وصف قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي التفاوض مع الأمريكان في الظروف الحالية بسم قاتل معتبرا أن الخيار النهائي للشعب الإيراني هو المقاومة.

وخلال استقباله كبار المسؤولين الإيرانيين عصر اليوم الثلاثاء تطرق قائد الثورة الإسلامية إلى أسباب عدم التفاوض مع أميركا موضحا انه لن تقع الحرب، وان الخيار النهائي للشعب الإيراني هو المقاومة في مواجهة أميركا، وفي هذا الصراع ستضطر أميركا إلى التراجع.

وأضاف آية الله الخامنئي: إن هذا الصراع ليس عسكريا، لأنه من المفترض أن لا تقع حرب، لا نحن نسعى للحرب، ولا الاميركان لأنهم يدركون أنها ليست بمصلحتهم، وهذا الصراع هو صراع الإرادات، وإرادتنا أقوى، لأنه فضلا عن إرادتنا فإننا نتوكل على الله.

واعتبر قائد الثورة، فكرة التفاوض مع أميركا بأنها كالسم، مضيفا: طالما أن أميركا تتصرف هكذا، فإن التفاوض مع الإدارة الأمريكية الحالية هو سم قاتل، التفاوض يعني التعامل، بينما امريكا تريد ضرب نقاط قوتنا.

ولفت إلى أن الاميركان يريدون التفاوض بشأن قدرات ايران الدفاعية بهدف تقليل مدى الصواريخ كيلا تتمكن ايران من الرد عليهم اذا قاموا بالاعتداء عليها، مشددا على ان اي مواطن ايراني غيور وشجاع يرفض المساومة حول نقاط قوته، ولن يقبل ان ايران تخسر عمقها الاستراتيجي في المنطقة.

واضاف سماحته: اذن في الظروف الحالية التفاوض خاطئ أساساً حتى مع شخص محترم ،  فيما هؤلاء (الاميركان) اشخاص غير محترمين ولا يلتزمون بأي شيء، وبطبيعة الحال فان أي من العقلاء الايرانيين لا يسعى الى التفاوض.

واوضح القائد العام للقوات المسلحة: لا شك ان اميركا أضمرت العداء منذ بداية الثورة، واليوم اصبح هذا العداء بشكل واضح، في الاسبق كان هذا العداء موجودا وليس بهذا الشكل السافر، حاليا يصرحون (المسؤولون الاميركيون) بالعداء ويوجهون التهديدات، وينبغي للمرء أن يعرف أن الشخص الذي يهدد بصوت عال لا يملك قوة كافية.

واضاف قائد الثورة: هؤلاء (المسؤولون الاميركيون) يولون اهمية لمصالح الكيان الصهيوني اكثر من اي دولة اخرى، وزمام العديد من الامور بيد المجتمع الصهيوني.

واضاف سماحته : ان الاميركيين بحاجة الى الضجيج، ويدعون ان ايران غيرت سلوكها بسبب الضغوط التي مارستها امريكا، نعم هذا صحيح، والتغيير هو ان كراهية الشعب الايراني لاميركا زادت 10 اضعاف، واصبح تحقيق مصالحهم في الجمهورية الاسلامية مستبعداً، وشبابنا اصبحوا اكثر استعدادا للحفاظ على مصالح البلاد، وأصبحت قواتنا العسكرية والأمنية في حالة تأهب أكثر.

ولفت قائد الثورة الاسلامية الى ان ترامب اخذ يتخبص في ادعاءاته حول ايران، وقال: انظرو الى أي مدى حسابات العدو خاطئة، فرئيسهم (ترامب) يدعي انه كل يوم جمعة في طهران هناك مسيرات ضد النظام، اولا انه ليس يوم الجمعة بل هو يوم السبت، وثانيا ليست طهران وانما باريس.

واشار آية الله الخامنئي الى ان اميركا تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية عديدة، وان المسؤولين الامريكيين يختلفون فيما بينهم وهذا مؤشر على الارتباك داخل الحكومة الاميركية.

واردف سماحته يقول: ان سياسات المسؤولين الاميركيين اضرت بهم من الناحيتين السياسية والامنية، كما ان سياساتهم تجاه الدول الاوروبية والآسيوية انتهت بضرر اميركا، وفي سياسة المواجهة مع الجمهورية الاسلامية فانه ستهزم بالتأكيد ايضا وتنتهي لصالح ايران، وآلان يحذر المراقبون الأميركيون في الصحف من أن هذا الضغط سيؤدي الى ايجاد قفزة اقتصادية في ايران.

واعتبر ان القوى المتغطرسة تسعى الى تحقيق مصالحها عبر اثارة الضجيج، مؤكدا ان الجمهورية الاسلامية لا تهاب قوة اميركا ولا من ثروات مشيخات الخليج الفارسي، لانهم لن يتمكنوا من ارتكاب أي حماقة، فقد أنفقوا مليارات الدولارات ضد ايران ولم يحققوا أي شيء./انتهى/