والد محمود يقول هذا زفاف وليس عزاء قبل والده قبلته الأخيرة ورحل، بيد أن نغزة في قلب الوالد أبلغته أن تلك القبلة لن تكون سوى قبلة الموت، ليزف له أبناؤه خبر رحيل أخيهم الأصغر الشهيد محمود أحمد مكي (22 عاماً).

 

رفض الأب في مأتم عزاء ابنه أن يطلق المعزين عبارات الحزن، وقال: «هذا ليس بعزاء إنما زفاف، لم أخسر ابني الأصغر غدراً وإنما الله يمهل ولا يهمل».

 

برباطة جأش عبر والد محمود عما بقلبه موجها الشكر لجميع من وقف بجانبه في هذه الظروف من هذا الشعب الطيب الكريم، شاكراً الأطباء وملائكة الرحمة, والمسعفين الذين حاولوا إنقاذ ابنه، كما ووجه الشكر لكل ضابط رفض المشاركة في قتل الأبرياء، وشكر الهيئات والمحامين والجمعيات والعلماء وكل من مد يده، داعياً لانتهاء هذه الأزمة.

 

خطفت طلقات الشوزن محمود، الأخ الأصغر بين 4 أخوة وأخت وحيدة لتخطف آماله لإكمال دراسته الهندسية والذين طالبوا بالقصاص من من قتله ومحاكمته، رافضين أي تبرير لاستخدام العنف وما وصفوه بالمسرحيات المفبركة وحملوا وزير الداخلية المسؤولية. وقال: «ابني رحل ولن أتحدث عنه، اليوم حديثنا يجب أن يكون عن المفقودين، أين هم وهل هناك مجزرة أخرى تخفيها الحكومة».