قال الإمام الخميني (ره) في حق شهيد المحراب (الابن الشجاع للإسلام)

 

آية الله السيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق

نشأ في بيت علمائي يشار إليه بالبنان لتاريخه العلمي والنضالي بقيادة السيد محسن زعيم الحوزة العلمية في النجف الاشرف  والشريك الفعال في ثورة العشرين .

وللسيد محمد باقر الحكيم ثلاثة عشرة أخا وأختا  تسعة منهم ذكور وأربعة إناث وبشهادته الأليمة لم يبقى من هذه العائلة الكريمة سوى المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم. 

أطل السيد محمد باقر على هذه الفانية في الخامس والعشرين من جمادي الأولى عام 1358 هـ 1939م في مدينة جده الإمام علي عليه السلام والتي استوطنها اجداده في اوائل القرن الثاني الهجري وبعد عشرة قرون هاجر والد السيد محسن الحكيم الى احدى قرى جبل عامل (بنت جبيل )  بطلب من أهلها وتزوج السيد محسن الحكيم هناك من بنت الوجيه الحاج حسن بزي وانجبت له السيد محمد باقر الحكيم والسيد عبد العزيز الحكيم، واخوالهم من وجهاء جبل عامل .

 

  دراسته ...واجتهاده :

 

  في النجف الاشرف والتي اسس حوزتها الشيخ الطوسي قبل الف عام بدأ شهيد المحراب دراسته في سن مبكرة حيث كان عمره اثنى عشرة عاما وتتلمذ على يد اعلام الفقه والفكر الاثنى عشري فبعد انتهائه من دراسة المقدمات بدء المرحلة الاخرى من دراسته لدى ابن شقيقته السيد محمد سعيد الحكيم (يذكر ان السيد محمد سعيد الحكيم تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة قبل اغتيال السيد الحكيم بايام) وشقيقه الاكبر اية الله السيد يوسف الحكيم  والسيد ابو القاسم الخوئي والشهيد الصدر رضوان الله عليهم اجمعين , ونال درجة الاجتهاد من اية الله العظمى الشيخ مرتضى ال ياسين .

 

  الحكيم ... محمد باقر...الصدر

 

 التقى السيد محمد باقر الحكيم مع السيد محمد باقر الصدر فتشابهت الاسماء والرؤى والافكار والاهداف وكأن جسديهما تسكنهما روحا واحدة , وعمل التلميذ مع الاستاذ الى ان اغتالته ايدي الغدر والنفاق فعندها ادرك التلميذ انه هو المستهدف الثاني فخرج من العراق ولم يخرج من همه ...

 

  في الخارج كما في الداخل ...

 

  عند خروجه من العراق حمل السيد معه هم العراق في الاسلام وهم الاسلام في العراق ولم تفتر عزيمته بل كان في الخارج كما في الداخل وكان الاب الحنون لعراقيي الخارج وجمعهم تحت خيمة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي انشأ له جناح عسكري واسماه  فيلق بدر وحرص السيد على التواجد الميداني في هذا الفيلق وكانت له عدة مشاركات في العمليات العسكرية .

اما على الصعيد السياسي فقد اكتسب السيد الحكيم احترام من قبل الدول وزعمائها ومن قبل المعارضة العراقية بجميع فئاتها العرقية والسياسية حتى اصبح صمام امان للعراق بعد تحريره ولمعارضته قبل التحرير ,ولم ينسي العراق السيد قضاياه الاسلامية بل اعطاها حقها وتبنى قضايا الوحدة الاسلامية مما ادى الى انتخابه لرئاسة المجلس الاعلى للتقريب بين المذاهب الاسلامية  ورئاسة الهيئة العامة لمجمع اهل البيت .

 

  كلاكيت: مشهد كربلائي آخر 

 

لا اعلم ان كانت هي سنة الهية ان تروى الاماكن المقدسة بالدماء الزكية فمنذ عهد الرسالة المحمدية هكذا هي السيرة ... الامام علي (ع) ,الامام الحسين(ع) وفي العصر الحديث علمائنا المجاهدين وعلى راسهم الشهيد الصدر وال الحكيم بما فيهم الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم الذي استشهد في المكان المقدس والزمان المقدس وبعد تأدية الواجب المقدس وبذلك صور لنا مشهد كربلائيا آخر .

لم تكن محاولة الاغتيال الذي نالت من السيد الحكيم هي الاولى  فقد تعرض لغيرها تسع مرات  اثنان منها بالعراق والباقي خارجه وكلهم فشلوا وفي المرة العاشرة نجح اعداء الاسلام في اغتيال السيد ليكون الشهيد الثالث والاربعون من ال الحكيم الذين سفكت دمائهم معاقبة لهم على مواقفهم الرسالية .

 

  سقوط من نوع اخر........ ومشروع شهادة

 

 سقط دم الحكيم على الارض ليروي النهج الرسالي نهج محمد وال محمد صلوات الله عليهم اجمعين والذي ارتضاه لنفسه مع علمه انه طريق ذات الشوكة ومن يلاحظ السيد كيف اختلف عن بقية العلماء ودخل العراق ولم يعر لحسابات الامن والفوضى أي اهتمام يعلم ان الرجل كان يحمل مشروع شهاده معه ليصل بذلك  الى اقصى ماكان يتمناه .

 

  معادلة الاغتيال ....

 

  كما ان لكل شيء معادلة وحساب فأن للاغتيال معادلة وحساب فان كنا نريد ان نكتشف قتلة السيد الحكيم ومن ورائهم يجب علينا اولا معرفة من المستفيد من اغتياله ولايظهر على الساحة من مستفيد غير امريكا واسرائيل لان السيد كان يقف سدا منيعا في وجه اطماعهم  بالعراق كما انهم كانوا يعلمون علم اليقين ان امور العراق وشؤون حكمه سوف تؤول الى هذا الفذ العظيم وأين كان المغتال قاعدة, اوبعث , اومخابرات الاستكبار فكلهم وجوه لعملة واحدة .

 

  الاغتيال من المقصود ؟

 

 هل هو اغتيال السيد الحكيم بذاته ام اغتيال النجف الاشرف بحوزته والعراق والاسلام الذين حمل باسمهم السيد الحكيم مشروعا حضاريا لعراق يضم كل الاعراق والطوائف والاحزاب السياسية حيث كان يريد عراقا يتخذ من الشريعة الاسلامية فقها لحياته وثقافته .