يتذكر الشعب الإيراني المسلم العظيم وكل الشعوب المحبة للسلام الرافضة للذل والتبعية للغرب أو للشرق، يتذكرون في ذكرى رحيل مفجر الثورة الإسلامية في إيران، يتذكرون قائدا مسلما عظيما ترك بصماته بوضوح على مسار التاريخ الحديث للأمة الإيرانية العظيمة ولكل شعوب المنطقة والعالم..

فبفضل حكمة وثبات وإيمان هذا القائد فقد انتصرت ثورة إسلامية - محمدية النهج والأسلوب والمقصد - في هذا البلد، وكانت تحمل كل معاني الثورة والتغيير الجذري حيث انتشلت الأمة الإيرانية من براثين التبعية والتخلف إلى قمم التقدم والعزة والمجد والبناء الذاتي.

ولقد عزز هذا الرجل العظيم لدى شعبه مشاعر الثقة في الله أولا وفي الذات وفي مقدرات الأمة الاقتصادية والمالية والثقافية والحضارية والمعنوية، فمنذ إبلاجها كثورة خرجت من رحم المعاناة، وقفت لها الولايات المتحدة الأمريكية بالمرصاد، وحاولت تعطيل مسارها وتحريفها عن أهدافها الإنسانية الجليلة، ولم تدخر أي جهد يخجل منه الشيطان إلا قامت به ضد إيران الدولة والثورة والقيادات، لكن بفضل الصمود والإيمان ونظرا للمواصفات القيادية الفذة لقائد كبير وعظيم بحجم آية الله العظمى روح الله الموسوي الإمام الخميني رحمه الله، فقد حولت إيران الحروب ضدها إلى وقود لبناء ذات الوطنية.

فأنشأت المصانع وبنت الطرق والمنشآت التي تعزز اقتدار الشعب الايراني وتعزز من استقلاله وكرامته في شتى المجالات، ووقفت الى جانب المظلومين والمقهورين في فلسطين ولبنان وسوريا وكل مكان وكانت لهم خير معين وافضل ظهير، وكانت بذلك تقدم للشعوب المستضعفة النموذج الاحسن للثقة في الذات وفي القدرة على الصمود والتصدي لكل اشكال التآمر مهما كان مستواها، وهاهي الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم تسير بثقة وبايمان تحت قيادة الامام علي الخامنئي على نهج الامام الخميني رحمه الله بنفس الثبات والايمان وتقود الجبهات ضد الغطرسة الامريكية والصهيونية واعداء الانسانية من الشرق الاوسط وحتى امريكا اللاتنية.

رحم الله الامام الخميني العظيم والمجد للجمهورية الاسلامية الايرانية ولشعبها العظيم وهو الذي اذهل العالم لحكمته ووعيه وقدراته الجبارة في احباط عقوبات أمريكا الظالمة والجائرة واللانسانية.

 

 

محفوظ الجيلاني / كاتب موريتاني

 

المصدر: العالم