أطل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لبنان في الاحتفال الجماهيري المقام في مدينة الهرمل بمناسبة الذكرى الأولى للتحرير الثاني والانتصار على الجماعات الإرهابية في جرود السلسلة الشرقية للبنان.
ولفت السيد نصر الله في كلمته اننا أحببنا أن يكون إحياء عيد التحرير الثاني هذا العام في مدينة الشهداء الهرمل، التي كان لها نصيب وافر من المخاطر والعدوان والقصف والسيارات المفخخة، لكنها لم تبدل تبديلا. وتوجه إلى الحاضرين بالشكر على هذا الحضور الكبير مضيفا أن إرادتكم وعزمكم دائما هو الأقوى.
السيد نصر الله شدد على أهمية معادلة الجيش والشعب والمقاومة في تحقيق التحرير الثاني، وقال إن التجربة الجديدة لهذه المعادلة في هذا التحرير الثاني هي حصيلة جديدة لهذه المعادلة الذهبية التي نتمسك بها، مضيفا، انطلاقا من التحرير الثاني في البقاع والتحرير الأول في الجنوب بناء على هذه المعادلة، لا مكان في لبنان لمحتل ولا مستقبل لطامع ومعتد.
وأشار السيد نصر الله أن الولايات المتحدة تدخلت لمنع الجيش اللبناني من المشاركة في المعركة ضد داعش في الجرود، وهددت بقطع المساعدات عن الجيش اللبناني في حال مشاركته بالمعركة ضد داعش.
وأكد سماحته أيضا أن التحرير الثاني ما كان ليتحقق في لبنان لولا انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب، وإذ تساءل السيد نصر الله لو تمددت داعش في لبنان ماذا كان سيكون حال كل هذه المناطق، قال، لأن لله رجالا إذا أرادوا أراد تغيرت المعادلة، مبديا الأسف أن البعض الذين راهنوا على داعش هي تكفرهم وتستبيح دمهم.
وأكد أنها تجربة كبيرة وعظيمة تلك التي مررنا فيها خلال السنوات الماضية واستطعنا جميعا أن نحرر قرانا ومزارعنا وكامل حدودنا مع سوريا من الإرهابيين، هي مناسبة للتوقف عندها لأخذ العبر، لافتا في هذا الإطار إلى سرعة اتخاذ القرار من أهل البقاع ومعهم المقاومة في التصدي لهذه الجماعات التكفيرية.
وإذ أشار إلى أن خبراء استراتيجيين في كيان العدو يتحدثون أن هذا الجيش ليس مستعدا للذهاب إلى حرب جديدة، أشار أنهم منذ 2006 إلى اليوم لم يستطيعوا أن يبدلوا روح الهزيمة ويرمموا حالة الشك وانعدام الثقة وان يجدوا القيادة التاريخية التي تستطيع أن تستنهضهم، لافتا بالمقابل إننا اليوم قوتنا هنا في هذه الأجيال من الشباب الصادقين المستعدين للتضحية. وقال السيد نصر الله: درسنا في التحرير الثاني أن نعود إلى بيئتنا وقوتنا الذاتية لأننا لسنا ضعفاء والباقي يتفكك لأنه بني على باطل.
وأضاف السيد نصر الله، في بيئة المقاومة حدث ولا حرج عن الاحتضان الكبير.. 7 سنوات ونحن نقاتل ولم يصدر عن بيئتنا أي تأفف بل المزيد من الاندفاع والاستعداد لمواصلة المعركة.
ولفت في سياق الحديث عن داعش والدور الأميركي إلى انه في كل ما جرى مع داعش بالمنطقة عندما يتحدث الأميركيون عن إلحاقهم الهزيمة بداعش هم يكذبون بل كانوا يعملون لإطالة عمر داعش وفي كل مرحلة كانت تحاصر داعش كانت تأتي المروحيات الأميركية تأتي لإنقاذهم.
ولفت السيد نصر الله إلى أن المعطيات تتحدث عن تحضير لمسرحية كيماوية جديدة بهدف الاعتداء على سوريا لمنع السوريين من استكمال تحرير أرضهم.
الوضع اللبناني
في الموضوع الداخلي لفت السيد نصر الله أن القول بأن حزب الله يحكم في لبنان هو لتحميله مسؤولية المشاكل ولتشويه صورتنا وتيئيس الناس، وأضاف، نحن بتواضع اكبر حزب سياسي لكن اقل قوة سياسية تمارس نفوذا بالدولة. ولفت انه منذ انتخاب الرئيس عون يقال في أوساط داخلية وخارجية انه سينفذ سياسة حزب الله التي تملى عليه وان التيار الحر ينفذ سياسة حزب الله، وتابع: هم يكذبون ويعلمون أنهم يكذبون.
وفي تطرقه إلى تشكيل الحكومة قال السيد نصر الله، ما زلنا نراهن على الحوار الداخلي في تشكيل الحكومة لكن الوقت يضيق و يجب المسارعة لمعالجة الأمر لافتا إلى الوضع الاقتصادي وتطورات المنطقة مؤكدا انه يجب المسارعة لمعالجة الأمر ولا ينبغي طرح عقد جديدة، مؤكدا أن موضوع العلاقات مع سوريا نناقشه في الحكومة بعد أن تتشكل. وسأل هل مصلحة لبنان الوطنية عودة النازحين السوريين بكرامة أم لا؟ وهل اللجوء إلى معبر نصيب لتصدير المنتجات اللبنانية مصلحة وطنية أم لا؟
وحول مراهنة البعض على المحكمة الدولية مجددا، تحدث السيد نصر الله فقال إن بعض الأوساط في 14 آذار سواء في مقالات أو مقابلات أو مجالس تقول أن السبب الحقيقي لتأجيل تشكيل الحكومة ليست العقد المتعلقة بالأحجام بل السبب الحقيقي أن المحكمة الدولية ستصدر قرارات وبالتالي سيكون هناك وضع جديد سيبنى عليه وصدرت إشارات في نفس هذا الاتجاه، أضاف إذا كان هناك احد يراهن على ذلك فهذه المحكمة الدولية لا تعني لنا شيئا على الإطلاق وما يصدر عنها ليس له قيمة على الإطلاق لأننا لا نعترف بالمحكمة ولا نعتبرها جهة ذات صلة ونقول لمن يراهنون على ذلك لا تلعبوا بالنار.
وأعلن السيد نصر الله انه بمجرد تشكيل الحكومة وبدء التشريع في مجلس النواب سترون اقتراح قانون لتشكيل مجلس إنماء بعلبك الهرمل لافتا أن قيمة وجود مجلس إنماء لبعلبك الهرمل انه أصبح هناك إطار رسمي حكومي يمكن أن يفتح الباب أمام الكثير من الهبات والقروض، وأكد أن الإنماء في البقاع يحتاج إلى تعاون.
ولفت السيد نصر الله الى الحملة الهادفة لتشويه صورة حزب الله في بيئته بعد الفشل في مواجهته عسكريا، لافتا أن هناك محاولة لإسقاط حزب الله في بيئته وهذا الاحتضان الشعبي وإبعاد الناس عنه وجزء من الاستهداف اليوم تشويه صورة قيادات حزب الله والمسؤولين في بيئته . وأضاف: لا تسمحوا لأحد أن يأخذكم إلى أدبيات جاهلية لا تمت إلى الإسلام ورسول الله وأمير المؤمنين بصلة، لا تسمحوا لأحد أن يأخذكم إلى أي تشكيك أو وهن أو ضعف في هذه الساحة التي بوحدتها وتماسكها صنعت المعجزات خلال 30 سنة، ومسؤولية الحفاظ عليها مسؤوليتكم بالنصح والاحتضان والمؤازرة وأنتم الذين قدمتم خيرة أبنائكم شهداء.. وختم: مسؤوليتكم أيها الأهل أيها الشرفاء في هذا الإطار كبيرة جدا لنتمكن وإياكم دائما أن نواجه كل محتل وغازٍ ونصنع كل انتصار في المستقبل الآتي.
تعليقات الزوار