اعتبر قائد الثورة الإسلامية، آية الله السيد علي الخامنئي، بعض قادة أميركا بأنهم حمقى من الدرجة الأولى.

وخلال استقباله اليوم الأربعاء حشدا من أهالي مدينة قم، قال سماحته: إن بعض قادة أميركا يتظاهرون بأنهم مجانين لكنني بطبيعة الحال ارفض ذلك إلا أنهم حمقى من الدرجة الأولى.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى أن الرئيس الأميركي في حينه زار إيران قبل عام من انتصار الثورة الإسلامية وألقى خطابا مليء بالكذب في الإشادة بالشاه البائد، وقال في ذلك الخطاب بان إيران جزيرة الاستقرار أي أن أميركا مرتاحة البال من النظام العميل.

وأضاف القائد، إلا انه لم تمض سوى 10 أيام حتى انتفض أهالي مدينة قم ضد ذلك النظام العميل وجاءوا إلى الساحة للتضحية بأرواحهم ومن ثم حدثت الحركة العاصفة في تبريز وبعدها التحركات التالية التي انتهت إلى القضاء على ذلك النظام العميل.

وقال سماحته، هذه هي محطة الحسابات الأميركية؛ فالأميركيون يفتخرون بتحليلاتهم الحسابية والمستقبلية ! وهنا أيضا بعض المتغربين الذين يتباهون بقوة أميركا.

وتابع قائد الثورة الإسلامية، انه قبل فترة قال احد المسؤولين الأميركيين في حديثه أمام حفنة من الإرهابيين ومثيري الشغب بأنه يأمل بان يحتفل بعيد الميلاد للعام 2019 في طهران. وقد مر عيد الميلاد قبل أيام.

وأكد سماحته ضرورة الوقوف أمام تبجحات المسؤولين الأميركيين بشجاعة وعقلانية وأضاف، إنكم ترون كيف يتحدثون بكلام عبثي وكالمهرجين؛ إذ قال مسؤول أميركي بأنه على إيران أن تتعلم حقوق الإنسان من السعودية.

وأضاف قائد الثورة، إن هؤلاء لا قيمة لتهديدهم أو كلامهم أو توقيعهم ولا ينبغي إعارة الأهمية لهم.

واعتبر سماحته مدينة قم بأنها مدينة ومركز وأم الثورة، وأشار إلى وجود محاولات ماكرة وخبيثة للتقليل من مكانة قم في الثورة، داعيا العلماء والنخب والشباب للتصدي للأيادي الخائنة التي تحاول طمس الدور الريادي لمدينة قم في الثورة.

وأشار سماحته إلى أن الأعداء تصوروا بعد انتصار الثورة أنهم بفرضهم الحظر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيقوضونها في غضون اقل من 6 أشهر إلا أن الثورة بلغت الآن عامها الأربعين وأضاف، انه إزاء حسابات الاستكبار الخاطئة هذه هنالك حسابات دقيقة للجمهورية الإسلامية حيث صرح الإمام الراحل في حينه بأننا نسمع صوت تهشم عظام الماركسية وبعد ذلك بعام أو عامين سمع العالم كله ذلك الصوت.

واعتبر قائد الثورة، عداء الاستكبار لظاهرة الثورة الإسلامية الحضارية بأنه عداء عميق وأضاف، إن البعض ومن باب عدم الفهم أو قضايا أخرى يعتبرون عداء الاستكبار بأنه يعود لتصريحات الإمام أو المسؤول الفلاني ضد أميركا في حين أن قوى الغطرسة العالمية تواجه قوة شبابية ومتنامية وزاخرة بالنشاط والحوافز وهذه القوة المعنوية واقفة أمامهم منذ 40 عاما وتصبح يوما بعد يوم أكثر قوة واقتدارا وصلابة فيما تصبح شروخ وتصدعات الاستكبار أكثر عمقا.

واعتبر سماحته الجمهورية الإسلامية قمة الموقع الاستراتيجي في المنطقة وأضاف، إن السبب في غضب الأميركيين في بداية الثورة يعود إلى أنهم فقدوا إيران كأهم دولة في المنطقة بأرضها الزاخرة بالثروات المادية والمصادر الطبيعية.

وأضاف، إن هذا الغضب مازال مستمرا إلا أن القضية الأساس والجذرية للمواجهة بين أميركا والشعب الإيراني، هي المواجهة التاريخية والذاتية بين الحق والباطل، لان الاستكبار والاستعمار يمتصان دماء الشعوب فيما تقف الثورة الإسلامية أمام هذا الظلم الصارخ وتبذل الجهود لتوعية الشعوب.

واعتبر قائد الثورة، سماع نداء "الموت لأميركا" في العديد من الدول أمرا لا سابق له ومؤشرا لنجاح إيران وأضاف، إن الاستكبار يسعى لتضليل الشعوب بـ "التخويف من إيران" و"التخويف من الإسلام" أو "لتخويف من الشيعة" إلا أن الشعوب لا تعادي الجمهورية الإسلامية ذاتيا وهي تدعمها أينما اتضحت الحقيقة.

واعتبر بعض الأحداث التي تشهدها أوروبا وأميركا مؤشرا لتداعيات خطيرة للفجوات المعنوية في حضارة الغرب وأضاف، انه في الطرف الآخر هنالك سيادة الشعب الدينية والتحرك المستمر نحو الحضارة الإسلامية عبر الاستفادة من إمكانيات وأدوات اليوم الحديثة في العالم وهذه حقيقة مرعبة بالنسبة للمستكبرين.

واعتبر سماحته انتصار الثورة الإسلامية وتأسيس الجمهورية الإسلامية مقدمة لبلورة الحضارة الإسلامية المتناسبة مع العصر الحاضر وأضاف، انه ومن دون إرادة الباري تعالى لم تكن لتتوفر هذه التمهيدات.

ولفت قائد الثورة إلى أن العدو يركز على قضايا الشعب المعيشية، مؤكدا على المسؤولين بذل الاهتمام اللازم لحل المشاكل المعيشية للمواطنين خاصة الشرائح الضعيفة منهم.

ودعا المسؤولين للوقوف والثبات أمام تهديدات وتبجحات أميركا وأوروبا، معتبرا أن لا قيمة لتهديداتهم أو وعودهم أو حتى تواقيعهم.

ووصف آية الله الخامنئي التصريحات العبثية لبعض المسؤولين الغربيين بأنها شبيهة بكلام المهرجين وأضاف، لقد نصحوا إيران بان تتعلم حقوق الإنسان من السعوديين؛ ألا يعد هذا الكلام كلام مهرج؟ .

ودعا سماحته المسؤولين لمعرفة وتثمين واستخدام الطاقات الذاتية خاصة طاقات الشباب الذين بإمكانهم حل عقد الأجهزة.

وتابع قائد الثورة، إن الثورة والجمهورية الإسلامية تبلورت واستمرت برغبة ودعم الشعب إلا أن المستكبرين يحثون الشعب بكل وقاحة على مواجهة الدولة حيث يتوجب على الشعب الوقوف أمام هذه الحملات الإعلامية والتصدي لها وان يقوم الشباب بفطنة بتحويل الأجواء الافتراضية إلى أداة لتوجيه الصفعة للأعداء.

واعتبر آية الله الخامنئي بان الحظر أدى إلى فرض ضغوط وحدوث مشاكل للبلاد وأضاف، إن الأميركيين يقولون مسرورين بان الحظر الراهن لا سابق له إلا أن الشعب الإيراني سيلحق بهم هزيمة لا سابق لها في التاريخ إن شاء الله تعالى.

وأشار آية الله الخامنئي إلى الحظر الكامل الذي كان مفروضا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال فترة الدفاع المقدس (1980-1988) وأضاف، إن الأجانب لم يزودونا حتى بالأسلاك الشائكة إلا أن شعبنا ومسؤولينا جعلوا ذلك الحظر أرضية للاعتماد على الطاقات الداخلية وازدهار المواهب وهو المسار الذي حوّل إيران اليوم إلى قوة لا نظير لها في المنطقة.

وأكد قائد الثورة انه وبفضل الباري تعالى وفي ظل مقاومة ويقظة الشعب والمسؤولين والجهود الدؤوبة والمتواصلة سنتجاوز الحظر والمشاكل، ومثلما فرضنا الهزيمة على صدام في الحرب المفروضة فان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستكون أكثر نجاحا وحيوية يوما بعد يوم وان أعداء الشعب الإيراني في أميركا والغرب سيلقون مصير صدام.