أشار قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي إلى ضرورة تخمين وتكهن خطوات العدو منوها إلى أن التكهن بهذه الخطوات في الوقت الراهن ليس صعبا مضيفا أن الآلاف من مدافع الكذب تصوب نيرانها حاليا باتجاه الشعب الإيراني وذلك بهدف بث اليأس وسوء الظن في نفوس المواطنين والنيل من إرادتهم.

صرح بذلك قائد الثورة الإسلامية لدى استقباله اليوم الأربعاء، أعضاء المجلس التنسيقي للدعاية الإسلامية من أنحاء البلاد منوها إلى أن العدو الأول لإيران هي أمريكا التي تصنف اليوم بأنها افسد واظلم حكومة في العالم وقال: إنها دعمت الإرهابيين وجماعة "داعش" ما استطاعت، ولا زالت تدعم وتساند "داعش" وأمثال "داعش" والتكفيريين بشكل خفي.

وتابع قائلا: الإجرام ديدنهم حتى داخل بلدهم، فالشرطة الأمريكية ودون أي مبرر تقتل النساء والأطفال السود وتجري تبرئتهم في المحاكم، هذه هي سلطتهم القضائية، ورغم ذلك نرى أن أمريكا تعترض على الجهاز القضائي لسائر الدول ومنها إيران.

وحذر الإمام الخامنئي من محاولات "البعض" في الداخل التي تصب في محاولات الأعداء؛ مصرحا: بث اليأس في نفوس الشعب، وتوجيه الاتهامات وإطلاق أكاذيب الأعداء هي جملة من الأعمال التي يمارسها البعض.

وتابع، هؤلاء لا يملكون التقوى، فالأشخاص الذين يواصلون عمل الأعداء في الداخل لا يملكون التقوى؛ هؤلاء دينهم سياسي بدل أن تكون سياستهم دينية يدأبون على التسييس؛ البعض من أصحاب وسائل الإعلام والمنابر الدعائية يستطيعون الكلام ولا يراعون في ذلك الباري تعالى ولا الدين ولا العدل.

وأردف: هؤلاء يسرون الأعداء بثمن دب اليأس في نفوس الشعب وجيل الشباب.. يجب أن يُقدموا إجابات واضحة حول تصرّفاتهم.

وأكد الإمام الخامنئي على أهمية النقد؛ مشيرا إلى ضرورة أن يكون هذا النقد عادلا ومسؤولا وليس نقدا مرفقا بتوجيه الاتهامات؛ وقال: النقد واستقبال النقد هو أمر مهم، لكن الاتهام والافتراء هو حرام.

ونوه قائد الثورة الإسلامية إلى أن السياسة لا تكمن في التقاط الحجارة ورميها على هذا وذاك؛ وقال: يجب أن ينتبه الجميع لأنفسهم، فالإمام الخميني الراحل (قدس سره) قال إن معيار الشخص هو تصرّفاته الحالية؛ لقد كان الإمام حكيما وكلامه كان بمعنى أنه لا يوجد شخص يستطيع أن يضمن تصرّفاته حتى الموت، حيث أن الجميع محكوم بعاقبتهم.

وقال الإمام الخامنئي إن عدو إيران الأساسيّ هو الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر من أفسد وأظلم حكومات العالم، وأضاف، لقد دعموا الإرهابيين وداعش إلى الحدود التي استطاعوا فعل ذلك، ولا يزالون يقدمون الدعم للتكفيريين مثل داعش وغيرهم بالخفاء. لقد دعموا أيضا الديكتاتوريين كشاه إيران، والعائلة السعودية الحاكمة والسلسلة الظالمة في المنطقة؛ لقد دعموا أيضا المجرمين الذين يرتكبون الجرائم في فلسطين واليمن.

وتابع بالقول: "حتى داخل الولايات المتحدة تعمد الشرطة الأمريكية بدون أي عذر وجيه إلى قتل النساء والأطفال والشباب من ذوي البشرة السوداء ثم يُبرأ القاتل في المحكمة. هذه هي سلطتهم القضائية، ثم يأتوا ليتهموا السلطات القضائية في البلاد الأخرى لا سيّما السلطة القضائية المؤمنة لبلدنا".

ودعا قائد الثورة الإسلامية إلى الانتباه من نفوذ الأعداء في الأجهزة التي تملك القرار في البلاد وقال: "لا تأخذوا تملق الأعداء على محمل الجد. لا تأخذوا عبارات "المحبة"، "الجلوس سويًّا"، "المصافحة" التي يطلقها الأعداء على محمل الجد".

وختم الإمام الخامنئي منوها إلى قدرة الجمهورية الإسلامية في السير إلى الأمام وحل المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الشعب بهمة المسؤولين حيث سيجزي الله هذه الجهود ويحل هذه العقد.

يشار إلى أن يوم السبت القادم الثلاثين من شهر ديسمبر الذكرى الثامنة لإحباط الفتنة التي افتعلها أعداء الثورة الإسلامية حيث شهدت الجمهورية الإسلامية في إيران تظاهرات ومسيرات حاشدة تأييداً للموقف الحازم الذي اتخذه قائد الثورة الإسلامية إزاء أحداث الشغب وأجواء الفتنة التي شهدتها البلاد اثر إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية آنذاك.