تعتبر خطابات سماحة آية الله العظمى الخامنئي (دام ظله العالي) في صلاة الجمعة بطهران، دائرة معارف إسلامية وسياسية نظراً لما تحويها من معارف إسلامية وتحليلات سياسية وإرشادات ونصائح اجتماعية وأخلاقية. لكن المهم من بين كل تلك الخطابات هي الخطبة الاستثنائية والملحمة التاريخية التي لا تُنسى أبداً، حيث وقع انفجار بين صفوف المصلين هّز مركز صلاة الجمعة، سقط بسببه العشرات بين قتيل وجريح، وفي الوقت نفسه كانت طائرات الاستكبار تهدد بقصف موقع صلاة الجمعة حيث كانت قد قصفت طهران صبيحة ذلك اليوم، وما أحدثته المضادات الجوية من ضوضاء وضجّة. لكن على الرغم من كل ذلك تمكن خطيب الجمعة سماحة آية الله العظمى الخامنئي (دام ظله العالي) بعناية من الله وبقدرته المعنوية وسكينته القلبية من تهدئة الأوضاع والاستمرار في خطبته بكل قوة وصلابة وبقيت الصفوف منظمة والمصلّون في أماكنهم، ثم أدّى سماحته الصلاة بطمأنينة وخشوع مما أثار إعجاب الأعداء فضلاً عن الأصدقاء.

 

وقد أشار الإمام الراحل (قده) في بيانه بمناسبة رأس السنة الهجرية الشمسية حيث قال:

 

(إنّي لا أنسى قضية يوم الجمعة كيف مضت بعظمة ونورانية وصمود وتلك الطمأنينة، رغم أصوات المدافع المضادة للجو وذلك الضجيج. إنّني كُنت ألاحظ وأنظر وبالأخصّ إلى الناس لأرى ما يحدث بينهم، فلم أر حتى شخص واحد قد تزلّزل، وفي الوقت نفسه كان إمام الجمعة يخطب بذلك الصوت الجهوري والناس يستمعون إليه، بتلك الكيفية وهم يهتفون: إنّنا مستعدون للشهادة).