مرقد العباس (عليه السلام)

يقع هذا المرقد الشريف على بعد 300م من الجهة الشرقية من حائر الامام الحسين (عليه السلام) وصاحب المرقد ابو الفضل اكبر اولاد أم البنين (عليها السلام) والرابع من أبناء الامام علي (عليه السلام) والملقب بالساقي وقمر بني هاشم وصاحب اللواء.

ويعود تأسيسه للثاني عشر من محرم عام 61هـ، حيث حفر بنو اسد قبور كل من الامام الحسين والشهداء الذين استشهدوا في واقعة الطف ودفنوا فيما يلي رجلي الامام الحسين، اما العباس (عليه السلام) فقد دفن في موضع قتله على المسناة بطريق الغاضرية وقبره عامر وظاهر.

لقد لقي مرقد العباس من الرعاية والعناية ما يلقاه مرقد اخيه الحسين، ومن المرجح ان يكون المرحوم محمد حسين الصدر الاعظم الاصفهاني هو الذي قام بتشييد بناء الروضة العباسية الحالية، وذلك ستة 1246هـ.

وتولى توسعة واعمار مرقد العباس كل من تولى تشييد صرح الروضة الحسينية في الادوار المتعاقبة، من ملوك وامراء ومحسنين.

وفي سنة 271هـ وفي عهد السلطان عضو الدولة البويهي شيدت عمارة الروضة والقبة وبسنة 1032هـ امر الشاه طهماسب الصفوي تزيين قبة المرقد بالقاشاني وبنى شباكا على الصندوق ونظم الرواق والصحن وبنى البهو وجهزه بالفراش الثمين وبعده أمر الشاه صفي الصفوي باحكام منائر المشهد واحدث 4 منائر صغيرة في زوايا الصحن وبسنة 1155هـ اهدى نادر شاه للحرم تحفا كثيرة وزينه بالقوارير وبسنة 1227هـ امر السلطان القاجاري فتح علي شاه بتجديد بناء المرقد بعد نهب الوهابيين وعمرت القبة بالقاشاني وبعده امر محمد شاه بن عباس بصنع شباك فضي للضريح.

وبسنة 1355 هـ جدد السيد مرتضى سادن الروضة الباب الفضي في الايوان الذهبي للحضرة وكتب على المصراعين قصيدة للشيخ اليعقوبي وبسنة 1375 هـ تم تذهيب قبة المرقد الشريف.

وقد امر الامام السيد محسن الحكيم يومها بنصب شباك ذهبي على القبر صنع في اصفهان وجلب إلى العراق في احتفال كبير شهدته المدن العراقية المجاورة مع ايران.

وقد تعرض هذا المقام الشريف إلى اعتداء اثيم من قبل النظام البعثي ايام الانتفاضة الشعبانية المباركة وقصفت القبة المقدسة باسلحة النظام.

وتعتبر معالم الروضة العباسية ذات روعة وجمال خلاب اسوة بالروضة الحسينية وتبلغ مساحتها بما فيها الصحن نحو 4370 متر مربع وارضها مفروشة بالرخام، والجدران مكسوة بالمرايا وكذلك الرواق والاواوين الكبيرة والمنائر الشاهقة والقبة العالية والصندوق البديع على القبر وبشباكه الرائع المصنوع من الذهب والفضة الخالصين بشكل يليق وصاحب المقام الذي له مكانه خاصة في نفوس المسلمين ونقشت على القبة الذهبية العالية آيات قرآنية مطعمة بالذهب وبجوارها مئذنتان ضخمتان وساعة أثرية دقاقة وكبيرة.

وتضم جوانب الصحن غرف وأواوين دفن فيها علماء وسلاطين وشخصيات اسلامية وزين الصحن بالفسيفاء والقاشاني البديع وللصحن 8 ابواب هي باب الامام الحسن وباب الامام الحسين وصاحب الزمان وموسى بن جعفر وامير المؤمنين وعلي بن موسى الرضا والرسول المسماة بباب القبلة وباب الامام الجواد، ويبلغ ارتفاع القبة عن سطح الارض 39م وارتفاع المنارة 44م، ومساحة الصحن 9300م، اما مساحة الحرم المطهر تبلغ 1836م.

وفي سنة 236هـ امر المتوكل العباسي بهدم مرقد الحسين واخيه العباس وسقى موضع القبر بالماء حيث حار الماء حوله ومنع الزائرين للوفود إليه، وفي سنة 1047 هاجم العثمانيون كربلاء واحتمى اهلها داخل الحرم فجرت معركة كبيرة بالبنادق وتم سلب ما في المرقد من نفائس.