فكيف نشكّك بوعد الله تعالى لنا مع أنه الربّ الذي يسيّر جميع هذا الوجود بإرادته «فهي بمشيتك دون قولك مؤتمرة»[1]؟ فجميع الكون مسيّر بإرادة الله تعالى، وأنّه يفعل ما يشاء وقد رأينا أنّه يفعل الأمور البعيدة عن تصوّرات الإنسان وحساباته.

فقد رأيتم أن الأمريكيين جاءوا إلى طبس وقد وقعت لهم تلك الواقعة[2]، ولو أنّ أحداً كان يخبركم قبل وقوع تلك الحادثة بأنّ حادثة من هذا القبيل ستقع فهل كنتم تصدّقون؟ ولو كانوا يقولون ذلك لأكثر الناس إيماناً فإنّه وعلى أكثر تقدير سيقول: نأمل أن يكون الأمر على هذه الصورة إن شاء الله، ولكنّكم رأيتم أنّ ذلك قد وقع فعلاً.[3] 

****

إنّ منطق الدِّين يقول إنّ الشيطان هو مظهر الشرّ والفساد، كذلك فإن منطق الثورة يقول إنّ الاستكبار هو مظهر الشرّ والفساد، والولايات المتحدة الأمريكيّة هي أرذل وأخبث الشياطين؛ فهي باستمرار تحيك المؤامرات لكنّها تواجه بالفشل ولا تعتبر من ذلك, فأحد رؤساء أمريكا أرسل المروحيّات إلى هذا البلد، ولكن واجه إعصار طبس، أي جنود الغيب الإلهي.

وإنّني لأعجب لماذا لا يعتبر هؤلاء من أسلافهم خلال هذه الفترة، فهل يعلم هؤلاء من يواجهون؟ إنّ الشعب الإيراني شعب عظيم وقوي ومتّحد ومثقّف.

إنّهم يتآمرون ضدّ النظام الإسلامي والشعب والمسؤولين، يخلقون الأكاذيب والإشاعات حول قضيّة الجزر وحول التسلّح الإيراني وحول الطاقة النوويّة والسلاح الكيماوي، وكلّ ذلك يصدر من رؤسائهم وزعمائهم.

فلو كانت الصحف أو المراسلون يفعلون ذلك، لقال الإنسان حسناً هؤلاء مراسلون ويجبرون على الكذب طلباً للرزق، لكن العجب أن يقوم رئيس الجمهورية أو رئيس المجلس بذلك، وإنّه لمن العجب أن يصاب نظام بالانحطاط والخواء الروحي إلى هذه الدرجة ليسقط في مزبلة الكذب.

وإنّني أقول لجميع أعداء النظام الإسلامي إنّ هذا الشعب إلهي متمسّك بالإسلام وبالجمهوريّة الإسلاميّة ومعتمد على ذاته وثوري من أبناء الإمام، متّحد وسند لمسؤولي البلاد المخلصين.

فمن واجه هذا الشعب هوى إلى الأرض على أمّ رأسه.

إلهي أهلِك أعداء هذا الشعب، إلهي زد من لطفك وفضلك على هذا الشعب يوماً بعد يوم، إلهي نوّر قلوب أبناء الشعب بنور الأمل.

اللهمّ بحقّ محمّد وآل محمّد اشغل الظالمين بالظالمين، واجعل أيّام هذا الشعب سعيدة.

إلهي ارفع درجات شهدائنا الأعزّاء الّذين عبّدوا للشعب هذا الطريق، إلهي انزل نصرك على الشعوب المظلومة في العالم.

إلهي إرم الصهاينة في مزبلة التاريخ، إلهي اشمل بلطفك وفضلك الشعب الفلسطيني واللّبناني والبوسني والشيشاني والأفغاني والكشميري والطاجيكي وسائر الشعوب الإسلاميّة.

إلهي بحقّ محمّد وآل محمّد ارض قلب وليّ العصر (عجل الله فرجه الشريف) عنّا واشملنا بدعائه واجعلنا من أنصاره وأعوانه، إلهي ارحمنا ووالدينا وموتانا، واجعل الروح الطاهرة للإمام وروح ابنه (رضوانك عليهما) في أعلى علّيين.[4]

 ــــــــــــــــــ

[1] الصحيفة السجادية، الإمام زين العابدين (عليه السلام): الدعاء السابع.

[2] الأعراف: 85.

[3] الزمان والمكان: 22ربيع الأول 1415ﻫ.ق طهران

[4] الزمان والمكان: 21/شوال/ 1415 ﻫ.ق طهران.