أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، بان أنظار العالم تتطلع إلى مسيرة أربعينية ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، التي لا مثيل لها في التاريخ، واصفا تعامل أصحاب المواكب مع الزوار بأنه منقطع النظير في العالم.

وخلال استقباله حشدا من أصحاب المواكب العراقية في حسينية "الإمام الخميني (ره)" بطهران اليوم الأربعاء قال سماحة القائد، إنني والشعب الإيراني نشكركم من صميم القلب، أنتم أصحاب المواكب الذين أوصلتم الكرامة والمودة إلى ذراها وكذلك من الشعب العراقي العظيم والمسؤولين العراقيين الذين وفروا الأمن والأرضية اللازمة خاصة العلماء الإعلام ومراجع الدين الكبار في العراق الذين وفروا أجواء الزيارة والأخوة بين الشعبين.

وأضاف، إن ما يُنقل لنا من تعاملكم الكريم أيها الإخوة الأعزاء في المواكب في الطرق بين المدن مع زوار العزاء الحسيني لا نظير له في العالم مثلما لا نظير لزيارة الأربعين في التاريخ.

واعتبر حب الإمام الحسين (ع) أمرا استثنائيا ولا مثيل له، مخاطبا الحضور قائلا، لقد جسدتم في سلوككم الكرامة الإسلامية والعربية وبحب الحسين (ع) تولون للزوار غاية العناية والاهتمام للتخفيف عنهم عناء السفر الشديد.

واعتبر آية الله الخامنئي مسيرة الأربعين حدثا منقطع النظير، ليس فقط في عهدنا هذا بل لا نجد في التاريخ نظيرا لها وتقام كل عام أكثر حرارة مما سبقه، ولها دورها في توسيع نطاق المعرفة بالإمام الحسين (ع) وأشار إلى أن أنظار العالم تتطلع إلى هذا الحدث العظيم وأضاف، أن هذا التجمع العظيم الذي يجري في العراق كل عام لمناسبة مسيرة الأربعين خاصة في الطريق من النجف إلى كربلاء قد اخذ الآن أبعادا دولية وأصبح الإمام الحسين (ع) والمعرفة الحسينية عالمية الطابع.

وأضاف، إن عالم اليوم الذي يعاني من الظلم والفساد والانحطاط بحاجة ملحة إلى معرفة التحرر الحسيني ولو تم التعريف بالإمام الحسين (ع) بصورة صحيحة يكون قد تم التعريف بالإسلام والقرآن في الواقع.

وأكد بان منطق ورسالة الإمام الحسين (ع) يتمثلان بإنقاذ للعالم من هيمنة جبهة الكفر والاستكبار وأضاف، إن منطق الإمام الحسين (ع) هو منطق الدفاع عن الحق والصمود أمام الظلم والطغيان والضلال والاستكبار وان شباب العالم والشعوب الحرة اليوم متعطشة وبحاجة إلى هذا المنطق وان مسيرة الأربعين العظيمة يمكنها التعريف بالمعرفة والمنطق الحسيني للعالم.

وأكد آية الله الخامنئي بان مسيرة الأربعين تصبح علمية الطابع أكثر فأكثر يوما بعد آخر وتمثل تجسيدا لغليان دماء الإمام الحسين (ع) وتبلورا لرسالة عاشوراء بعد 1400 عام وأضاف، إن الإمام الحسين (ع) ليس مختصا بالشيعة فقط بل هو متعلق بجميع المذاهب الإسلامية سواء الشيعة أو السنة وهو متعلق بالإنسانية كلها ولهذا السبب نشاهد مشاركة غير المسلمين أيضا في مسيرة الأربعين.

وأضاف قائد الثورة، انه وفي الوقت الذي يستخدم فيه أعداء الإسلام كل الأدوات والوسائل والإمكانيات المالية والمادية لمواجهة الأمة الإسلامية، فقد جعل الباري تعالى فجأة مسيرة الأربعين بهذه العظمة والروعة وجعلها في الواقع آية عظمى ومؤشرا كبيرا للانتصار النهائي لجبهة النهضة الحسينية ضد جبهة الكفر والاستكبار.

وأكد قائد الثورة الإسلامية ضرورة الإثراء المعنوي والثقافي لمسيرة الأربعين ودعا أصحاب الفكر والثقافة للتخطيط لهذه النهضة العظيمة وأضاف، إن مسيرة الأربعين يمكنها توفير الأرضية لتحقيق الهدف النهائي للأمة الإسلامية أي "تأسيس الحضارة الإسلامية الحديثة والعظيمة" وبناء عليه لابد من ترسيخ الأواصر في هذه المسيرة بين المسلمين من السنة والشيعة والشعوب والقوميات المختلفة.

وأكد آية الله الخامنئي بأنه لو تضافرت الطاقات الهائلة للشعوب الإسلامية في غرب آسيا وشمال إفريقيا مع بعضها بعضا وتجسدت على ارض الواقع فحينها سيبرز المعنى الحقيقي للعزة الإلهية والحضارة الإسلامية العظيمة للعالم.

وأشار إلى صحوة الشعوب الإسلامية ووصف الشعب العراقي العظيم بأنه يحظى بالعزة والثقافة والعزم والإرادة العالية وأضاف، إن الشباب العراقي قد اظهر قدراته خلال قضايا الأعوام الأخيرة وتمكن في ظل فتوى المرجعية المعظمة في العراق من إجهاض مؤامرة داعش والتكفيريين الكبرى وهم يحرسون بلادهم في مواجهة المؤامرة العالمية المتمثلة بإثارة الحرب الأهلية.

ووصف قائد الثورة الإسلامية الشعبين الإيراني والعراقي بأنهما شعبان متلاحمان ومتآصران قلبا ووجودا وأضاف، إن الأعداء حاولوا كثيرا إثارة التفرقة بين الشعبين لكنهم وبعناية الباري تعالى لم يفلحوا في مسعاهم وسوف لن يفلحوا مستقبلا أيضا لان العنصر الأساس الرابط بين الشعبين هو الإيمان بالله تعالى ومحبة أهل البيت عليهم السلام وعشق الإمام الحسين (ع).

وأشار آية الله الخامنئي إلى 40 عاما من التآمر والتهديد والحظر من قبل أميركا وأتباعها وعملائها ضد الشعب الإيراني وأضاف، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومع كل هذه المؤامرات ورغم انف الأعداء قد تحولت من غرس رفيع الى دوحة عظيمة تتوسع ثمارها يوما بعد يوم.

وأكد سماحته في الإشارة إلى إطلاق الحضور شعارات "الموت لأميركا" و"الموت للكيان الصهيوني"، انه وبفضل الباري تعالى ستتحقق هذه الشعارات في المستقبل غير البعيد وستنتصر الأمة الإسلامية على أعدائها.

وقبل كلمة سماحة قائد الثورة الإسلامية تحدث سادن الروضة الرضوية المقدسة حجة الإسلام مروي عن مسيرة الأربعين، واعتبر أصحاب المواكب الحسينية بأنهم حاملو مشاعل أعظم تجمع بشري وأضاف، إن مراسم أربعين الإمام الحسين (ع) العظيمة ترسم الحدود بين الإسلام المحمدي الأصيل والإسلام الأموي والأميركي المزيف.

وأشار إلى ملتقى أصحاب المواكب العراقية الذي عقد في مدينة مشهد وقال، لقد شارك في هذا الملتقى فضلا عن أصحاب المواكب العراقية والناشطين الثقافيين العراقيين، أصحاب المواكب من أهل السنة والمسيحيين والصوفيين والكرد.

وفي اللقاء مع قائد الثورة، ألقى عدد من الصحاب المواكب العراقية والخطباء والشعراء والمنشدين الحسينيين كلمات وقصائد ومراث حسينية بالمناسبة.