الصحوة الإسلامية في فكر الإمام الخامنئي
التاريخ: 15-02-2012

الصحوة الإسلامية في فكر الإمام الخامنئي نزيهة صالح بعد سقوط الإتحاد السوفيتي، الذي كان يُلقب بالحتمية التي لا تسقط، ركزت المحاولات الفكرية لتحويل الليبرالية إلى أيديولوجيا بهدف استمرار الفكر الليبرالي خوفا من سقوطه كما حصل للمنظومة الاشتراكية
الصحوة الإسلامية في فكر الإمام الخامنئي
نزيهة صالح
بعد سقوط الإتحاد السوفيتي، الذي كان يُلقب بالحتمية التي لا تسقط، ركزت المحاولات الفكرية لتحويل الليبرالية إلى أيديولوجيا بهدف استمرار الفكر الليبرالي خوفا من سقوطه كما حصل للمنظومة الاشتراكية.
بحث الفكر الرأسمالي عن حتمية تحافظ على وجوده فوجد العولمة، ولم تكن هذه المحاولات من إبداعات الرأسماليين، بل هم استنبطوها من فكرة الدين، والدين الإسلامي بالتحديد، بعد أن لمسوا كيف أن هذا الدين استمر رغم كل الظروف التاريخية الضاغطة. ولمسوا بالإثبات التاريخي كيف أن الإسلام هو الإيديولوجيا التي تتجدد في كل عصر، ويصبح شأنه أكبر مع كل تجديد، ولمسوا أيضا أن هذا الدين ليس لزمان ومكان محددين بل هو لكل زمان ومكان، لذلك كان ينتشر في العالم كأسرع عقيدة تنتشر في كافة أنحاء المعمورة، فهو ينمو بمعدل ۲.۹ بالمئة سنويا.
لهذا يخشى الغرب الإسلام ويخشى أن يكون الإسلام هو البديل الأيديولوجي لليبرالية. وباسم الواقعية ينظّر صناع القرار الليبراليون للعالم كله لركوب قطار العولمة كتابع وليس كمشارك. وهذا بالفعل ما أصاب العالم من تبعية، بما فيها العالم الإسلامي الذي ضيّع حكامه التماثيل المصنوعة من الغرب هويته.
إلا أن الإسلام بما أنه نظام حي مستمر، وبمشيئة إلهية ذو ميزة عالمية، يخاطب كل تفاصيل الحياة، يقف الآن في وجه الإيديولوجيا الغربية ليصوب المسار التاريخي البشري، ويصحح أخطاء من لم يفقهوا التجارب والعبر التاريخية القديمة والمعاصرة. حتى أن المجتمعات في الغرب بدأت تدرك التجارب، وهي تعاني اليوم من العولمة لذلك نرى أن هناك دعوة في الغرب إلى إصلاح النظام المالي الدولي، وطرح بديل يجمع بين الاشتراكية والرأسمالية في محاولة لإنقاذ الرأسمالية من نفسها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إفلاس النظام الرأسمالي، مما يعني أن الإسلام هو النموذج الحتمي المتبقي للبشرية. إلا أن هذا النموذج الحتمي الذي يتعرض للهيمنة والسيطرة الغربية لابد من آليات لتحريكه وتنشيطه، فما الذي يحركه؟ هل الصحوة الإسلامية التي نشهدها الآن هي المحرك الصائب؟
الصحوة الإسلامية التي نشهدها في العالم الإسلامي ليست وليدة ساعتها، ومن خلال بعض الاستقراء التاريخي المعاصر، يمكن أن نرصد لحظات بدء تحريكها إلى حين ولادتها، ونرى بذلك أنها قد بدأت تتفاعل لدى الشعوب الإسلامية في بداية الثمانينات من القرن العشرين عندما ظهر من يذكّر المسلمين بالعودة إلى الإسلام وإلى تعاليمه، وهو الإمام الخميني (قدس سره)، الذي أعاد إثبات نظرية الإسلام على أنها هي الأسلم في التطبيق السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي.
وهنا أصبح الإسلام يشكل تهديدا للرأسمالية بعد سقوط الإتحاد السوفيتي. فصنعت من الإسلام عدوا ووضعته في خانة التخلف والوقوف في وجه الحضارة والتقدم. ونجحت في تسريب هذه الأفكار في البلاد الإسلامية، وخاصة فيما يتعلق بالمرأة والحجاب وربطه بالتحضر، وخاصة وأن الحكام ينفذون أوامر الولايات المتحدة الأميركية التي هي رأس الرأسمالية والإمبريالية. فدخلت العولمة سريعا مع الهجمة العسكرية على بلاد المسلمين من خلال الحملة الدعاية العالمية عن ما يسمونه "الإرهاب الإسلامي"، وأن الولايات المتحدة هي التي ستنشر الديمقراطية في العالم في عولمة مخادعة. بينما كان شعار الإمام الخميني: "لا شرقية ولا غربية، جمهورية إسلامية" و " يا مستضعفي العالم اتحدوا".
وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاما على انتصار الثورة الإسلامية في إيران، ظهرت الصحوة التي تنبأ بها الإمام الخميني، بعد أن لمست الشعوب الإسلامية الفرق الشاسع في التطبيقات، بعلمها أن الإسلام جاء للعالم في عملية تفاعل فكري حر واختياري بين الحضارات المتعددة، فيقوم الإنسان بالاختيار "لا إكراه في الدين ،والدين هنا ينسحب على كل التفاصيل أي لا إكراه في الاقتصاد والسياسة والثقافة. وكانت إيران والإمام الخامنئي حضنا لهذه الصحوة تأكيدا على الإيمان بالوعد الإلهي بنصرة الإسلام.
احدث الاخبار

في ذكرى استشهاد السنوار .. حماس: جذوة طوفان الأقصى لن تخبو

الشهيد على طريق القدس الحاجّ محمّد عفيف النابلسي

قائد الجيش الايراني: حرب الـ 12 يوما علمتنا درسا يعادل 12 عاما

صورة الشهادة

الشيخ نعيم قاسم: المقاومة خيار تربوي أخلاقي ثقافي جهادي سياسي

حركة أنصار الله اليمنية تهدد كيان الاحتلال إثر عدوانه الجديد على لبنان

حمدان: لن يقبل أي فلسطيني بتسليم السلاح وشعبنا أحوج ما يكون للسلاح والمقاومة

السيد الحوثي: طوفان الأقصى محطة فارقة في جهاد الفلسطينيين.. العدو الاسرائيلي فشل بشكل تام

بيان الإمام الخامنئي إلى المؤتمر الوطني الثاني والثلاثين للصلاة

قائد الحرس الثوري: أي خطأ في حسابات العدو سيُقابل برد حاسم
الاكثر قراءة

أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي

ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي

أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)

أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)

مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)

مبادئ الإمام الخميني العرفانية

أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)

ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور

شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب

تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية