أكد الأمين العام لـ"​حزب الله​" السيد حسن نصر الله، اليوم الأحد، أنه إذا كان البعض يعتقد أن الوضع في سوريا قد يتغير لمصلحة أميركا أو إسرائيل أو دول إقليمية فهو واهم.

وأوضح السيد حسن نصر الله في كلمة له خلال مهرجان انتخابي في ​مشغرة​، أنّ "هدف الاحتفال هو التعبير عن تأييدنا السياسي والمعنوي والشعبي للائحة "الغد الأفضل" في دائرة ​البقاع الغربي​ ​راشيا​، الّتي تتكوّن من قوى وشخصيات سياسية محترمة وعزيزة وصديقة ومنسجمة وفي الشأن الانتخابي"، مشيراً إلى أنّ "عادة، أي حزب أو تيار سياسي في الموسم الانتخابي، يقيم مهرجاناً لمرشيحه أو لمن ينتمون إلى حزبه، وما نقوم به الآن غير متعارف في ​لبنان​ أنّ "حزب الله" يقيم مهرجاناً انتخابيا لا يوجد له فيه مرشّح من حزبه، ويأتي كلّ هؤلاء الناس ليعبّروا عن تأييدهم ومساندتهم وحضورهم".

وبيّن السيد نصر الله، "أنّنا نقيم هذا المهرجان الداعم للائحة "الغد الأفضل" الّتي يوجد بوجدان كلّ مرشح فيها الأمل والوفاء، وهذا المهرجان هو أوّلاً للتعبير عن وفائنا وتأييدنا لهؤلاء المرشحين ولنقول لهم إنّه يهمّنا نجاحهم فرداً فرداً وأنّ وصولهم إلى البرلمان أمر يتعدّى الجغرافيا والمذاهب، ونجاحهم بتأييدكم فيه قوّة لكلّ المتمسّكين بالمقاومة والمعادلة الذهبية، وثانياً لأنّنا نعتبر أنفسنا انّنا ممثّلين في اللائحة على المستوى الخاص والمباشر، لأنّه عندما اتّفقنا مع رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ اتّفقنا على كلّ الدوائر، وفي الدوائر الّتي يكون المرشح المتّفق عليه من "​حركة أمل​" فكأنّ مرشّح الحركة هو مرشح "حزب الله" أيضاً، وفي الدوائر الّتي يكون فيها المرشح من "حزب الله" فإنّ المرشح للحركة أيضاً".

ولفت إلى أنّ "لذلك ليس من الجديد في هذا الاحتفال الّذي يعني لائحة "الغد الأفضل"، أن أقول إنّ الحزب ممثّل في هذه اللائحة عبر الأخ العزيز محمد نصر الله الّذي يمثّل "حركة أمل" و"حزب الله" على حد سواء. في الخاص أيضاً، أتوجّه بالشكر لجميع إخواني في "حزب الله" في البقاع الغربي وراشيا سواء في التنظيم أو في الجمهور، وأعبّر لهم عن امتناني الشخصي وعن امتنان قيادة الحزب لموقفهم المسؤول دائماً ولتحمّلهم المميّز للمسؤوليّة في كلّ الملفات وخصوصاً الانتخابات"، مركّزاً على أنّ "كلّ جماعة وكلّ تنظيم يطمح في دائرة معيّنة أن يكون المرشّح الّذي يمثّله في دائرته من أبناء تنظيمه وهذا أمر طبيعي، وعندما لا يكون من أبناء تنظيم مباشر بطبيعة الحال تواجه القاعدة شيئاً من البرودة واللامبالاة. أمّا نحن نشهد لإخواننا وأخواتنا في البقاع الغربي انّهم لم يتصرّفوا بخلفية حزبية بل ينطلقون من روح المقاومة والمسؤولية الوطنية الّتي قدّموا في طريقها أغلى أحبائهم".

وأشار نصر الله، إلى أنّه "كما في الانتخابات السابقة، أعرف ماكينتكم الانتخابية وحماستكم وإخلاصكم وأؤكّد لكم أنّ بعد الفوز في الانتخابات النيابية 2018، انّكم ستجدون أبو جعفر سيمثّلكم خير تمثيل كما يمثّل إخوانكم في "حركة أمل" وستجدونه أفضل تمثيل لخياركم وأهدافكم، وهذا أملنا في وفاء كلّ هذه اللائحة رئيساً وأعضاء ونعلّق عليهم الكثير من الآمال"، منوّهاً إلى أنّ "ما نتوقّعه من ماكينة "حزب الله" الانتخابية ومن كلّ الإخوة والأخوات، نتوقّع الحضور الأقوى والأكبر والأهم عند صناديق الانتخاب والاقتراع".

وانتقل من الخاص إلى العام، قائلاً "أوّلاً، أهل البقاع الغربي وراشيا هم جزء أساسي من المقاومة ومعركتها دفاعاً عن منطقتهم المباشرة ودفاعاً عن قضيّتهم المقدّسة، وما زلوا جزءاً أساسيّاً من المقاومة، والدليل على ذلك هم شهداء وجرحى البقاع الغربي وعمليّاتهم الّتي كانت تجتاح كلّ مواقع الاحتلال. قدّمتم عدداً كبيراً من الشهداء سواء في عمليات المقاومة أو في تحمّل العدوان الإسرائيلي اليومي أو في تحمّل المجازر الّتي حصلت في عدد من الحروب، والملفت في شهداء البقاع الغربي انّه قلّما نجد قطاعاً أو محوراً قدّم من الشهداء القادة الّذين تحمّلوا المسؤوليات المتنوعة والعديدة، في شخصية هؤلاء وفي عددهم أيضاً"، موضحاً أنّ "هذا العدد من القادة الشهداء في البقاع الغربي كلّهم كانوا عنواناً للمعركة بوجه الإرهاب، وتشهد عليهم جميع المواقع، وما زال رجال هذه المنطقة في المقاومة موجودين وقدّموا الشهداء كلّ هذه السنوات الأخيرة".

وركّز نصر الله على أنّ "انطلاقاً من هذا الموقع المميّز، نقول إنّ الموقف الطبيعي مع هذا الموقف الحقيقي مع اللائحة، الحضور القوي في المجلس النيابي والحكومة ومؤسسات الدولة هو ضمانة حقيقية للمقاومة والمعادلة الذهبية. المقاومة كما هي بحاجة لقدرتها التسليحية المباشرة هي بحاجة دائماً إلى الظهر الآمن وإلى من يمنع من يتواطأ عليها ويطعن ظهرها بالسيوف والخناجر"، مشدّداً على أنّ "بالتعاون والتضامن بين رئيس وأعضاء هذه اللائحة وبالتحديد بين "الحركة" و"الحزب"، سيكون كل الفائزون بخدمة هذه المنطقة على جميع المستويات، وهناك انجازات حصلت في الفترة الماضية تحدّث عنها المرشحون، وهناك حاجات على المستوى الوطني والنواب الفائزون سيكونون جزءا من حمَلَة الهمّ الوطني".

وأعرب عن اعتقاده أنّ "موضوع نهر الليطاني ومشروع الليطاني وبحيرة القرعون ونظافة النهر وصفائه ونقائه وهذه المياه الّتي يطل عليها العدو ستكون أولوية مطلقة، هذه مسؤولية النواب سيتحملونها. تمت الموافقة على ميزانيات لمشروع الليطاني وهذا يحتاج إلى متابعة أكيدة وهناك بلدات تحتاج إلى بدائل مائية، فيما يتصل بأهل البقاع الغربي وراشيا وسكان المنطقة من خصائصهم التنوع والتشكل من طوائف تعيش سوية منذ مئات السنين وهذه وجودات أصيلة ولها تاريخها على كل الصعد".