آية الله د. عميد زنجاني

 

الثورة في منظار الإسلام نوع من جهاد باطني، حيث تجاهد جماعة لله وفي سبيل الله وجماعة أخرى تواجهها وتصد عن سبيل الله وتقاتل في سبيل الكفر.

 

هذه المواجهة قد بينها القرآن الكريم في آية حول معركة بدر، فيقول جل وعلا: {قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة}. آل عمران /13

 

ومن له أدنى اطلاع بتاريخ الأنبياء (ع) وطالع مسائل الاستضعاف والاستكبار في القرآن الكريم لا يعتريه شك في أن كل الجهود والثورات في الثقافة السياسية للإسلام كانت تصب في مصلحة المستضعفين والمحرومين، وإن ثورة الأنبياء وحتى بعثة النبي الأكرم (ص) كانت لمصلحة المستضعفين، إلا أن الأساس والعمل الرئيسي لها هي العقيدة والإيمان بالدين الإلهي الذي يخاطب الفطرة الإنسانية، لأن الناس قد جبلوا على الفطرة الإلهية النقية، لكن هذه الفطرة قد تكون أسيرة بالأغلال لدى المستعمر وتكون لدى المستضعف في الأسر بصورة أخرى.

 

فالمحروم والمستضعف الذي لا يصرخ ولا ينهض ويجاهد للمطالبة بحقه ولاستقرار العدالة فإنسانيته مغلولة يجب تحريرها.

 

لهذا فالثورة تبدأ أولاً في البواطن، والأنبياء سعوا لتحرير الإنسان في باطنه، وما دام لم تقع ثورة في الباطن فلا أمل كثيراً بوقوع ثورة في المجتمع.

 

ولاشك أن الثورة الإسلامية في إيران كانت تغييراً اجتماعياً سياسياً جذرياً وعميقاً.

 

ولهذه الثورة الكبرى خصائص تمايزها عن سائر الثورات التي سبقتها في عالمنا المعاصر، ولمعرفة الثورة الإسلامية لابد من معرفة خصائصها ومعالمها. لهذا نحاول هنا من إلقاء الضوء على هذه الخصائص من كتاب "انقلاب إسلامي وريشه هاي آن" [الثورة الإسلامية وجذورها] لآية الله د. عميد زنجاني.

 

نلقي في ما يلي نظرة على ما تتسم به الثورة الإسلامية من خصائص مع ملاحظة أن النقاط التالية هي الأبرز من بين تلك الخصائص:

 

 1ـ عنصر العقيدة والإيمان:

 

من البديهي أن عزل الشعب عن الحكومة ـ رغم الارتباطات التي تملي على الشعب الانصياع للحكومة، والقوة التي تسخرها الحكومة على الدوام ضد الشعب ـ يستلزم وجود عنصر قوي، وهذا العنصر ينبغي البحث عنه، في ما يخص قضية الثورة الإسلامية، في إيمان وعقيدة جماهير الشعب.

 

فالشعب كان يرفض ـ في ظل اعتقاده بالإمامة واستمرارها واعتقاده بالمسؤولية العامّة بوجوب سيادة الأحكام والقيم الإلهية ـ أي نوع من العلاقة والتعاون مع الأنظمة الغاصبة اللاشرعية، ويعتبر التمرد على حماتها وهدم كافة المؤسسات المرتبطة بها فريضة لا مناص من أدائها.

 

 2ـ النهج الإسلامي للثورة:

 

المراد من النهج الإسلامي هو أن جذور أهداف الشعب الثورية كانت مستمدة من القيم الإسلامية، وكانت مضامين وشعارات الثورة مستمدة من العقيدة، وكانت أساليب الجهاد وأصوله مستقاة من الإسلام. فالإسلام هو الذي أدى دوراً أساسياً وحاسماً في استقطاب واستنهاض الطاقات المؤمنة، وكان الهدف الجوهري لحركة الشعب سيادة العقيدة والموازين والقيم إسلامية.

 

لقد تجلت تلك الأهداف في الشعارات والهتافات التي كانت تنادي بها قطاعات الشعب كافة، وكانت تلك الشعارات تعكس مشاعر الشعب ووعيه إزاء النهج الإسلامي للثورة.

 

 3ـ الأفق المعنوي:

 

ليست المعنوية التي نتحدث عنها هنا بوصفها واحدة من سمات الثورة الإسلامية، من سنخ المعنوية التي تذهب إليها النظرية الإنسانية في مجال الاتجاه الإنساني وتحرير الإنسان من أغلال المالكية، فهذه المعنوية تعبير آخر عن النزعة المادية.

 

أما المعنوية التي يقول بها الإسلام وتدخل في عداد الخصائص البارزة للثورة الإسلامية، ونفخت كنفخ الروح في الجسد، هي عبارة عن ذروة انعتاق الإنسان التي تتجلى في عبوديته لله وطاعته لأوامره.

 

وهذه المعنوية قد أضفت على الثورة ـ رغم طابعها القهري ـ نوعاً من الشفافية والروح الإنسانية، وجعلت من اليسير تحمل العنف الذي رافقها والنواقص المتمخضة عنها.

 

 4ـ قوة القيادة ونفوذها المعنوي:

 

إن فلسفة الإمامة واستمرارها المتجسد في ولاية الفقيه في زمن غيبة الإمام المعصوم (ع) تعد من جملة العوامل الحاسمة في بلورة وانتصار الثورة الإسلامية.

 

فالشعب يتقبل ـ في ضوء اعتقاده بالإمامة وامتدادها في قلب نظام ولاية الفقيه ـ قيادة الفقيه الجامع للشرائط كزعيم عقائدي. والنفوذ المعنوي للفقيه، على مستوى مرجع التقليد، معناه الحكومة على القلوب؛ إذ تطاع فتاواه في كافة شؤون الحياة باعتبارها تمثل حكم الله. واتباع الولي الفقيه بمثابة امتثال أمر الإمام المعصوم، وتعني في النهاية طاعة رسول الله (ص) الذي قال فيه القرآن صراحة: {ومن يطع الرسول فقط أطاع الله}[1].

 

ولاشك في أن إخلاص وصراحة وشجاعة وصلابة وتفاني وحزم الإمام وحبّه للإسلام، وزهده وعلو مكانته العلمية والفقهية، ومنزلته العرفانية وبساطة حياته كان لها دورها في هذا المثل في القيادة. إلاّ أن الأهم من هذه المؤشرات البارزة التي جعلت من الإمام أسوة في القيادة ومنحته دوراً أكبر من دور مجرد قائد ثورة، هو أن نداء الإسلام قد نبع ـ حسب تعبير الشهيد مطهري ـ من قلب ثقافة هذه الأمة ومن أعماق تاريخها ومن أغوار روحها.

 

هذا الشعب الذي سمع على مدى أربعة عشر قرناً من ملحمة محمد (ص) وعلي (ع) والزهراء (س) والحسن (ع) والحسين (ع) وزينب (س) وسلمان وأبي ذر ومئات الآلاف من الشخصيات الإسلامية الأخرى، وامتزجت هذه الملاحم مع أرواحهم، سمعوا مرة أخرى هذا النداء ينطلق من حنجرة هذا الرجل، ورأوا في سيمائه علياً (ع) والحسين (ع)، ووجدوا فيه مرة كبيرة تنعكس خلالها ثقافتهم وهويتهم الإسلامية المنتهكة، فذابوا في الإمام. ولكن ماذا فعل هو حيال هذه الاستجابة التاريخية الهائلة؟ منح هذا الشعب المجهول هوية[2]، وأعاد إليه هويته الإسلامية المفقودة، وأقحم إيران على ساحة السياسية العالمية، وأبرز الإسلام ـ كما كان في صدر الإسلام ـ كقوة مستقلة أمام القوى الناهبة لثروات العالم.

 

 5 ـ النهضة الشعبية الشاملة:

 

لقد كان اتحاد وتلاحم الشعب الإيراني أثناء أحداث الثورة الإسلامية بشكل تعجز مصطلحات من قبيل الشعب والجماهير عن بيان معناه. ويمكن القول إن كلمة الأمة بمعناها القرآني قد تجسدت ابان تلك الأحداث.

 

كان نهوض الجماهير بقلب واحد وروح واحدة، وبتحرك هادف ومنسجم وحافل بالنشاط على نهج القيادة الدينية، وفي قمة الإخلاص والتفاني والذوبان في الإسلام والقائد، من الخصائص الرائعة للثورة الإسلامية التي قلما شهدتها في تاريخها.

 

كان ذلك الاتحاد يضم بين ثناياه كافة الفصائل الشعبية، والأسمى من ذلك أنه طغى على كافة التيارات السياسية الناشطة آنذاك، وجرف معه حتى المناوئين والحياديين وأصحاب النظريات المستوردة، وملأ الفراغات ونقاط الضعف التي كان من المحتمل أن يتسلل منها العدو.

 

ولم تكن هذه الوحدة من طراز التحالفات الحزبية أو التنظيمات المصلحية المؤقتة؛ وإنما كانت وحدة تتجلى في نداء "الله أكبر"؛ وبالشكل الذي شهدناه يوم عيد الفطر ويومي التاسع والعاشر من محرم عام 1357 في طهران، وكذلك التظاهرات الحاشدة في كل أجزاء إيران.

 

كان الإسلام هو العامل الوحيد الذي أوجد هذا التلاحم. وإلا، فلو ساد أي هتاف, أية مشاعر أخرى على الساحة، لأضرت ـ بلا شك ـ بتلك الوحدة، ولأدت إلى بروز الاختلافات. ومن هذا المنطلق دوت صرخة السنة إلى جانب صرخة الشيعة، وكبروا بصوت واحد، واصطفوا في خندق واحد.

 

 6ـ مراكز التوعية ومعاقل النهضة:

 

أدّت ثلاثة مراكز رئيسية دوراً فاعلاً في الثورة الإسلامية وتوعية الجماهير، وكانت بمثابة المعاقل الأساسية للثورة؛ حيث وسعت وعمقت شعارات الثورة بين أوساط الشعب وساهمت في التعجيل بانتصارها، وشلت قوة السلطة الحاكمة وأحبطت مؤامرات عملائها، ودفعت الشعب نحو الاتحاد والتكاتف.

 

وكانت تلك المراكز الثالثة هي المسجد، والحوزة العلمية، والجامعة. ومن الطبيعي أن بيان مدى تأثير كل واحد من هذه المراكز يستلزم شرحاً موسعاً، بيد أننا نبادر هنا إلى تقديم شرح مختزل لدور كل واحد من هذه المراكز، وبالقدر الذي يتعلق ببحثنا هذا، وعلى الترتيب الآتي:

 

 أ ـ دور المساجد في استنهاض الأمة:

 

للمسجد في الإسلام مكانة بسعة دين شامل ونابض بالحياة، ومنزلة عرضها عرض أهداف رسالة سماوية، وقابلية تستوعب كل البشرية، ومقام بارتفاع تسبيح وتكبير الله، كما وتؤكد النصوص الإسلامي على أن المساجد بيوت الله في الأرض[3]، وأن المسلم في المسجد ضيف على الله[4]، وإن مجلس المؤمن للحديث هو المسجد[5]، وأن سياحة المسلم في ملازمة المسجد[6]، وأفضل نقطة في البلد المسجد[7]، وأن بساطة المسجد رمز خالد للأصالة والمعنوية[8]، ودخول المسجد عبور إلى رحمة الله وبركاته وخيراته، وأن المسجد موطن الملائكة[9].

 

ويعتبر الدين الإسلامي التفكر والمكث في المسجد أفضل من المثوى في الجنة[10]، وما دام المسلم في المسجد فهو في حالة عبادة[11]، وان المساجد يجب أن ترفع على أنقاض قصور الجور[12].

 

ونظراً لما للمسجد من قدسية ومكانة فقد شرع له الإسلام أدباً خاصة، منها عدم تلويث أجوائه المعنوية باللغو والحديث في الشؤون الدنيوية التافهة. ووجود مثل هذا السلوك ينم عن سقوط المجتمع، وهو ما يقود بالنتيجة إلى سلب رحمة الله[13].

 

أطلق القرآن الكريم على المساجد تسمية بيوت الله، واعتبرها مكاناً خاصاً لله لا ينبغي أن يذكر فيها شيء سواه: {إن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحد}[14].

 

والمسجد الحرام مثال للمسجد الذي جعل قبلة: {فولّ وجهك شطر المسجد الحرام}[15]. ومسجد النبي في المدينة المنورة مثال آخر للمسجد الذي يعتبر معقلاً سياسياً ومركزاً للعمليات العسكرية للدولة، ومسجد الكوفة مثال آخر أيضاً، كان موطناً لأخلص العبادات وأطهر القلوب الذائبة في محبة الله.

 

أشار رسول الله (ص) إلى دور المسجد في المجتمع الإسلامي بقوله: "بشر المشّائين في الظلم إلى المساجد بنور تام يوم القيامة"[16].

 

كانت جميع الأمور في صدر الإسلام تبدأ من المسجد، وفيه يجري الاعداد لها، والقوات كان يجري اعدادها في المسجد، ومشاكل المجتمع الإسلامي كانت يبت فيها في المسجد. وعلى هذا المنوال لم يكن ينظر إلى المسجد كمحل عبادة رتيبة في فترة وجيزة معلومة بل كانت علاقة الحركة والنهضة والثورة الإسلامية بالمسجد علاقة وطيدة ودائمية وستراتيجية، لا يمكن أن يعوض عنها أي موضع آخر: "إن بيوتي في الأرض المساجد"[17].

 

وانطلاقاً من هذه الرؤية الإسلامية الأصيلة فقد أعاد الشعب الإيراني المسلم أثناء أحداث الثورة الإسلامية، وخاصة في السنة التي سبقت الانتصار والسنة التي تلته، المساجد ـ بناء على تأكيدات قائد الثورة على الحضور الفعال في المساجد ـ إلى ما كانت عليه في صدر الإسلام من تحرك فاعل ودور مصيري، وأخذ علماء الدين الثوريون يمارسون دورهم من فوق المنبر ومن محراب الصلاة في عرض الفكر السياسي للإسلام ونشر أهداف النهضة، وفضح الجرائم التي كان يرتكبها النظام الشاهنشاهي، والكشف عن الآثار المقيتة للتسلط الأجنبي، ومؤامرات الاستكبار العالمي وخاصة أمريكا والصهيونية، وكذلك بث البيانات والكلمات والخطابات التي كان يلقيها قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني (ره) التي كانت سبباً في تعميق وعي الشعب بشأن الأهداف الإسلامية السامية.

 

وبكلمة واحدة، تحولت المساجد في تلك البرهة الزمنية إلى معاقل حصينة للثورة ومراكز لقيادة العلميات تعمل بتوجيه من قائد الثورة.

 

كان انبثاق الجمهورية الإسلامية عن طريق آراء الشعب قد حصل في المسجد، وكذلك جميع الاستفتاءات والانتخابات المتعددة والمصيرية لإقرار هذا النظام السياسي الجديد، أقيمت كلها في أجواء نيرة وزاخرة بالألفة والنقاء والمعنوية والانسجام والوحدة.

 

وقد صرح الإمام الخميني بكلمة عبر فيها عن خطر فصل الثورة عن المساجد قائلاً: "لا تخافوا طائرات العدو، بل خافوا خلو المساجد".

 

 ب ـ دور الحوزة العلمية في تحقيق أهداف الإسلام والثورة:

 

لغرض إلقاء مزيد من الضوء على دور الحوزة العلمية في أحداث الثورة الإسلامية، يجب الالتفات إلى أن أجواء الحوزات العلمية حافلة بالإخلاص والنقاء والروح المعنوية. والعلماء الذين يقطعون مراحل دراسية متقدمة في الحوزة يضطلعون بإدارة هذه المراكز بما لديهم من ثروة معنوية هائلة وبما يحملونه من قيم إنسانية وأخلاقية رفيعة، كما ينطلق عدد آخر منهم إلى مختلف نقاط البلد لإنجاز حكم القرآن بتعليم وتربية وإنذار الناس.

 

الحوزة العلمية مستقلة اقتصادياً أمام نفوذ الدولة، كما إن طبيعتها من الوجهة العلمية لا تقبل أي نوع من التأثير.

 

كان الاستقلال الشامل للحوزات العلمية الشيعية على مدى تأريخها يتيح للفقهاء والعلماء اتخاذ المواقف المبدئية عند الاصطدام مع السلطات الحاكمة دون أي وجل ن أي اختلال في أوضاع الحوزة، في حين أن الارتباط المالي والإداري للحوزة العلمية لأهل السنة بالحكومة، قد سلب هذا الخيار تماماً من أيدي العلماء العاملين فيها.

 

وكانت الحوزة العلمية في قم تتمتع ـ في ظل هذا النسق وهذه الخصائص ـ بالاستعداد التام لأداء رسالتها في الدفاع عن حياض وحقوق الشعب والذود عن مصالح البلد.

 

وقد حالت المرجعية المتنفذة والقوية لشخصيات مثل آية الله العظمى البروجردي دون أي تنفيذ صريح وسريع للخطط المعدة سلفاً من قبل عملاء البيت الأبيض الأمريكي، وتصدت لسياسة الزيف والخداع والكر والفر التي كان يمارسها نظام الشاه بتحفظ.

 

في تلك الفترة التي كان الإمام يرى فيها المرجعية الدينية ومسؤولية الحوزة على عاتق السيد البروجردي كان يكتفي بالنداءات الخاصة التي يوجهها إلى زعامة المرجعية. ولكن بعد وفاة آية الله بروجردي حيث تصور النظام أن فقدانه قد أدى إلى ضعف الحوزة ورجال الدين، وأن العواتق قد أزيلت أمام استبداد الشاه، بدأ هجوماً شاملاً لتحقيق ما كانت أمريكا تطمح إلى تحقيقه في إيران، لربط مصير البلد بأمريكا أكثر فأكثر، تحت غطاء ما يسمى بالثورة [البيضاء].

 

ومع أن الحوزة قد وقعت في بعض المشاكل والمعضلات على أثر فقدان آية الله البروجردي، إلا أن إجراءات النظام كانت في الحقيقة بمثابة شرارة ألهبت كيان الثورة، تسجدت كل قوة الحوزة ونفوذها في صيحات الإمام، وسرت نهضة الحوزة بقيادة الإمام كسريان الدم في شرايين الشعب المسلم.

 

وقفت الحوزة بكل وجوده؛ وبمراجعها وأساتذتها وطلابها، إلى جانب قيادة النهضة، وقدمت لها ـ انطلاقاً من رسالتها ـ دعمها الشامل. ونظراً للتركيب التقليدي الذي تتألف منه الحوزة عادة؛ من مراجع وأساتذة وطلاب، يمكن تلخيص دور الحوزة في مساندة قيادة النهضة بالنقاط التالية:

 

1ـ حاول النظام عزل الإمام عن كيان الحوزة والمرجعية ومعاملته بمستوى أنه رجل دين فحسب.

 

إلا إن الحوزة العلمية في قم أحبطت تلك المحاولة من خلال التأكيد على مرجعية الإمام، وعلى اعتباره جزءاً من كل مترابط مع بعضه، وإن مجابهة النظام منبثقة من رسالة الحوزة العلمية، ومتعلقة بالحوزة ككل.

 

2ـ كما كانت لبيانات ومواقف المراجع والشخصيات البارزة في الحوزة تأثيرها البارز أيضاً في تحقيق أهداف النهضة وتقوية كيان المجابهة، وتلاحم الطاقات مع النهضة. وقد أكدت تلك البيانات للنظام وحماته ان مناصرة الحوزة لقيادة النهضة لم تكن بسبب الانتماء الفئوي، بل إن ثمة وحدة في الهدف وتنسيق في أداء الرسالة.

 

3ـ اقتحم الساحة الخط الثاني من أساتذته الحوزة العلمية الذين ما كانوا يضطلعون عادة بدور في قرارات الحوزة، وأدوا أكبر دور في الإسراع بتقدم عجلة النهضة، واستغلوا مكانتهم لتعميق وتنشيط وتوسيع نشاطات الطراز الأول من أساتذة الحوزة.

 

كانت أنشط العناصر في الحوزة تتألف آنذاك على الأغلب من تلاميذ الإمام ومريديه الذين لم يتورعوا عن مناصرة النهضة على مدى المنعطفات التي مرت بها بعيداً عن التحفظات التي كانت تقيد عادة نشاط الجهات العليا في الحوزة. كما أنجزت تلك الفئة مهمتها سواء في مجابهة النظام، أم في نشر أهداف النهضة وتطلعاتها بين أكبر عدد ممكن من الطلبة، أم على الصعيد الاجتماعي.

 

4ـ كان طلبة الحوزة العلمية ينشرون بشكل فردي وجماعي رسالة النهضة والإمام في المجتمع عن طريق الضغط على العناصر الحوزوية غير الناشطة، وإيجاد شبكات من الاتصال المباشر مع شتى الفئات والطبقات، وقد أدوا بذلك دوراً أكبر في تحقيق أهداف النهضة. وبما أنهم كانوا أكثر عرضة للمخاطر من المراجع وأساتذة الحوزة؛ لذلك كانوا هم أكبر فريسة لحملات القمع والتعذيب التي مارسها النظام البهلوي السفاك. فألقي الكثير منهم في السجون، واقتيد البعض الآخر إلى ثكنات التجنيد، ونفي البعض الآخر، وفقد آخرون. وكان أكثر من أوذي منهم أولئك الذين لم تكن لهم مكانة خاصة.

 

إلا أن حملات القمع المتوالية ضد طلبة الحوزة من قبيل ما وقع في الفيضية لم يكتب لها النجاح في تحطيم الصمود الباسل لأنصار إمام الزمان (ع)، بل صاروا في كل مرة ينهضون بأداء واجبهم بشكيمة أشد وصوت أقوى لنشر أهداف الثورة الإسلامية وبيانات قائدها بين صفوف الشعب، وتعرية وجه النظام البهلوي المقيت المعادي للشعب والمرتبط بالأجنبي. فكانوا يتوغلون إلى أقصى أجزاء البلد ويصنعون الملاحم ويؤدون واجباتهم بهم لا تعرف الكلل والملل.

 

يقال إن نص برقية المرحوم الميرزا الشيرازي الكبير في تحريم التبغ، حينما وصلت إلى طهران، أخفتها سلطة ناصر الدين شاه المستبدة عن الشعب، ولكنها انتشرت خلال مدة قصيرة في جميع ربوع البلاد على الرغم من انعدام أجهزة الاتصالات السريعة آنذاك.

 

وقعت نظير هذه المعجزة التاريخية ابان الخطاب التاريخي الذي ألقاه الإمام الخميني بشأن قانون الحصانة؛ إذ وصل الخطاب خلال ثمان وأربعين ساعة إلى أقصى القرى على يد طلبة الحوزة العلمية رغم مبادرة النظام إلى تعبئة طاقاته لإخماد هذا الصوت. وهذه الحادثة قد أصابت بصدمة ظل يترنح على أثرها.

 

 ج ـ دور ورسالة الجامعة:

 

ينظر إلى الجامعة في كل بلد على أنها عامل إبداع وخلاقية وحركة، أما في العهد الشاهنشاهي فلم تكن الجامعة إلا كجسر لربط المجمع بالثقافة والقيم الغربية، وأداة لتوطيد أركان النظام.

 

في مثل تلك الظروف والأوضاع التي كانت تعيشها الجامعة، كان سيل الثورة الإسلامية الجارف ينطلق بسرعة على يد جماهير الشعب المحرومة والمظلومة التي لبت نداء مرجع تقليدها، ويطغى على الأحزاب والتنظيمات السياسية المنعزلة عن الشعب، وبدا حينذاك وكأن الجامعة تعيش بمعزل عن أحداث الثورة.

 

بيد أن شريحة من أبناء هذا الشعب ـ من الجامعيين ـ ممن احتفظت بهويتها الإسلامية أحدثت في الجامعة تياراً موال للثورة، عمقته ونمته شخصيات كالشهيد مطهري عبر حضوره في الجامعة. كما كان لوجود الاتخاذات الطلابية الإسلامية دور أيضاً في إيجاد وتعميق التيار الإسلامي في الجامعات، وأسهمت في هذه الصلات وديمومتها.

 

النقطة ذات الأهمية في توطيد أواصر العلاقة بين الجامعة والثورة الإسلامية، هي أن الحركات الطلابية في الخارج بدأت مواجهة واسعة في أوربا وأمريكا ضد النظام واستغلت كل فرصة في سبيل توجيه ضربة لأركان النظام المتهرئ، ومع تنامي حركة الإمام انضمت إلى الثورة الإسلامية. ورغم التقاطع الحاد والتفاوت الملحوظ في توجهات ومعتقدات الفئات التي تتألف منها تلك التيارات، إلا أن السمة التي كانت غالبة عليها هي التعاطف مع الثورة الإسلامية وزعامتها.

 

كانت الصلات القريبة لهذه التيارات مع قيادة الثورة الإسلامية، إضافة إلى الحرية المتاحة في الخارج للعمل السياسي، قد وفر لتلك النشاطات السياسية فرصة التأثير المباشر على الجامعات في الداخل مما جعل الكفة تميل يوماً بعد آخر لصالح التيار الثوري في الجامعة.

 

في ظل تلك الظروف أدت العلاقة بين الجامعة والحوزة العلمية، وتبادل الرسائل بين هذين المركزين العلميين إلى تعجيل مسار الثورة، واصطف رجال الدين والطلبة إلى جانب بعضهما، واضطلع كل منهما بإكمال دور الآخر، وتمخض عن هذا التعاون اتساع نطاق الثورة على صعيد الجامعة والمجتمع، وتحولت الجامعة إلى واحد من ميادين المواجهة الرائعة وإلى معقل حصين للثورة، ووقفت الجامعة أسوة بالحوزة وقفة صلبة وشجاعة رغم ما تعرضت له من حملات قمع متكررة على يد جلاوزة النظام. وكان صمود الجامعة مبعث أمل وارتياح في أوساط الشعب الإيراني والمجاهد، مما دفعه إلى الاعراب عن تشجيعه ودعمه لها. وبهذا المنوال أضحت الجامعة واحدة من أهم مراكز إشاعة الوعي، ومن معاقل الثورة الإسلامية.

 

ومن المثير هنا أن اعتصام علماء الدين احتجاجاً على منع حكومة بختيار دخول قائد الثورة الإسلامية إلى البلد، كان قد جرى في مسجد الجامعة. بمعنى أن الجامعة والحوزة والمسجد قد أدغمت في موقف واحد، وتحولت الأنهر الثلاثة المؤلفة من علماء الدين والجامعيين وعموم الشعب، إلى بحر هادر أطاح بقصر الجور الشاهنشاهي.

 

 7ـ وحدة وانسجام جميع المراكز الثورية:

 

على الرغم من تلاحم مختلف شرائح الشعب الإيراني، وتزايد نشاط مراكز التوعية ومعاقل الثورة في المساجد والجامعات، ولكن كان ثمة خطر يحتمل أن يتسبب في ايجاد خلل في مسيرة الثورة الإسلامية، ويتلخص في الازدواجية في إبلاغ نداءات الثورة. إلا إنه وعلى الرغم من العراقيل والمؤامرات التي دأب على وضعها عملاء النظام وذيول الاستكبار، فقد أحبط هذه المحاولة أيضاً بفضل وعي الشعب ويقظة علماء لدين. وكان ثمة نداء واحد يتناهى إلى الأسماع من جميع المراكز، وكانت وحدة النداء هذه قد قضت على خطر الازدواجية في القيادة، وعلى مؤامرة إثارة البلبلة في الضمير الثوري للشعب. وقد أدى التنسيق بين المراكز الثورية أفضل دور في هذا الصدد.

 

كان لوحدة النداء وتأثيرها البالغ في صيانة السمة الإسلامية للثورة التي كانت معرضة في كل لحظة لخطر التحريف والإساءة، وكان هذا هو أسهل وأجدى الطرق لاحباط المحاولات التي كانت ترمي بأساليب شتى إلى إخفاء وتشويه الوجه الإسلامي للثورة من قبل الفئات العميلة.

 

 8ـ وضوح طريق المستقبل مذ بداية الحركة:

 

الثورة عادة تنبثق فجأة، غير أنها تنمو وتتكامل تدريجياً، ونادراً ما تجد ثورة تبلغ في مستقبلها، نفس الطريق الذي رسمته وأعلنه منذ بدايتها.

 

إلا أن هذه الخاصية تلاحظ في الثورة الإسلامية حيث كان مستقبل طريقها واضحاً منذ بدايتها؛ فما ان انتصرت حتى بدأ العمل لتطبيق نفس الأهداف والخطة التي كانت تحملها شعارات الشعب وكلمات القائد.

 

كان الهدف الأساسي للثورة الإسلامية في الداخل إقامة الحكومة الإسلامية، وعلى صعيد السياسة العالمية والعلاقات الدولية تطبيق مبدأ لا شرقية ولا غربية، وعلى صعيد العالم الإسلامي تحقيق أهداف الوحدة الإسلامية.

 

ومن جملة الأهداف التي كانت تتطلع إليها الثورة الإسلامية هو الدفاع عن المستضعفين في داخل البلد، وكذلك دعم الحركات التحررية والمستضعفين في كل أرجاء العالم، ووجدت طريقها إلى حير التنفيذ، وأضحت جزءاً لا ينفصل من السياسة العامة لجمهورية إيران الإسلامية[18].

 

 9ـ التفاني والشهادة:

 

من خصائص الثورة الإسلامية التي لا يمكن إنكارها، وهي من الخصائص ذات الجذور المتأصلة في الدين الإسلامي، هي التفاني والشهادة التي شكلت على الدوام حافزاً للجهاد. وكان الشهداء بأهدافهم الإسلامية يعكسون نهج وسمة هذه الثورة.

 

يعتبر التفاني في الثقافة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للإسلام رمزاً لمنتهى الورع والزهد الذي يتحلى به المؤمن، وتعبيراً عن الاتصال بالله والتمسك بالعقيدة. وذكر في القرآن الكريم كأسلوب لتمحيص صلاحية الفرد للزعامة والإمامة .

 

اختبر النبي إبراهيم (ع) قبل بلوغ مرتبة الإمامة بالقدرة على التضحية والتفاني. وامتدح القرآن الكريم موقف الإيثار والتفاني الذي وقفه علي وفاطمة (عليها السلام) بقوله: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}[19].

 

لقد أعطت الشريعة الإسلامية للشهادة مرتبة رفيعة حتى جعلت سائر الأعمال الصالحة الأخرى للإنسان تقاس بها، ومنحتها قيمة تفوق كل القيم الأخرى "فوق كل ذي بر بر حتى يقتل المرء في سبيل الله، فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر"[20].

 

لقد جعل الله الشهادة لصالح عباده المتحررين من قيود الدنيا والمجدين بإخلاص في طلب لقاء الله، وطريق الشهادة هو أقرب الطرق وأسرعها لمن ينشد القرب الإلهي.

 

لقد خلق حب الشهادة على مدى الفترة القصيرة من تاريخ الثورة، والتصدي للمؤامرات الأجنبية خاصة أثناء فترة الدفاع المقدس ضد الهجوم العسكري الاستكباري الذي قاده نظام البعث العفلقي في العراق، ملحمة رائعة في تاريخ الشعوب الحرة، وأصبحت درساً للشعوب الأخرى وللأجيال القادمة في الوقوف بوجه القوى الطامعة، وحطمت قيود الخوف والرهبة التي كانت سبباً في هيمنة تلك القوى على الشعوب المقهورة.

 

 10ـ الدور الريادي للعلماء الثوريين:

 

منذ أن تبلورت صيغة المرجعية الدينية العامة قبل ما يقارب القرن صارت تحظى بمزيد من النفوذ والشعبية والمحبوبية بين الجماهير، وتهيئت لرجال الدين قوة حاسمة حتى ابان ذروة تسلطت حام الجور. ويمكن القول إن السلطة الحقيقية كانت (بالقوة) بيد العلماء المتنفذين، الذين كانوا يفرضون إرادتهم على السلطات الحاكمة متى ما شاؤوا.

 

ولكن لم تستغل هذه القوة كما ينبغي في الكثير من الموارد التي كان فيها العلماء يلتزمون جانب التحفظ، حتى تحول هذا التحفظ إلى خصلة تاريخية فيهم. إلا إن هذه القوة استغلت في مواقف أخرى كالفتوى التاريخية التي أصدرها الميرزا الشيرازي بتحريم التبغ، والتي كسرت ظهر الاستبداد الذي كان يمارسه ناصر الدين شاه، ووجهت ضربة قاتلة للاستعمار الإنجليزي، وأثبتت قوة الدور والنفوذ الذي يتمتع به مراجع التقليد والعلماء ورجال الدين على العموم.

 

كما برهنت أحداث المشروطة بدورها مدى الاقتدار السياسي الذي يحظى به العلماء في تقرير مصير البلد ومني رضا خان ـ رغم شراسته وقسوته ـ بانتكاسة مريرة في صراعه مع رجال الدين. حتى تأكدت هذه الحقيقة على المدى الطويل.

 

وفي أحداث تأميم النفط كانت إزاحة التيار الديني الثوري خيانة ألحقت الضرر بالبلد وبالشعب. كما أثبت انعزال التيار الليبرالي عن العلماء بعيد انتصار الثورة الإسلامية، للانتهازيين مدى القدرة المعنوية والمكانة الجماهيرية لرجال الدين.

 

لم يكن دور العلماء بمعزل عن المساجد في أحداث الثورة، إلا أن نفوذ وسلطة العلماء لا تنحصر في دور المساجد؛ مثلما لم يكن العلماء بمعزل عن القيادة؛ والقائد هو نفسه على رأس علماء الدين، وكان علماء الدين طوع أمر القيادة وجعلوا من أنفسهم شبكة اتصال لإبلاغ بيانات الإمام إلى أعماق المجتمع.

 

لقد أثبت تاريخ القرن الأخير في بلدنا، أن الشعب والبلد متى ما تعرضنا لأعاصير ومخاطر جادة كان العلماء على الدوام يتقدمون صفوف الجهاد والمواجهة، لتوعية الشعب إلى تلك المخاطر، وإنقاذ البلد من السقوط[21].

 

يمكن معاينة هذه الحقيقة عن كثب حتى في ظروف عزلة العلماء بعيداً عن الساحة السياسية، حيث كان العلماء يعودون بعد انتهاء تلك الأزمات إلى مواقعهم القديمة تاركين وراءهم ميدان السياسة.

 

كان من جملة المؤامرات التي استهدفت إزاحة العلماء عن ميادين السياسة ولكنها ـ ولحسن الحظ ـ أحبطت أثناء وقائع الثورة الإسلامية، هو طرح شعار "إسلام بلا علماء". وهذا وهو تكتيك لانتزاع السلاح من يد العلماء. ولم يقتص هدف المنادين بهذا الشعار على نزع السلاح من أيدي العلماء فسحب، بل كان الهدف الأساسي منه التشكيك بشرعية المؤسسات الدينية، والأهم من كل ذلك رفض قضية المعرفة العلمية المتخصصة في الشؤون الدينية، لتمهيد الطريق أمام الإدلاء بمختلف الآراء في قضايا الإسلام، ونشر الفوضى في فهم الآراء الإسلامية، والعمل بشكل عام على إضعاف دور الإسلام في المجتمع.

 

وقد حذر سماحة الإمام الخميني مرات عديدة من الهدف الكامن وراء هذا الشعار، ومن الانتهازيين الذين ينادون به، ومن المخاطر التي تتمخض عنه، قائلاً: "الإسلام بلا علماء يعني لا شيء! فالعلماء هم الذين أشعلوا فتيل الثورة الإسلامية. وكل شيء يستلزم وجود الأشخاص والمتخصصين به، والمتخصصون في شؤون الإسلام هم العلماء"[22].

 

لقد اختلف موقع العلماء عما كان عليه قبل مائة سنة أو حتى قبل خمسين سنة، لأن قضية الإسلام والعلماء مطروحة اليوم على مستوى العالم، وأصبحت لدى القوى العظمى حساسية من العلماء وما يضطلعون به من دور، كما عقد المفكرون والمحرومون عليهم الآمال. فالعالم اليوم ينظر إلى علماء الشيعة كأسوة في مقارعة الاستكبار العالمي وخاصة أمريكا. ومن هنا فإن الضرورات العينية توجب على العلماء التسلح بمزيد من الوعي واليقظة.

 

ـــــــــــــــــــــ

 

[1]  سورة النساء: الآية 80.

 

[2]  پيرامون انقلاب إسلامي: ص122.

 

[3]  وسائل الشيعة: ج3، ص482: "ان بيوتي في الأرض المساجد".

 

[4]  المصدر السابق: ص571. وكنزل العمال: ص213.

 

[5]  أصول الكافي: ج2، ص485: "المؤمن مجلسه المسجد".

 

[6]  سفينة البحار: ج1، ص600: "السياحة في لزوم المساجد".

 

[7]  صحيح مسلم: ج1، ص464: "أحب البلاد إلى الله مساجده".

 

[8]  التهذيب: ج1، ص325.

 

[9]  وسائل الشيعة: ج3، ص493.

 

[10]  كنز العمال: ج8، ص482.

 

[11]  نفس المصدر السابق.

 

[12]  سنن ابن ماجة: ج1، ص245.

 

[13]  وسائل الشيعة: ج3، ص493.

 

[14]  سورة الجن: الآية 18.

 

[15]  سورة البقرة: الآية 144.

 

[16]  كنز العمال: ج8، ص245.

 

[17]  وسائل الشيعة: ج3، ص482.

 

[18]  أخذت هذه الأصول بنظرة الاعتبار عند تدوين دستور الجمهورية الإسلامية.

 

[19]  سورة الحشر: الآية 9. نقل جماعة من المفسرين والمحدثين إن هذه الآية نزلت في علي وفاطمة الذين آثرا الفقير على أنفسهما وقدما طعامهما. راجع تفسير البرهان: ج4، ص317.

 

[20]  بحار الأنوار: ج74، ص61.

 

[21]  راجع كتاب: "مسائل انقلاب از ديدگاه آية الله منتظري" ص 153.

 

[22]  نفس المصدر السابق.