تقود الكثير من المؤسسات الغربية هجمة شرسة ضد المرأة في العالم الإسلامي بهدف إبعادها عن قيمها وثوابتها الدينية وجرها إلى المستنقع المظلم الذي وصلت إليه المرأة في العالم الغربي.

 أحمد محمد باقر:

تمكن الغرب من تحقيق الكثير من التقدم على صعيد محاربة الإسلام وإبعاد المسلمين عن عقائدهم وقناعاتهم وبالتالي الهيمنة والسيطرة عليهم مستهدفاً المرأة بشكل خاص لأن المرأة تمثل محور الأسرة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي، حتى إن أحد المستشرقين الغربيين أشار إلى هذا المعنى بوضوح فقال: "إن كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمّدية أكثر مما يفعله ألف مدفع، فأغرقوا المرأة المسلمة في حب المادة والشهوات".

والغرب يعرف قبل غيره إن فساد المرأة المسلمة لا يعني فساد نصف المجتمع المسلم فحسب بل يعني فساد المجتمع كله؛ ويعني أيضاً انهيار كل القيم والمثل الأخلاقية والاجتماعية التي يؤكد عليها الإسلام وتؤكد عليها الأحاديث النبوية الشريفة وسيرة أهل البيت عليهم السلام، ولذلك فالغرب يستهدف المرأة في المجتمع الإسلامي قبل غيرها.

إن فساد المرأة المسلمة يعني انهيار الأسرة المسلمة ويعني أيضاً ضياع الأجيال القادمة من النساء والرجال التي تصنعها وتربيها الأمهات، لكن في حال صلحت المرأة فإن المجتمع سيصلح أيضاً وينجب العديد من الرجال العظماء الذين يصلحون الحاضر ويبنون المستقبل.

إن استهداف المرأة المسلمة من قبل المؤسسات الغربية يسمح لقوى الاستعمار بالتغلغل داخل المجتمع المسلم والسيطرة على مقدراته وثرواته وإمكاناته وبالتالي فهو يهدد بالدرجة الأولى القيم والمبادئ التي يقوم عليها هذا المجتمع من داخل حتى لا تتمكن قوى هذا المجتمع من التصدي للهجمة أو مقاومتها، وهو أخطر من الهجوم العسكري الاستعماري الذي قد يتصدى له رجال الأمة وشبابها بكل قوة ويواجهونه بصلابة خاصة وإنهم تربوا على الذود عن قيمهم ومقدساتهم دون تردد.

ومن هنا فقد ركزت المؤسسة الغربية هجمتها على المرأة المسلمة من خلال العديد من الوسائل وخاصة الإعلامية منها التي شملت القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية وشبكات الإنترنت والمجلات والمناهج الدراسية الفاسدة إلى صرعات الموضة وعروض الأزياء والأفلام والبرامج والمسلسلات الاجتماعية الخليعة مروراً بالجمعيات المهنية والمؤسسات التعليمية، وقد أسهمت هذه البرامج  في إزالة الحياء عن المرأة المسلمة وشجعتها على ارتداء الثياب الخليعة والفاضحة باسم التحرر والإنعتاق عن القيم الدينية العادات الاجتماعية.

وكان للحكومات والأنظمة العميلة دور كبير في تنفيذ هذه المؤامرة من خلال السماح للمؤسسات الاستعمارية الغربية بالعمل داخل البلاد الإسلامية والتضييق على المؤسسات الدينية والأخلاقية ومنعها من ممارسة دورها الإصلاحي في المجتمع./انتهى/