلاح هناك. كلاّ الإصلاح جزء من ذات هوية نظامنا الثورية والدينية. لو أن الإصلاحات لم تجرِ آنًا فآن فإن النظام سيتعرض للفساد ويضلّ الطريق. الإصلاحات فريضة.

الإصلاحات إما أن تكون ثورية وإسلامية وإيمانية وكل المسؤولين في البلاد وكل المؤمنين وجميع الخبراء يؤيدونها.. وإما أن تكون إصلاحات أمريكية وكل المسؤولين في البلد وكل أبناء الشعب المؤمن وكل الواعين من المواطنين يعارضونها.

الإصلاحات التي يستهدف الأمريكيون تنفيذها في إيران هي عين الفساد. الإصلاحات في منظار الأمريكيين تعني إبادة نظام الجمهورية الإسلامية.

هؤلاء المتجبرون لا يستهدفون إلاّ تأمين مصالحهم. يكذبون في ادعائهم مساندة شعار الإصلاح. هؤلاء لا يساندون الإصلاحات الحقيقية. إنهم يعارضون الإصلاحات الحقيقية.

أساس الإصلاحات أن نكافح الفقر والفساد والتمييز. كل إصلاح - لو كان إصلاحًا حقيقيًا - يدور حول هذا المحور. أفظع فساد في المجتمع ازدياد الفقر واتساع الهوّة بين الفقير والغني. أسوأ فساد في المجتمع أن يتلوث أفراد بالفساد المالي والاقتصادي فيستخدمون بيت المال لمصالحهم الشخصية ولملء جيوبهم.

أكبر فساد ممارسة التمييز في تنفيذ القانون وتطبيقه، وعدم رعاية كفاءات الأفراد ومؤهلاتهم وقابلياتهم. ولقد أكدت مرارًا على ضرورة مكافحة الفقر والفساد والتمييز.

أول خطوة للإصلاح هو الإصلاح الذاتي، أي إنّ مجموعة مسؤولي النظام يجب أن يخلصوا أنفسهم من هذه السلوكيات والأخلاق غير الإسلامية. لو حدث ذلك لتوفر إمكان تطوير الأمور.

لو أن عملية الإصلاح والتطوير والتجديد لم تقم على أساس قيم الثورة فإن المجتمع سيصاب بالفشل. من المبادئ الأساسية الالتزام بالقيم، وأن لا نميّز بين القيم، وأن نتابع بجدٍّ التطوير والتحرك إلى الأمام في إطار القيم.

لابد من إعطاء تعريف واضح لعملية الإصلاح، وأن تكون واضحة أولاً لنا نحن الذين ننهض بعملية الإصلاح، وأن نفهم ماذا نريد أن نفعل. وأن تتضح للناس ليفهموا قصدنا من الإصلاح كي لا يعمد كل شخص إلى تفسير معنى الإصلاح وفقًا لهواه. من هنا فإن عملية الإصلاح إن لم تتخذ تعريفًا محدّدًا فإن النماذج المفتعلة ستتغلب على الساحة.

الإصلاح يجب أن ينهض به مركز مقتدر ومنضبط. ربّ مشروع يمكن تنفيذه خلال عشر سنوات بصورة جيدة سالمة، نفس هذا المشروع لو أردنا تنفيذه خلال سنتين فإنه سيؤدي إلى خسائر لا تعوّض.

الموضوع الآخر الالتزام ببنية الدستور في حقل الإصلاح. طبعًا الدستور يؤكد أكثر ما يؤكد على دور الإسلام ومرجعيته في القوانين والنظم والأساليب. لابدّ من صيانة بنية الدستور بشكل دقيق. الدستور هو ميثاقنا الكبير الوطني والديني والثوري.

الإصلاحات في بعض القطاعات معقدة وصعبة وبطيئة، مثل التوزيع العادل للثروة في القطاع الاقتصادي. إنه عمل صعب جدًا. استئصال جذور الفقر ومعالجة مشاكل المناطق المحرومة وإصلاح الجهاز الإداري.. كل ذلك جزء من عمليات الإصلاح.