الإمام الخامنئي والتشدد في مواصلة مناوئة أمريكا

من أبرز المقومات العبقرية عند سماحة ولي أمر المسلمين آية الله العظمى الإمام القائد السيد علي الحسيني الخامنئي (دام ظله) في هداية السفينة الإسلامية التي تعوم وسط هذه البحار الهائجة وإيصالها لشاطئ الأمن والسلام قضية استحالة مفاوضة أمريكا واستئناف العلاقات معها.

لقد كانت قضية مساومة أمريكا والارتباط بها تمثل الشغل الشاغل للحكومة المؤقته بكافة عناصرها الوطنية وحزب نهضت آزادي أوائل إنتصار الثورة الإسلامية، وقد فضحت ذلك الوثائق الرسمية التي عثر عليها في وكر الجاسوسية الأمريكية (السفارة الأمريكية).

 لقد اتخذ العداء الأمريكي للجمهورية الإسلامية منحاً جديداً بعد قطع العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقد تمثل ذلك في العديد العديد من المؤامرات سنكتفي بالإشارة بصورة مقتضبة لأهم المؤامرات التي حاكها الاستكبار بعد رحيل الإمام الخميني (قدس) من دون التعرض لدور سماحة ولي أمر المسلمين آية الله العظمى الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) في إحباطها مراعاة للاختصار، ومنها:

1-  الهجوم الفاشل في صحراء طبس.

2- توفير الدعم المطلق للمنافقين وعملياتهم الإرهابية.

3- تجميد الأرصدة الإيرانية.

4- الغزو الثقافي بعد انتهاء الحرب, والذي يعتبره القائد أخطر من المباغتة الحربية.

5- غزو العراق للكويت وهجوم امريكا وحلفائها على العراق.

6- تواجد القوات الأمريكية في الخليج بعد مقاتلة العراق.

7- إعادة بناء البلاد وظهور التيارات الموالية للغرب في مجال الاقتصاد.

8- ظهور الطبقة الثرية اللامشروعة.

9- التواجد الأمريكي في آسيا الوسطى سيما أذربيجان.

10- ظهور حركة طالبان في أفغانستان وفضح دور أمريكا والباكستان بتشديد الضغط على الجمهورية الإسلامية بواسطة تلك المجموعة قبل أن ينقلب السحر على الساحر و تتخلص أمريكا من الحركة.

11- المؤامرات الاقتصادية في إطار المقاطعة، قانون داماتو (معاقبة الشركات التي تتعاقد مع إيران)، تغيير مسار نقل أنابيب النفط و...

12- المصادقة على تخصيص ميزانية بمبلغ عشرين مليون دولار أمريكي لإسقاط النظام الإسلامي.

13- عقد محكمة مكينوس ودعوة سفراء الدول الأوربية من طهران وممارسة الدعايات المغرضة ضد كبار مسؤولي الجمهورية الإسلامية عام 1996.

14- تصاعد الأعمال الإرهابية لزمرة المنافقين واغتيال أبرز رجالات النظام وتوفير الدعم اللازم لها من قبل أمريكا وصدام.

15- أزمة البوسنة والهرسك وممارسة الإبادة العرقية للحيلولة دون قيام بلد إسلامي في أوربا.

16- أزمة كوسوفو والإبادة الجماعية للمسلمين في أوربا.

17- الضجة المفتعلة بشأن إعدام المرتد سلمان رشدي والزعم بتغيير الجمهورية الإسلامية لمواقفها حيال الغرب.

18- تجدد فتنة المنتظري في قم ومؤامرة عصابة السيد مهدي هاشمي.

19- التوترات التي تثيرها الصحف المستجدة والمعاندة، ومنح امتيازاتها لعناصر النظام البائد العميلة للغرب تحت ذريعة الحرية والانفتاح السياسي.

20- خفض أسعار النفط وتدمير الاقتصاد الإيراني من قبل الغرب وبعض بلدان المنطقة.

21- تشديد هجمات المنظمات الدولية ضد إيران كبلد لا يرعى حقوق الإنسان، وتهمة إنتاج أسلحة الدمار الشامل، والإرهاب و...

22- تصاعد حدة الدعايات الاستكبارية والصهيونية ضد مبادئ النظام الإسلامي المقدس، وافتتاح راديو (آزادي) التابع للمنافقين من قبل أمريكا والذي ينشط في الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية.

23- تحرك بعض الفئات المناوئة للنظام، سيما الجبهة الوطنية وحزب نهضت آزادي، وحدوث الانحراف في بعض الحركات الجامعية والمحسوبة على الثورة.

24- افتعال الأزمات والتوترات بهدف تعثر علاقات الجمهورية الإسلامية مع بلدان الخليج كادعاء الإمارات العربية المتحدة لامتلاك الجزر الإيرانية الثلاث.

25- الهجوم المنسق والمنظم ضد أفكار وممارسات الثورة الإسلامية والإمام الخميني (ره) مؤسس الجمهورية الإسلامية.

26- إحياء تيار الانفتاح الغربي المريض، وتسلله داخل المؤسات الثقافية، الفنية والإعلامية للبلاد.

27- استهداف الشباب من خلال إشاعة الفساد، الانحراف، الاستهتار وإدخال اليأس إلى قلوب أبناء الشعب.

28- توسيع حجم الفضائيات وضخ البرامج المبتذلة بهدف القضاء على إيمان الأمة ومبادئها. حيث أقامة أمريكا إذاعة و قناة فارسيتين يقوم على إدارتها بعض المرتزقة.

29- وضع الجمهورية الإسلامية رسمياً على قائمة دول محور الشر بحسب تعبير الساسة الأمريكان في البيت الأسود.

 وأعتى الجرائم والجنايات التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية بحق هذا النظام الفتي القائم على أساس إرادة الأمة وتطلعاتها، وتحريض صدام ودفعه لشن حربه العدوانية على إيران ومده بكافة الأسلحة الحديثة والمتطورة التي أسفرت عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، ناهيك عن الآثار الاقتصادية والخراب والدمار الذي طال المدن والمناطق الإيرانية. و غيرها العديد من المؤامرات التي لا يسع المجال لذكرها.

 وعلى الرغم من كل ما تقدم فإن هناك بعض الفئات والتيارات التي تعزف على وتر التفاوض مع أمريكا الشيطان الأكبر, وأن هذا التفاوض سيخدم اقتصاد البلاد وإعادة اعماره بحسب زعمهم!!.

لقد تناول سماحة ولي أمر المسلمين الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) هذا الرأي بالنقد والتحليل ملفتاً نظر المسؤولين إلى أخطار هذه الرؤية وما تجره من أضرار وخسائر على الأمة الإسلامية. فقد خاطب سماحته العناصر المتبنية لذلك الرأي قائلاً:

"أعتقد أن أولئك الذين يذهبون لمفاوضة الاستكبار وعلى رأسه أمريكا، اما أنهم سذج بسطاء، واما أنهم ملئوا رعبا من أمريكا. أما رعبهم، وذلك أني قلت مراراً بأن الاستكبار إنما يستهدف زرع هيبته وثقله قبل كل شيء, فهم أشباح الرعب وإخافة الآخرين... وأما سذاجة المفاوضة, فهي الاعتقاد بأن حل جميع المشكلات والمآزق إنما يكمن في التوجه إلى أمريكا والتحدث معها، في حين ان المفاوضة مع أمريكا لا تعني سوى المساومة، هات وخذ. فليقل لنا أولئك العناصر ماذا يريدون أن يمنحوا الثورة وعلى ماذا يحصلون من أمريكا? أتعلمون ماذا تريد أمريكا? {وما نقموا منهم الا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد}[1].

وإني لأقسم بالله أن أمريكا لا تبغض فينا الا الإسلام المحمدي الأصيل، فهم يريدون إبعادكم عن هذا الإسلام. فهل أنتم مستعدون?"[2].

وهكذا فشلت هذه المؤامرة بفضل العناية الألهية التي سددت سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) و تحليلاته الدقيقة والدعم المطلق الذي اظهرته الأمة بكافة شخصياتها وأفرادها لقائدها و مرجعها الفذ الإمام القائد الخامنئي (دام ظله).

 إلا أنها أخذت تطرح من حين لآخر من قبل عناصر ساذجة أو مغرضة مدسوسة في صفوف أبناء الثورة.

 من جانبها سارعت بعض الصحف والتي استغلت الأجواء الانفتاحية بعد انتخابات رئاسة الجمهورية لتطرح هذه القضية. فهب ولي الأمر المفدى الإمام القائد الخامنئي (دام ظله)  مرة أخرى ليقف كالطود الشامخ أمام تلك الخدعة، معتبراً الاختلاف مع امريكا عداءاً متجذراً تمتد جذوره للإسلام و أحكامه وقيمه ومثله المقدسة.

 فقد قال سماحة ولي أمر المسلمين الإمام القائد الخامنئي (دام ظله)  بهذا الشأن:

"إن الإسلام هو الحد الفاصل بيننا وبين الأعداء، إننا وبسبب إسلامنا نواجه الاستكبار. إن الاستكبار وعلى رأسه أمريكا وذيولها في المنطقة لا يهدفون من عدائهم لإيران سوى إجهاض الإسلام لا شيء آخر.

إننا مارسنا الجهاد لتحقيق الحياة الإسلامية الطيبة من أجل جميع البشرية لا الأمة الإيرانية فحسب. وهذا لا يعني تجييش الجيوش لمواجهة الاستكبار أينما تعرض لهذه الحياة الطيبة ومقاتلته! كل ما نسعى لتحقيقه هو إثبات بؤس وتعاسة العالم الذي يعيش تحت الهيمنة الاستكبارية الحاكمة اليوم في عالمنا المعاصر، وامكانية ان ينقذه الإسلام من تلك التعاسة والشقاء. لقد أثبتنا وسنثبت بأن الإسلام يملك زمام المبادرة في مواجهة هذا العالم المستكبر الظالم، وهذا ما جعله يمارس العداء والبغضاء لأهداف الإسلام المقدسة.

إن الاستكبار ليتأقلم وجميع الشعوب التي تذعن لسلطته الاستكبارية، في حين انه لا يكنّ سوى العداوة والبغضاء لأي نظام وشعب يرفض تلك السلطة الغاشمة. واليوم فان نظامنا يدين هذه السلطة فضلاً عن رفضها وعدم الإذعان لها، بل نعتبرها أساس تخلف الشعوب وإخفاقها"[3].

ولا يسعنا هنا إلا أن نحيل القارئ للخطبة المفصلة التي ألقاها سماحته في جامعة طهران[4]. والكتاب الذي يحمل عنوان (التفاوض مع أمريكا)[5] حيث يتعرض بالتحليل لامريكا وهدفها من هذه المفاوضات في تشويه سمعة الجمهورية الإسلامية المباركة.

ـــــــــــــــ

[1] سورة البروج، الآية 8.

[2] صحيفة الجمهورية الإسلامية، 4/5/1990.

[3] حديث الولاية، ج3، ص210.

[4] الخطبة التي وردت في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة 11/1/1997. صحيفة الجمهورية الإسلامية، 17/1/1997.

[5] كتاب نشر من قبل مؤسسة قدر ولايت بالفارسية.