نشرت صحيفة كيهان وصية قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي التي دونها عام (1963م ـ 1342ﻫ.ش) نقلاً عن مكتب حفظ ونشر آثار القائد.

 

ترجمة نص هذه الوصية الجميلة والحميمة والشيّقة كما يلي:

 

لما كنّا نعيش ظروفاً حرجة وغير طبيعية وأنه من الممكن أن نتعرض للخطر في أي لحظة، جلست بعد ذلك اليوم (اليوم الذي وقعت فيه حادثة الفيضية) وكتبت وصيتي. حتى قبل بضعة أسابيع لم أكن مطلعاً عن مصير هذه الوصية، لكن السيد جعفر جاء بها إليّ وقال إن ابنه قد وجدها بين الأوراق القديمة.

 

هذا أصل الوصية التي كتبت أعلاها:

 

«وصية السيد علي الخامنئي المؤرخة بتاريخ ليلة الأحد 27 شوال سنة 1382ق، فروردين 1342شمسي» (أي كتبتها في اليوم التالي من الليلة التي وقعت فيها حادثة مدرسة الفيضية).

 

هذا نص الوصية:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

«عبد الله علي بن جواد الحسيني الخامنئي، غفر الله لهما، يشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً (صلّى الله عليه وآله) عبده ورسوله وخاتم الأنبياء، وأن ابن عمّه علي بن أبي طالب (عليه السلام) وصيّه سيد الأوصياء، وأن الأحد عشر من أولاده المعصومين (صلوات الله عليهم) الحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة أوصيائه وخلفائه وأمناء الله على خلقه، وأن الموت حق والمعاد حق والصراط حق والجنة والنار حق، وأن كل ما جاء به النبيّ (صلّى الله عليه وآله) حق. اللهم هذا إيماني وهو وديعتي عندك، أسألك أن تردّها إليّ، وتلقيها إيّايّ يوم حاجتي إليها بفضلك وكرمك.

 

إن أهم وصية لي هي: أن يسامحني ويبرئ ذمّتي أصدقائي وأعزّائي وسادتي، أولئك الذين مضت معهم وبذكرهم أفضل ساعات حياتي، وأن يتقبّلوا هذه المسؤولية، بأن ينقذوني ويخلصوني من أعباء حقوق الناس. قد لا أتمكّن بنفسي أن أطلب براءة الذمّة من الأفراد الذين تكلّمت عنهم بسوء، أو سمعت من أحد ما يسوؤهم، فينبغي لأصدقائي وزملائي أن يقوموا بهذا العمل المهم والضروري.

 

إن الأموال التي أمتلكها من حيث الكم لا تعدّ شيئاً، لكنها تسدّد قروضي.

 

سأذكر قروضي تفصيلاً في صفحة مستقلة، لتؤدّى عن طريق بيع كتبي القليلة. إن كلّ من يدّعي بأن له حق عليَّ وإن لم يُذكر اسمه في تلك الصفحة المقرّرة فليقبل منه وليُؤدى إليه...

 

(إن الصلاة التي في ذمتي هي من خمس إلى ست سنوات، لتؤدّى على الفور لكي أتخلّص من همّ هذا الدين الإلهي).

 

طبعاً، بالتأكيد لم أكن مقروضاً بهذا المقدار، لكن أخذت جانب الاحتياط.

 

يُعطى مبلغ للفقراء كردّ للمظالم لتسديد الديون الجزئية المنسية.

 

تؤخذ لي براءة الذمّة من جميع العلماء الأعلام والمراجع والطلبة، وكل أصدقائي وأقاربي والمنتسبين إليّ. (لأن تلك الفترة كان التذمّر والشكوى ضد السادة سائداً في الجلسات، من قبيل أن فلان لماذا لم يَقدِم؟ ولماذا فلان تكلّم بهذا الكلام، ولماذا قال هذا المطلب؟ لذا طلبت براءة الذمة من السادة العلماء الأعلام والمراجع).

 

وأعتقد أن أفضل طريقة للقيام بهذا العمل هي أن تقرأ وصيتي في مجلس عام يحضره جميع المنتسبين إليّ.

 

إن والدي ووالدتي اللذين سيعمّهما الحزن أكثر من الجميع بوفاتي، فكما يقول الحديث الشريف: «إذا بكيت فابك على الحسين» فلا ينسياني عند ذكر مصائب أجدادنا إن شاء الله.

 

يبدو أن مهمتي قد انتهت.

 

اللهم اجعل الموت أول راحتي وآخر مصيبتي، واغفر لي، وارحمني بمحمد وآله الأطهار.

 

العبد علي الحسيني الخامنئي».

 

(والآن أذكر لكم قائمة قروضي التي كتبتها في صفحة مستقلة).

 

حوالي 100 تومان، لمقدس زادة، البزاز (مشهد).

 

أقل من 30 تومان، للخياط الأبكم (مشهد)، 2 أو 3 تومانات، لعرب خياط (قم).

 

وفقاً لسجل الديون: الشيخ حسن البقال الكائن في زقاق الحجتية (قم) حيث كنا نتعامل معه دائماً ولا نعلم بمقدار الدين (يبدو بضعة تومانات).

 

الشيخ حسن صانعي (قم) 32 توماناً تقريباً.

 

الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني (قم)، (إن معظم الأموال التي استقرضتها في تلك الفترة كانت من الشيخ الهاشمي، لأن وضعه المادي كان جيداً نسبياً، لذا كنا نستقرض منه).

 

وفقاً لسجل الديون: السيد مرواريد، صاحب المكتبة (قم).

 

وفقاً لسجل الديون: السيد المصطفوي، صاحب المكتبة (قم).

 

10 تومان، للسيد علي الحجتي الكرماني.

 

ربما 5 تومانات، للسيد محمد، الخباز بالقرب من المنـزل (مشهد).