يصادف يوم الثالث من خرداد (23 أيار) الذكرى السنوية لتحرير مدينة الإباء والدماء والتضحية والشهادة، خرمشهر.

هنا خرمشهر، مدينة الدماء والإباء.. هنا خرمشهر مدينة الشاهد والمشهود التي شهدت تسطير الملاحم من قبل أبنائها رجالاً ونساء.. كهولاً وشباناً.

هنا خرمشهر، تلك المدينة التي ظلت صامدة بوجه الطغمة العتاة وتطهرت من دنس البعثيين البغاة بدماء خيرة أبنائها الدعاة.

هنا خرمشهر، تلك المدينة التي أثار انتهاك حرماتها طوفاناً من الغضب العارم في النفوس اجتث الظالمين من جذورهم.

هنا خرمشهر، تلك المدينة التي شهدت هبوط أبنائها البررة كالصاعقة على رؤوس المعتدين الغدرة.

هنا خرمشهر، تلك المدينة التي أمر طاغية العراق صدام بقصفها براً وجواً وبحراً لم يكن يتوقع أن يرغم على الإنسحاب منها جاراً أذيال الفضيحة والعار.

هنا خرمشهر، تلك المدينة التي اتشحت بسواد الباروت حداداً على أبنائها الذين احتضنتهم.

هنا خرمشهر، تلك المدينة التي اجتاحها العدو الغاشم على حين غرة بقوات قوامها 11 سرية راجلة وثلاث سريات من القوات الخاصة و30 كتيبة مدفعية ورغم ذلك صمدت ثلاثة أيام بوجه الأعداء رغم وجود أي قوات مسلحه للدفاع عنها.

هنا خرمشهر، تلك المدينة التي تغير اسمها إلى "خونين شهر"، مدينة الدماء بعد أن غطت شوارعها الدماء الزكية لأبنائها البررة.

وجاءت طليعة يوم النصر لتنطلق المرحلة الأولى من عمليات بيت المقدس الظافرة بكلمة السر(يا علي بن أبي طالب).

وشارك في العملية المشتركة مقاتلون من حرس الثورة الإسلامية والجيش في إطار57 كتيبة من أربع مقرات.

وتواصلت عمليات بيت المقدس لتأتي الثانية والثالثة وأخيراً الرابعة لتنتهي بتحرير خرمشهر من براثن الأعداء في الساعة الرابعة من يوم 24 أيار عام 1982.

وقد تم في هذه العمليات تحرير 5035 كيلومتراً من الأراضي الإيرانية المحتلة وقتل الكثير منهم فضلاً عن أسر أكثر من 19 ألف جندي بعثي.

وختاماً فإن تحرير مدينة خرمشهر كان موهبة إلهية ومصداقاً بارزاً للإمدادات الغيبية.