أكد قائد الثورة الإسلامية، اليوم الأربعاء، أن على المسؤولين ومن خلال المساندة الشعبية العظيمة، أن يعملوا على التقليل من أعباء الأهالي المتضررين بالسيول.

وفي حديثه خلال استقباله كبار المسؤولين الإيرانيين وسفراء الدول الاسلامية لدى طهران، ومختلف شرائح الشعب، بمناسبة ذكرى المبعث النبوي الشريف، قال آية الله السيد علي الخامنئي، إن شعبنا العزيز تكبد خسائر بالأرواح والأموال بسبب كارثة السيول، ونأمل أن يتمكن المسؤولون ومن خلال المساندة الشعبية العظيمة، أن يقللوا من أعباء هذه الكارثة عن كاهل الشعب الإيراني، وان شاء الله يدخل السرور والفرح على قلوب الشعب ببركة هذه المناسبة العزيزة.

وأضاف سماحته: بحمد الله كانت الجهود الشعبية في هذا الأمر جيدة للغاية، وهذه ليست المرة الأولى، ففي كل الكوارث الطبيعية شارك الشعب الإيراني حقا بكل إخلاص في الساحة، واصفا روح التضامن والحالة التعبوية للشعب بأنها استثنائية وأنها تشجع الحكومة وتقدم العون لها.

وقال سماحة آية الله الخامنئي: إن الشعب شارك وأيضا المسؤولين يقومون بالترتيبات الأولية من خلال التنسيق وتوحيد كلمتهم، وبالطبع مازالت الكثير من الأعمال، فالمهام الرئيسية هي بعد ذلك. ولابد من تعويض وترميم الدمار والخراب الذي لحق بالمنازل والمزارع وسيتم ذلك.

ودعا قائد الثورة الشعب إلى مواصلة التعاون مع المسؤولين، فهذا التعاون من قبل الشعب هو حقا حلال للمشكلات.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى موضوع المبعث، واعتبر ظهور الأنبياء في مختلف المجتمعات بأنه عامل محرك نحو حركة عظيمة جهتها التوحيد والعبودية وتجنب الطاغوت، مؤكدا أن الطاغوت في الحقيقة هو التيار والخط المواجه للحركة التوحيدية، ومصداقه اليوم يتمثل في رؤساء أميركا وبعض الدول الأخرى.

وأكد أن الهدف من بعثة الأنبياء يتمثل بإنشاء المجتمع الفاضل والحضارة الجديدة، التي تشتمل على جميع متطلبات البشر بما فيها العلم والأخلاق وأسلوب الحياة وحتى الحرب.

وأشار سماحته الى بعض وجهات النظر التي ترى أن هدف الإسلام القضاء على الحرب، مضيفا: في الإسلام أيضا توجد الحرب، ولكن الموضوع الهام هو هدف هذه الحرب، لأن تيار الطاغوت يثير الحروب دوما من اجل إشاعة الفساد والتسلط وتحقيق المآرب الخبيثة، وهذه الحرب مذمومة، ولكن مواجهة الطاغوت أمر ممدوح.

ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى أن عدوان الكيان الصهيوني طيلة السنوات المديدة، هو نموذج بارز لإثارة الطاغوت للحروب، في حين أن المواجهة التي يقوم بها المجاهدون الفلسطينيون وحزب الله اللبناني وكذلك دفاع الشعب الإيراني طيلة 8 سنوات (في مواجهة الحرب المفروضة التي فرضها نظام صدام بدعم أميركي غربي ضد إيران من 1980 إلى 1988)، هي مصداق بارز للجهاد في سبيل الله.

وأكد سماحة آية الله الخامنئي أن بعثة النبي صلى الله عليه وآله، هي أكثر البعثات النبوية شمولية وخلودا، وان الثورة الإسلامية هي استمرار لتلك البعثة، مضيفا: إن السبب في العداء لنظام الجمهورية الإسلامية هي ذاته خط عداء جبهة الطاغوت لجبهة التوحيد. لذلك ليس صحيحا ما يقال إن "عليكم أن لا تختلقوا الأعداء"، لأن جبهة الطاغوت تعارض أصل الحركة التوحيدية وهويتها، فأميركا وأذيالها كآل سعود، لا يرضون بأقل من التخلي عن الحركة في مسار التوحيد.

واعتبر سماحته المواجهة والصراع بين التوحيد والطاغوت بأنه صراع لابد منه، وأكد أن الله تعالى قدر انتصار جبهة الحق، وقال: إن الشعب الإيراني إذا واصل الحركة على هذا الدرب، فمن المؤكد سيتغلب وسينتصر على الأعداء أي أميركا وأذنابها.

ونوه سماحته في ذات الوقت إلى أن نتيجة هذا النصر قابلة للتغيير، وذلك فيما إذا أصبنا بالتقصير وعدم المواكبة وانعدام الصدق والإخلاص والتخلي عن الجهاد في سبيل الله. إلا أن الشعب الإيراني أثبت انه ليس كذلك، فاليوم سيواصل شباب البلاد هذا المسار بدوافع قوية وجاهزية اكبر من شباب الأجيال السابقة، ولهذا السبب أنا أخاطب الشباب دوما.

وأردف قائد الثورة الإسلامية قائلا: إن غد إيران الإسلامية مرتبط بالشباب المؤمن والمفعم بالأمل، الذين يمكنهم إيصال البلاد إلى قمة الرقي بإرادتهم القاطعة وفكرهم المنير وإبداعاتهم المتتالية.