يصادف 28 حزيران ذكرى استشهاد 72 من أصحاب الإمام الخميني طاب ثراه وعلى رأسهم آية الله الشهيد الدكتور بهشتي رئيس السلطة‌ القضائية عام 1981.

(اسمه و نسبه):

الشهيد السيد محمد حسيني بهشتي.

 

(ولادته):

ولد السيد بهشتي عام 1346 هـ بمدينة أصفهان في إيران.

 

(دراسته):

تعلم في إحدى الكتاتيب القراءة والكتابة بسرعة فائقة، وبالخصوص قراءة القرآن الكريم، وعرف بين أقرانه بالذكاء، وأنهى مرحلة الدراسة الابتدائية المتوسطة في أصفهان، وفي عام 1360 هـ ترك الدراسة الأكاديمية، وانخرط في سلك طلاّب العلوم الدينية، والتحق بمدرسة الصدر في مدينة أصفهان، بسبب شغفه للعلوم الإسلامية.

وفي عام 1364 هـ سافر إلى مدينة قم المقدسة لمواصلة دراسته الحوزوية، وفي عام 1366 هـ حصلت له رغبة بالعودة إلى مواصلة الدراسة الأكاديمية، فتمكن من الحصول على شهادة الإعدادية، ثم دخل كلية الإلهيات في العاصمة طهران، وحاز على شهادة البكالوريوس منها، وخلال دراسته في الجامعة أتقن التحدث باللغة الإنجليزية، التي كان قد تعلمها في مدينة أصفهان.

وبعد ذلك عاد إلى مدينة قم المقدسة لمواصلة دراسته الحوزوية، وفيما بين عام (1369 هـ ـ 1374هـ) أخذ يكرس جزء من وقته لدراسة الفلسفة، وفي عام 1384 هـ حاز على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة العاصمة طهران.

 

(أساتذته):

1ـ السيد محمد اليزدي، المعروف بالمحقق الداماد.

2ـ الإمام الخميني (رض).

3ـ السيد حسين الطباطبائي البروجردي المرجع الديني الكبير.

4ـ السيد الخونساري.

5ـ السيد محمد حجت الكوهكمري.

6ـ الشيخ مرتضى الحائري اليزدي.

7ـ السيد محمد حسين الطباطبائي صاحب تفسير الميزان.

(صفاته وأخلاقه):

كان مستقل الإرادة، وكان يسبق الزمن دائماً، محباً للتجديد، مناهضاً للسنن البالية، شجاعاً لا يخشى المواجهة، وقد واجه التقاليد الموروثة السقيمة.

ومن صفاته الأخرى هي عدم التواكل، فحيثما كان يرى ضرورة عمل ما كان يؤدِيه بلا تخوف، فلو كان ـ على سبيل المثال ـ يرى ضرورة، أن يكون إماماً لأحد المساجد، لكان يسارع إليها، ويقوم بأداء جميع المهام المتعلقة به، ولم تكن همته تقتصر على يومه، فالسيد بهشتي كانت لديه على الدوام أفكار على المدى البعيد.

ومن الصفات الأخرى هي سمة التعبد، فقد كان يؤدي صلاته بإخلاص تام، ومن خلال سلوكه يتضح أنه كان يرمي إلى تطبيق الأحكام الشرعية بشكل دقيق، ومن سجاياه الأخرى، هي ترغيبه وتشجيعه لجميع الأصدقاء على ممارسة النشاطات الجماعية، فكان يتميز بحرية التفكير، والتزام أصول الحرية في التعامل مع آراء وانتقادات الآخرين.

وكذلك كان حليماً بكل معنى الكلمة، فلا يطفح كيلَه بسرعة، وكان واثقاً من نفسه، لا يشعر بالوهن في مجابهة المهام الكبرى، وكان أيضاً متأهباً لمواجهة أية مشكلة والتغلب عليها، ومن البديهي أن مثل هذا الإنسان قادر على أن يكون مديراً ناجحاً.

 

(شهادته):

أستشهد السيد بهشتي (قدس سره) في حادث انفجار مقر الحزب الجمهوري الإسلامي بالعاصمة طهران في الخامس والعشرين من شعبان 1401 هـ عام 1981م، وعلى أثر ذلك أعلن الإمام الخميني الحداد العام في إيران، وأصدر بياناً تأبينيّاً جاء فيه: فقد الشعب الإيراني في هذه الفاجعة الكبرى (72) بريئاً، ويعتز الشعب الإيراني بأن يقدم هؤلاء أنفسهم نذوراً لخدمة الإسلام والمسلمين.

وتم تشييع الشهيد بهشتي (قدس سره) في موكب مهيب مع باقي شهداء الحادثة الأليمة، ثم دفن بمقبرة جنة الزهراء جنوب العاصمة طهران.