أجرى الحوار: محمود رمك

 

الضيوف: أحمد موسوي (الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر في الجمهورية الاسلامية الايرانية) 

 

حسين شيخ الأسلام (وكيل وزارة الخارجية الايرانية) 

 

موضوع الحوار: إيران.. المساعدات الإنسانية لقطاع غزة

 

محمود رمك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حوارنا حول المساعدات الايرانية الى قطاع غزة، هذه المساعدات التي تحركت من ايران قبل بدء العدوان. كانت هناك نية لارسال المساعدات ولكسر الحصار في اطار ما سمي بانتفاضة السفن التي كانت تتجه الى غزة لكسر الحصار المفروض هذا القطاع من قبل الكيان الصهيوني. مشاهدينا للوقوف على حجم المساعدات الانسانية الايرانية للمنكوبين في قطاع غزة يسرنا ان نستضيف في هذه الحوار الدكتور السيد احمد موسوي هو الامين العام لجمعية الهلال الاحمر في الجمهورية الاسلامية الايرانية وسينضم الينا لاحقا حسين شيخ الاسلام وكيل وزارة الخارجية الايرانية. سيد شيخ الاسلام بداية انتم الان ما هي اولوياتكم بعد العدوان؟

 

حسين شيخ الاسلام: اولويتنا الاولى تكمن في اعادة بناء غزة وكل هذا الدمار واسعاف واغاثة الجرحى. هؤلاء الناس الذين حصروا لمدة طويلة وتعرضوا الى الجرائم الاسرائيلية . صحيح انا اشرت الى جبهة الممانعة وطلبت تعزيز هذه الجبهة ولكن اهم واجب بالنسبة لنا هو التئام وتطبيب هذه الجراح لدى الشعب الفلسطيني في غزة.

 

محمود رمك:دكتور موسوي ما هي نسبة المساعدات التي قدمت من قبل ايران؟

 

احمد موسوي: بسم الله الرحمن الرحيم. كما تعلمون ان الهلال الاحمر الايراني وفي اطار جهوده القديمة لايصال المساعدات، هي من مجموعة الاعضاء الفاعلين بين 86 دولة ولها حضور فعال في الحوادث التي تحدث في انحاء العالم، كالزلزال في اندونيسيا وباكستان والحوادث والكوارث التي وقت في امريكا اللاتينية، كان الهلال الاحمر الايراني في مقدمة.

 

محمود رمك: فيما يتعلق بغزة تحديدا ما هي المساعدات التي واصلت وما حجم المساعدات التي هي في الطريق؟

 

احمد موسوي: نحن ومنذ الايام الاولى من العدوان اعلنا استعدادنا لتقديم المساعدات للجنة الدولية لصليب الاحمر واعلنا اننا على استعداد لتقديم المساعدة في مجالات مختلفة، في مجال الاغاثة والامداد وارسال المساعدات الانسانية وقبول معالجة الجرحى وتأسيس مستشفى ميداني. فنحن في المرات السابقة اوفدنا طواقم طبية مع كامل المعدات والتجهيزات واستطاعت هذه الطواقم ان تستقر في اية نقطة اردنا وتقديم خدماتها وقبل بدء الحرب نحن كنا قد اعلنا استعدادنا ولحسن الحظ ان الهلال الاحمر الفلسطيني اعلن موافقته على تلقي المساعدات الانسانية المرسلة او المهدات من ايران ونحن بعد تلك الموافقة قمنا بارسال مساعداتنا. الشحنة الاولى ذهبت جوا في مطلع هذا الشهر وهذه المساعدات وصلت حتى الى حدود غزة وعندما كنا نتابع هذا الموضوع كانت هذه المساعدات على وشك التجوه الى غزة وانا اعتقد انها عبرت الحدود ووصلت الى يد السكان. اما الجزء الثاني فهو يشكل قسما كبيرا واكثر من الفي طن من المواد الاغاثية والادوية وتجهيزات الطبية هذه ايضا ارسلناها الى المنطقة وهناك 2000 طبيب متطوع ايراني جاهزون للوصول الى غزة ومنذ اسبوعين نادي السفينة مازالت هناك في سواحل غزة وللاسف ان الكيان الصهيوني الغاصب يحول دون وصول هذه السفينة الى غزة.

 

محمود رمك: سيد شيخ الاسلام البعض يريد ان تبقى ايران بعيدة عن تقديم المساعدة الى غزة. ما رأيك؟

 

حسين شيخ الاسلام: ما تقوله صحيح وهذا الهدف الاسرائيلي ولكن ايران تقع في قلب جميع الفلسطينيين وللاسف ان الشحنة الثانية من المساعدات التي توجهت عبر سفينة فان الحكومة المصرية لم تتعاون واخرت سفينتنا كثيرا بحيث نفذ الوقود والماء في السفينة واصبنا بمشاكل ولذلك نحن لجأنا الى منظمة المؤتمر الاسلامي وانهم قالوا بان هذه المساعدات يجب ان لاتكون عليها اية علامة ايرانية ولهذا فانهم سيعتذرون وقلت اذن اذا كنا نعمل في سبيل الله فقبلنا بهذا الشرط وقد تقرر ان تفرغ الحمولة في مينا العريش وطلبنا من منظمة المؤتمر الاسلامي اتخاذ الاجراءات اللازمة للاسراع في ايصال هذه المساعدات الى سكان غزة. وليس مهما بالنسبة لنا من يبعث هذه المساعدات، الفلسطينيون اليوم يعرفون جيدا من هو عدوهم ومن هو صديقهم خاصة سكان غزة. ويعرفون من الذين شاركوا في المؤامرة ضدهم ومن وقف ايضا الى جانبهم.

 

محمود رمك: البعض يتهم ايران بانها ترسل اسلحة الى غزة، يعني هناك حديث في هذا الخصوص. ماذا تقول؟

 

حسين شيخ الاسلام: من الناحية القانونية غزة منطقة محتلة وان من حق جميع الذين يقاومون ضد الاحتلال ان يتمتعوا ويتزودوا بكافة وسائل الدفاع وحتى من اجل حل مشاكلهم وهذه المواثيق والمعاهدات الدولية هي ايضا تؤيد هذا الشيء. فرنسا ايام حرب النازيين ، المعاهدة نصت على حقوق الفرنسيين. على اي حال ان المقاومة التي تحارب الاحتلال من حقها ان تتزود باية وسيلة وايضا ان على الجميع تقديم المساعدة اليها. على اي حال في الوقت الذي من الصعب جدا حتى ارسال علبة حليب، ان الاسلحة قد تمكنت من الدخول الى غزة. انا بدوري افخر بهؤلاء الفلسطينيين وبهذه المقاومة وبهذا التنظيم.

 

محمود رمك: سيد شيخ الاسلام فيما يتعلق بالرؤيا الايرانية لما بعد العدوان، فيما يتعلق بمعبر رفح والترتيبات الامنية على المعبر، فيما يتعلق ايضا بقضية التهدئة وقضية وقف اطلاق النار، فيما يتعلق ببعض كل هذه الترتيبات، انتم في الخارجية الايرانية ما هو موقفكم؟

 

حسين شيخ الاسلام : فيما يتعلق بمعبر رفح اذا كانت مصر كما تدعي دولة مستقلة والجانب الآخر الشعب الفلسطيني واي ترتيب تقبل به مصر ولكن الاسف لولم تغلق مصر ذلك المعبر لما كنا نشاهد كل هذا العدد الهائل من الجرحى وكما تعلمون ان غزة من المناطق الاكثر العاهلة بالسكان، ربما كان بامكان الكثيرين الهروب والخروج منها. حتى بعض الناس حاولوا الخروج لكن المصريين فتحوا النار عليهم واصابوا احد هؤلاء بجروح، من ناحية اخرى كانت القنابل تنهار عليهم. لو كانت الحكومة المصرية سمعت نصائح ومطالب شعبها والشعوب الاسلامية وفتحت المعبر وسمحت للنساء والاطفال الخروج وسمحوا للرجال فقط لمحاربة اسرائيل بقوة كنا نعرف من سيكون الخاسر. الان ايضا هناك عدد الشهداء وعدد القتلى من الاسرائيليين عدد متكافئ على الرغم من ان الاسرائيليين كانوا يقصفون من الجو ويعتمدون المدفعية ومن البحر والبر. اذن احدى مؤامرات الحرب هو زيادة الجرحى حتى ينشغل المقاومون بشؤون جرحاهم. مصر لم تفتح الحدود. واليوم اذا كانت مصر دولة مستقلة وتقول انها تتخذ قرارات من اجل الشعوب العربية والاسلامية لماذا اذن تطلب العون من جهة اخرى.

 

محمود رمك: دكتور موسوي فيما يتعلق بالمساعدات العينية ، انتم الان ماذا اعددتم ، ما الذي وصل ، ما الذي في طريقه؟

 

احمد موسوي: كما تعلمون ان اسرائيل استخدمت سلاح الفسفر الابيض وهذا سلاح محظور وتترتب عليه آثار تخريبية وبسبب تركيبه مع الاكسيجن فانه يحدث حروق تصل الى النخاع والى العظام وتحدث مضاعفات خطيرة، لذلك فان الكيان الصهيوني لم يلتزم باية معاهدة دولية. هناك لجنة حقوق الانسان التابعة لهلال الاحمر ونحن درسنا الموضوع وهذه الانتهاكات وعليه ستكون هناك متابعة قانونية، ايضا وبالتأكيد ان الاخوة القانونيين سيتابعون هذا الموضوع. نحن في مجال التقديم الدعم النفسي خاصة للاطفال الذين كانوا مظلومين واليوم يعيشون في معاناة وواجهوا مشاكل عديدة، خاصة الاطفال الذين هم في سن النمو وعليه فان جمعية الهلال الاحمر لديها طواقم جاهزة وامكانيات لازمة لتقديم الدعم النفسي لهؤلاء على اقل تقدير.ايضا الجرحى الذين اصيبوا بجروح خطيرة نحن استقبلناهم وايضا نحن على استعداد لتقديم المساعدات الاغاثية والغذائية.

 

محمود رمك: سيد شيخ الاسلام، يبدو هناك حملة تبرعات وكانت هناك تصريحات من قبل الحكومة الايرانية بان تقوم ببناء المجلس التشريعي وببناء المدارس والجامعة الاسلامية في غزة.

 

حسين شيخ الاسلام: اريد ان اعاهد واقول اذا لم نتمكن من ايصال كل هذه الامكانات التي اعددناها او استقبال الجرحى في ايران بالتأكيد سوف نقوم باموالنا لبناء البنية التحتية وهذه الاموال سوف تسلم للحكومة القانونية، سوف لن نسمح ان تصل هذه الاموال الى مادة للانتخابات. للاسف ان بعض الحكومات تحاول ان تستغل حوادث غزة للسباق الانتخابي المقبل في داخل فلسطين ونحن سنتعامل مع الذين هم في داخل غزة، اقصد حكومة اسماعيل هنية وان المساعدات الايرانيين من كافة المدن والمساجد والمدارس قد تجمع وسوف ترسل الى الحكومة القانونية في غزة. والحكومة الايرانية بامكانها ان تبعث مساعداتها.

 

محمود رمك: سيد شيخ الاسلام الرئيس الامريكي الجديد دائما يتحدث عن تغيير، هل لمستم هذا التغيير؟

 

حسين شيخ الاسلام: للاسف وبرأيي ان الخطأ الاستراتيجي الاول ارتكبه السيد اوباما، نأمل ان لايستمر سوى ان يقول انه كان مجبرا امام الصهاينة وان لايواصل ذلك عمليا وهو الاعلان عن الدعم من جانب واحد عن اسرائيل وحتى انه تعهد بالدفاع عن اسرائيل والزم الولايات المتحدة في الدفاع عن اسرائيل وانا اقول ان هذه السياسة فاشلة، لو كان بوش قادرا على الدفاع عن اسرائيل لكان لاوباما ايضا يفعل ذلك . لانهم حاليا يشاهدون انتفاضة، انهم يريدون ان يعادوا انتفاضة شعبية. الاسرائيليون ومثلما جاؤوا عبر الحرب وبنفس الطريقة يجب ان يخرجوا ويبحثوا عن مكان آخر في العالم ويؤسسوا لانفسهم حكومة يهودية.

 

محمود رمك: في ختام حوارنا لا يسعني الا ان اشكر ضيوفي الاستاذ حسين شيخ الاسلام والسيد احمد موسوي وشكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.