بسمه تعالى

أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم, والإخلاص له في كل شيء, والتزود من العلم النافع, والعمل به, وتربية النفس. . وتهذيبها بالعمل الصالح والطاعات, والخدمة للمؤمنين, والبكاء من خشية الله...

إن جبهتكم الثانية والتي لا تقل أهمية عن الجبهة القتالية, هي جبهة العلم وتحصيله بالجد والمثابرة والطاعة للرحمن.

كما أوصيكم أن تجعلوا نظركم إلى مكان واحد وهدف واحد, وهو القرب من الله تعالى وعبادته فقط, وترك حب الدنيا, وجعل كل شيء وفق الهدف الأوحد, الهدف السامي, والقرب من الله ونيل رضاه.

وأوصيكم كذلك بالالتفاف حول قيادة الإمام الحكيمة وحفظها والدعاء لها بإخلاص وبذل الغالي والنفيس من أجلها, ومن أجل هذه الجمهورية المباركة, التي حققت أهداف الأنبياء على مر الأجيال, وهي رمز لكل مستضعف على هذه البسيطة, اجعلوا من دماء الشهداء وسيرتهم الطيبة وأعمالهم الصالحة وتضحياتهم الجسيمة في سبيل الله منهاجاً وسراجاً ينير الدرب, منهاجاً لتهذيب النفس وتزكيتها.

اعدوا أنفسكم وأجهدوها قدر الإمكان ـ وكما قال إمام الأمة, مقتبساً ذلك من القرآن الكريم والسنة الشريفة ـ لتحصيل كل أسباب القوة وأنواعها, في العلم , في البدن, في إتقان فنون القتال, القوة في كل شيء من أجل خدمة الإسلام والمسلمين جميعاً:

 تنافسوا التنافس الشريف, وتسابقوا لتحصيل الدرجات الرفيعة العالية من القرب من الله ونيل رضاه..... >وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض< >وفي ذلك فليتنافس المتنافسون<.

أكثروا من ذكر أهل البيت^, ازدادوا لهم حباً, اخلصوا لهم الولاية والطاعة, اجعلوا مودتكم لهم في أعماق قلوبكم. تجري مع دمائكم, تخالط لحمكم وعظمكم.

اجعلوا من أنفسكم جنوداً حقيقيين للإمام المهدي, >روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمة الفداء< وبالتالي حاسبوها بهذا المعيار.

هذا ما أوصي به إخوتي وأحبتي في الله جميعاً, وأرجو من الله قبول توبتي وغفران ذنوبي, وأن يغفر لي ولوالدي, وإخواني في الله, وأرجو لهم الهداية والاستقامة حتى آخر الطريق.

أطلب من إخواني بحرارة شديدة, أن يسامحوني عن كل ما بذر مني, وعن كل غلط في حقهم أو تقصير وأن يبرءوا لي الذمة, وأن لا ينسوني من قراءة الفاتحة والدعاء .. أما عني. فإني والله يعلم لم أحمل على أي إنسان مهما كان ومهما غلط, بل أستغفر له ربي, وأستودعكم الله جميعاً

                                                                                                                                               أخوكم

 أبو عيسى البحراني