Skip to main content

الشهيد هيثم دبوق

التاريخ: 04-08-2007

الشهيد هيثم دبوق

وصية الشهيد   إخواني المؤمنين

وصية الشهيد

 

إخواني المؤمنين..

 

لقد قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {وما خلقت الإنس والجن إلاّ ليعبدون}. فعلى الإنسان العاقل أن يعي ويفهم ما معنى الحياة وما هو دوره في هذه الحياة، علينا أن نعرف أن الخلق ليس عبثاً ولهواً تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، علينا أن نعرف أن الإنسان قد وُجد وخُلق لهدف سام، لهدف إلهي

 

سماوي رباني، ألا وهو العبودية لله تعالى. علينا جميعاً أن نخرج من ظلمات قلوبنا وغفلاتنا وشهواتنا وأن ندخل في سلك التطور الإنساني. علينا أن نخرج نفوسنا الأمارة بالسوء من أسفل السافلين حتى تصل إلى أحسن تقويم، ألا وهو العبودية الحقة، التي هي براق العروج إلى رب الأرباب. وقد قال عزّ من  قائل: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}، فلنخرج من عبادة الدنيا وعبادة الطواغيت وعبادة الأهواء وعبادة الأنفس فأم الأصنام صنم نفسك، حتى تليق بنا الخلافة التي أرادها الله لنا: {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض فأبين أن يحملنا وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً}.

 

حرّروا نفوسكم من نير العبودية لغير الله تعالى لأنها لا تكون إلاّ له، ولا تأخذكم الشهوات والغفلات والملاهي والملذات فتقيّدكم وتحجبكم عن الله تعالى فتكونوا عمياناً لا تبصرون، {قال رب لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} فيا لها من حسرة لا تزول تقاس بحسرات هذه الدنيا عندما نستفيق من غفلتنا ونومنا العميق فنجد زادنا فارغاً وكنا ممن يظن أنه يحسن الصنع في حياته الدنيا.

 

أيها الأخوة المؤمنون..

 

عليكم أن تعوا المسؤولية الملقاة على عاتقكم، فإن الإسلام سيقوم على أكتافكم وبجهادكم، فكونوا ممن قيل فيهم: (إن لله رجالاً إذا أرادوا أراد..) فإذا أردنا أن ننصر الإسلام فعلينا أن نقدم الدماء والتضحيات، فوقود الثورة هو دماء الشهداء.

 

إخواني المؤمنين..

 

علينا أن نستمر في جهادنا مع أمريكا وإسرائيل وأذنابهم، علينا أن نكون حسينيين، وعليكن أن تكنّ زينبيات، وثقوا دائماً بأن النصر سيكون حليفكم، {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}. إن الدعوة لله ومسؤولية الدفاع عن الإسلام ملقاة على عاتق الجميع (فكلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته)، أدّوا الأمانة التي استودعتموها، وأدّوا حقها في سبيل الله، فعلى كل إنسان مسلم أن يعبّئ طاقاته كلها من أجل خدمة الإسلام، وأعيروا جماجمكم لله، فإن من تعلّق قلبه بالجمال المطلق، ولاح له لائح من الكمال المطلق يشتعل شوقاً إلى لقاء حبيبه ومعشوقه، حتى تتحرر نفسه من أسر هذه الدنيا وسجنها فيكون كله لله وفي سبيل الله وإلى الله.

 

إخواني المؤمنين..

 

اطرقوا أبواب الشهادة فإنها أقصر الطرق وأقربها إلى الله تعالى ولا ينالها إلاّ ذو حظ عظيم. وأوصيكم أن لا تنسوا دعاءكم للإمام بطول العمر، وأطلب السماح منكم جميعاً وكذلك من أهلي الأحباء الأعزاء فعزاؤكم بمصاب أهل البيت، ولا تنسي يا أمّاه ما كنت تردّدينه دائماً: (كل المصائب بتهون عند مصيبة كربلاء). وأسأل الله تعالى أن يغفر لي ذنوبي ويكفّر عني سيئاتي وأن لا يفضحني على رؤوس الأشهاد وأن يرزقني شفاعة محمد وآل محمد عليهم السلام.

 

إلهي وألحقني بنور عزّك الأبهج فأكون لك عارفاً وعن سواك منحرفاً.

 

وأرجو منكم أن تصلّوا لي صلاة الوحشة، وأن يصوم لي كل أخ يوم هدية، وأن يقرأ لي القرآن الكريم. والحمد لله رب العالمين.

 

والسلام عليكم، وعلى أمل اللقاء بكم في الجنة.

 

عبد الله المحتاج إلى رحمة ربّه

 

هيثم صبحي دبوق

 

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة