الإمام الخامنئي: الولايات المتحدة ليست أهلا للثقة

أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي انه لا يمكن الثقة بالأمريكيين لأنهم لا يتسمون بالعقلانية ولا يتصفون بالمصداقية في تصرفاتهم.

وأشار الإمام الخامنئي، في كلمته أمام كبار المسؤولين في البلاد ومن بينهم الرئيس محمود احمدي نجاد والوزراء على أعتاب نهاية ولاية الحكومة الحالية، إلى التصريحات الأخيرة التي أطلقها المسؤولون الأمريكيون حول إجراء مفاوضات مع إيران وقال: "إنني قلت في بداية العام (الإيراني) الجاري أنني لست متفائلا حيال إجراء مفاوضات مع أمريكا رغم أنني لم أمانع من إجراء محادثات معها حيال شؤون خاصة كالعراق خلال الأعوام الماضية.

وشدد قائد الثورة الإسلامية على أن مواقف المسؤولين الأمريكيين خلال الأشهر القليلة الماضية إزاء إيران لم تتغير حيث أكدت حقيقة عدم التفاؤل بالحوار معهم مشيرا إلى أن الأمريكيين غير منطقيين في تعاملهم وليسوا صادقين في علاقاتهم.

واعتبر أن إيران تؤمن بالتعاطي وإقامة العلاقات مع بلدان العالم "إلا أن الأمر المهم في ذلك معرفة الطرف المقابل ودرك أهدافه وخططه لأننا إذا لم نتعرف عليه بصورة صحيحة سنتلقى الصفعة".

ولفت الإمام الخامنئي إلى انه لا يمكن تجاهل ممارسات الأعداء ولو كان ينظر إلى حسابات ومصالح معينة موضحا: إن الأساس في إقامة العلاقات مع بلدان العالم هو الاحتفاظ باستمرارية النهج القويم وعدم السماح للآخرين بالمساس بحركة البلاد وفي حال أدت علاقة ما إلى العودة للوراء فإن ذلك سيشكل خسارة.

ووصف قائد الثورة الإسلامية التطورات في المنطقة بأنها تكتسب الأهمية وأكد على ضرورة اهتمام مسؤولي البلاد بها.

وفي سياق آخر اعتبر عملية تسليم المسؤوليات التنفيذية في البلاد بمثابة فرصة مباركة لمواصلة السير في ذات النهج الذي حدد معالمه الإمام الخميني "رض" في مختلف شؤون البلاد.

وأكد في ذات الوقت على أن يكون موضوع الاقتصاد ومواصلة إحراز التقدم العلمي في إيران على رأس سلم أولويات نشاطات كافة المسؤولين.

وأشار إلى الانتصارات الإلهية المتتالية التي حققها الشعب الإيراني وقال: إن آخرها كان الانتصار الكبير الذي حققه الشعب في صنع الملحمة السياسية التي تجلت في المشاركة الواسعة بالانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي ستظهر تأثيراتها على مختلف الصعد تدريجيا.

واعتبر الإمام الخامنئي تزامن ملحمة الشعب الإيراني الانتخابية العظيمة مع شهر رمضان المبارك توفيقا ربانيا مردفا: إن هذا الشهر بمثابة شهر الرحمة والمغفرة وشهر الإنابة والتوبة حيث ينبغي للجميع الاستفادة من الفرصة الذهبية الكبيرة والتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة والعبادات والأدعية.

ومن ثم أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أوضاع البلاد منوها إلى سبع حقائق في هذا المجال معتبرا "المكانة الجغرافية الممتازة" و "التاريخ الحضاري العريق" و "الثروات والمصادر الطبيعية والمواهب الإنسانية" بأنها الحقائق الثلاث الأولى وقال: أما الحقيقة الرابعة فهي أن إيران وخلال القرون الأخيرة تكبدت ضربات كبيرة من ناحية "الاستبداد الداخلي" و "ونفوذ وغزة الثقافة والسياسة الخارجية" الأمر الذي ينبغي ايلاه اهتماما كبيرا.

واعتبر القائد الصحوة الوطنية والعامة في مراحل الثورة الدستورية والنهضة الوطنية والثورة الإسلامية بأنها الحقيقة الأخرى التي ينبغي التركيز عليها وقال: لقد فشلت النهضتان الدستورية والوطنية، لكن انتصار الثورة الإسلامية كان ردا حازما على الضربات التي تكبدتها إيران من ناحية الغزو الأجنبي .

ورأى الإمام الخامنئي أن تجربة الحركة الظافرة في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية بأنها الحقيقة السادسة التي ينبغي الاهتمام بها مضيفا بالقول: التقدم المدهش في المجالات العلمية والتأثير الكبير على صعيد القضايا الإقليمية والدولية والتقدم اللافت في مجال الاعمار والثقافة هي من جملة المؤشرات على الحركة الظافرة للبلاد خلال الأعوام الثلاثين الماضية .

ووصف قائد الثورة الإسلامية سيادة الشعب الدينية بأنها من أهم المكاسب الداخلية وأضاف: عملية نقل السلطة بسلاسة ونزاهة هي أنموذج جديد وقيم عرضه الشعب الإيراني والنظام الإسلامي إلى العالم .

أما الحقيقة الأخيرة التي أشار إليها الإمام الخامنئي فقد تمثلت في ضرورة الجبهة المعادية للجمهورية الإسلامية في إيران وقال: إن الرجعية والاستكبار وبعض الزعماء الغربيين والإقليميين شكلوا جبهة واسعة أمام الشعب الإيراني لم تتشكل مثلها أمام أي بلد في السابق .

ورأى القائد أن هذه الحقائق السبع هي المصباح الذي يضيء طريق المستقبل مؤكدا بالقول: إن الحقائق آنفة الذكر تشير إلى أن العقد الراهن يمكن أن يتحول حقيقة إلى عقد التقدم والتطور والعدالة .

وخلص الإمام الخامنئي في هذا المجال إلى انه ومن اجل استمرار وتيرة التقدم نحو تحقيق الأهداف والتطلعات ينبغي الصمود أمام جبهة الأعداء عبر تعزيز القدرات الوطنية والداخلية إلى جانب الصبر والاتكال على الله .

وفي معرض تبيينه لعناصر تعزيز القدرات الداخلية أكد القائد على ضرورة ترسيخ عزيمة أبناء الشعب والمسؤولين وعدم تزعزعها أمام المشاكل والعداوات وتابع قائلا: على المسؤولين أن يحافظوا على عزيمتهم الصلبة وأن لا يتزعزعوا أمام تهديدات الأعداء .

وحول الأولويات الراهنة للبلاد قال قائد الثورة الإسلامية: على مسؤولي البلاد وصناع القرار والساسة في البلاد أن يركزوا في الظروف الراهنة على  موضوعين أساسيين هما الاقتصاد والتقدم العلمي .

ولفت إلى أن الملحمة الاقتصادية كانت جزءا من شعار العام الجاري معربا عن أمله بان يترجم هذا الشعار على ارض الواقع كما تم تحقيق الملحمة السياسية وقال : طبعا إن تحقيق الملحمة الاقتصادية لن يتم خلال فترة قصيرة ولكن يجب أن يبدأ العمل في هذا المجال .

وفي خصوص التقدم العلمي أشار الإمام الخامنئي إلى الوتيرة المتسارعة للتقدم العلمي في البلاد خلال العقد الأخير وأضاف: لا ينبغي أن تبطأ هذه الوتيرة، لأننا إن كنا نرمي إلى الوصول لمكانة مرموقة ومتقدمة في المجال العلمي على الصعيد العالمي فإنه ينبغي علينا المحافظة على الوتيرة الراهنة .

وفي مستهل هذا اللقاء أشاد الرئيس محمود احمدي نجاد بالشعب الإيراني وقائد الثورة الإسلامية وجميع الأجهزة الحكومية ووسائل الإعلام وقال: أنا مازلت مدينا للثورة والإمام والشهداء العظام، الذين يعود كل الفضل لهم لما تم تحقيقه حتى الآن.

وقدم الرئيس احمدي نجاد، تقريرا مفصلا عن الانجازات التي حققتها الحكومة خلال السنوات الثماني الماضية، مقارنا هذه الانجازات بالانجازات التي حققتها الحكومات السابقة، في مختلف المجالات مؤكدا بالقول: إن مقارنة الخدمات التي قدمتها حكومته مع الحكومات السابقة لا تعني بأي حال من الأحول التقليل من أهمية الخدمات المهمة التي قدمتها الحكومات السابقة أو الانتقاص من شأنها.

كما أشار احمدي نجاد إلى بعض العوامل الداخلية والخارجية التي أثرت سلبا على أداء حكومته خلال السنوات الثماني الماضية والتي يجب أن تأخذ بنظر الاعتبار خلال تقييم انجازات حكومته.

المصدر: موقع قناة العالم