عرض لنتائج وآثار النهضة الحسينية المباركة كما رآها الإمام الخميني وبثها في كلماته إلى الناس.

 

ونقرأ من النتائج في كلمات الإمام ما يلي:

 

1ـ صون الإسلام بالنهضة الحسينية:

"إن الذي صان الإسلام وأبقاه حياً حتى وصل إلينا نحن المجتمعين هنا هو الإمام الحسين عليه السلام"1.

 

"ولولا نهضة الحسين عليه السلام تلك لتمكن يزيد وأتباعه من عرض الإسلام مقلوباً للناس"2.

 

"لولا تضحيات حراس الإسلام العظماء واستشهاد أنصار أبي عبد الله عليه السلام البطولي لشوهت صورة الإسلام..."3.

 

"إن سيد الشهداء عليه السلام قد أنقذ الإسلام ووفر له الوفاء والحماية على مدى الزمن"4.

 

2ـ إحياء الإسلام بمحرم:

هو أمر طالماً عبر عنه الإمام قدس سره حتى جعل محرم شهر إحياء الإسلام وجعله أثراً مهماً من آثار النهضة الحسينية فهو يقول قدس سره: "... فسيد الشهداء عليه السلام قتل وأولئك الشبان والأنصار في سبيل الإسلام، فضحّوا بأرواحهم وأحيوا الإسلام"5.

 

"إن شهادة سيد الشهداء عليه السلام أحيت الدين، لقد استشهد هو وأحياء الإسلام ودفن النظام الطاغوتي لمعاوية وابنه يزيد فشهادة سيد الشهداء عليه السلام لم تكن شيئاً مضراً بالإسلام، وإنما كانت لمصلحة الإسلام، فهي التي أحيته"6.

 

وعن إحياء الدين يقول قدس سره: "لقد ورد في الرواية أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: "حسين مني وأنا من حسين ومعنى ذلك أن الحسين عليه السلام سيكون امتداداً لي ويحيا الدين الذي أرسلنا به على يديه كل هذه من بركات شهادته"7.

 

"لقد ضحى الإمام الحسين عليه السلام بنفسه وبجميع أبنائه وأقربائه فقوى الإسلام بشهادته".

 

ويقول قدس سره: "... ليكن إرادة الله تبارك وتعالى شاءت وما تزال أن يخلد الإسلام المنقذ للشعوب والقرآن الهادي لها وأن تحييه دماء شهداء من أمثال أبناء الوحي وتصونه من أذى الدهر، منذ بعث الحسين بن علي عليه السلام عصارة النبوة وتذكار الولاية وتستنهضه كي يضحي بنفسه وبأرواح أعزته فداء لعقيدته ومن اجل أمة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم العظيمة كي تبقى دماؤه الطاهرة تغلي على امتداد التاريخ وتجري دفاقة لتروي شجرة دين الله وتصون الوحي وتحفظ معالم الدين. لقد أثمرت شهادة سيد المظلومين وأتباع القرآن في عاشوراء خلود الإسلام وكتبت الحياة الأبدية للقرآن الكريم"8.

 

3ـ منع الارتداد إلى الجاهلية:

يقول قدس سره: "لو لا سيد الشهداء عليه السلام لاستطاع هؤلاء تقوية وتدعيم نظامهم الطاغوتي ولاعادوا الوضع إلى ما كان عليه في الجاهلية لو لا هذه الثورة المباركة لكنا أنا وأنتم الآن مسلحين من النوع الطاغوتي لا على النهج الحسيني... لقد أنقذ الإمام الحسين عليه السلام الإسلام"9.

 

ويقول قدس سره: "... ولو لا عاشوراء لسيطر المنطق الجاهلي لأمثال أبي سفيان... الخ"10.

 

4ـ بث روح التضحية وعدم الخوف:

يقول قدس سره: "لقد أفهمنا سيد الشهداء عليه السلام وأهل بيته وأصحابه أن على النساء والرجال ألا يخافوا في مواجهة حكومة الجور، فقد وقفت زينب عليها السلام في مقابل يزيد ـ وفي مجلسه ـ وصرخت بوجهه وأهانته وأشبعته تحقيراً لم يتعرض له جميع بني أمية في حياتهم؛ كما أنها عليها السلام والسجاد عليه السلام تحدثا وخطبا في الناس أثناء الطريق وفي الكوفة والشام، فقد ارتقى الإمام السجاد عليه السلام المنبر وأوضح حقيقية القضية وأكد أن الأمر ليس قياماً لأتباع الباطل بوجه الحق، وأشار إلى أن الأعداء قد شوهوا سمعتهم وحاولوا أن يتهموا الحسين عليه السلام بالخروج على الحكومة القائمة وعلى خليفة رسول الله!! لقد أعلن الإمام السجاد الحقيقة بصراحة على رؤوس الأشهاد وهكذا فعلت زينب عليها السلام أيضاً"11.

 

ويقول قدس سره: "لقد علّم عليه السلام الناس أن لا يخشو قلة العدد..."12.

 

5ـ حفظ القرآن وجهود النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

يقول قدس سره: "لو لم تكن عاشوراء ولو لا تضحيات آل الرسول لتمكن طواغيت ذلك العصر من تضييع آثار بعثة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وجهوده الشاقة ولولا عاشوراء لسيطر المنطق الجاهلي لأمثال أبي سفيان الذين أرادوا القضاء على الوصي والكتاب فقد هدف يزيد ـ حثالة عصر الوثنية والجاهلية المظلم ـ إلى استئصال جذور الحكومة الإلهية ظناً منه أنه يستطيع بواسطة تعريض أبناء الوصي للقتل والشهادة أن يضرب أساس الإسلام، فقد كان يعلن صراحة: "لا خبر جاء ولا وحي نزل" ولا ندري لو لم تكن عاشوراء ما الذي كان حصل للقرآن الكريم والإسلام، لكن إرادة الله تبارك وتعالى شاءت ـ وما تزال ـ أن يخلد الإسلام المنقذ للشعوب والقرآن الهادي لها..."13.

 

ويقول قدس سره: "لقد أثمرت شهادة سيد المظلومين وأتباع القرآن في عاشوراء خلود الإسلام وكتبت الحياة الأبدية للقرآن الكريم"14.

 

"ولو لا تضحيات حراس الإسلام العظام واستشهاد أنصار أبي عبد الله عليه السلام البطولي لشوهت صورة الإسلام على يد بني أمية من جراء تعسفهم وبطشهم ولذهبت جهود النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه المضحين أدراج الرياح"15.

 

6ـ بيان التكليف وأساليب المواجهة:

وذلك لأن هناك شبهات منعت الناس من معرفة تكليفهم بوجه يزيد.

 

يقول قدس سره: "لقد علّم سيد الشهداء عليه السلام الجميع ماذا ينبغي عليهم عمله في مقابل الظلم والحكومات الجائرة..."16.

 

"... لقد حدد سيد الشهداء عليه السلام وأنصاره وأهل بيته تكليفنا وهو التضحية في الميدان والتبليغ في خارجه"17.

 

"... فسيد الشهداء عليه السلام قد حدد تكليفنا فلا تخشوا قلة العدد ولا من الاستشهاد في ميدان الحرب، فكلما عظم هدف الإنسان وسمت غايته كان عليه أن يتحمّل المشاق أكثر بنفس النية..."18.

 

يقول قدس سره: "ولما كان من غير المناسب مس السلطان، فلماذا ثار ضد سلطان عصره؟ ألم يكن سلطان عصره ينطق بالشهادتين ويقول إني خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقد ثار الحسين عليه السلام بوجهه لأنه كان شخصاً سيئاً، يريد أن يستغل الشعب ويأتي على ثرواته وينهب خيراته، ويستولي عليها هو وجلاوزته"19.

 

7ـ انتصار الدم على السيف:

بنظر الإمام الخميني قدس سره إن الإمام الحسين انتصر وعن ذلك يقول قدس سره: "... فسيد الشهداء عليه السلام قتل أيضاً ولكن هل هزم؟ كلا فلواؤه اليوم مرفوف خفاق في حين لم يبق ليزيد أثر يذكر"20.

 

"... إن الشهادة المأساوية والأسر الذي تعرض له آل الله عرضت عروش اليزيديين وسلطتهم التي أرادت محو أساس الوصي باسم الإسلام إلى الفناء وأزاحت السفيانيين عن مسرح التاريخ إلى الأبد"21.

 

"إن ما أوصل سيد الشهداء عليه السلام إلى ذلك المصير هو الدين والعقيدة وقد ضحى عليه السلام بكل شيء من أجل العقيدة والإيمان وكانت النتيجة أن قتل وهزم عدوه بدمه"22.

 

ويقول: "لقد فجر سيد الشهداء عليه السلام نهضة عاشوراء العظيمة فأنقذ من خلال تضحيته العظيمة بدمه ودماء أعزته ـ الإسلام والعدالة وقوض أركان حكم بني أمية"23.

 

بماذا انتصر الإمام الحسين عليه السلام يجيب الإمام قدس سره: "صحيح أن سيد الشهداء لكنه لم يهزم ولم يندحر، بل إنه الحق الهزيمة النكراء ببني أمية بحيث أنه سلبهم القدرة على فعل أي شيء حتى النهاية.

 

لقد انتصر الدم على السيف، ترون آثاره باقية حتى اليوم حيث ظل النصر حليفاً لسيد الشهداء، عليه السلام بينما الهزيمة ليزيد وأتباعه"24.

 

وعلى وفق نظرية الإمام فإن القتل ليس هزيمة طالما أن الأهداف تحققت في أغلبها والحسين الرمز انتصر وهزم يزيد الشخص والرمز وعلامة انتصار الحسين عليه السلام تظهر في عبارة الإمام قدس سره "لقد تعرض الإمام الحسين عليه السلام للهزيمة عسكرياً إلا أن النصر النهائي كان من نصيبه فخطه ونهجه لم يهزما بمقتله بل إن عدوه هو الذي ذاق الهزيمة وكان نصيبه الفناء... فنهض سيد الشهداء وأفشل مساعيه ودفن يزيد وأتباعه وظلت لعائن الناس تلاحقهم إلى الأبد كما أنصبت عليهم اللعنة الإلهية أيضاً"25.

 

8ـ انتصار النهج:

"فسيد الشهداء قتل لكن نهجه ومدرسته ظلت خالدة..."26.

 

وعن السلاح الذي انتصر فيه الحسين عليه السلام يقول قدس سره: "يعد شهر محرم ـ بالنسبة لمدرسة التشيع ـ الشهر الذي نحقق فيه النصر اعتماداً على التضحية والدماء"27.

 

* سلسلة الفكر والنهج الخميني. عاشوراء في فكر الإمام الخميني. نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية. ص: 31-40. ط 3، آذار 2007م - 1428 هـ.

 

1- نهضة عاشوراء ص7.

2- نهضة عاشوراء ص22.

3- نهضة عاشوراء ص59.

4- نهضة عاشوراء ص62.

5- نهضة عاشوراء ص60و61.

6- نهضة عاشوراء ص61 و62.

7- نهضة عاشوراء ص63.

8- نهضة عاشوراء ص64.

9- نهضة عاشوراء ص56 و57.

10- نهضة عاشوراء ص62.

11- نهضة عاشوراء ص56.

12- نهضة عاشوراء ص24.

13- نهضة عاشوراء ص22.

14- نهضة عاشوراء ص56 و57.

15- نهضة عاشوراء ص57.

16- نهضة عاشوراء ص59.

17- نهضة عاشوراء ص21.

18- نهضة عاشوراء ص23.

19- نهضة عاشوراء ص24.

20- نهضة عاشوراء ص40.

21- نهضة عاشوراء ص65.

22- نهضة عاشوراء ص57.

23- نهضة عاشوراء ص49.

24- نهضة عاشوراء ص58.

25- نهضة عاشوراء ص64.

26- نهضة عاشوراء ص62.

27- نهضة عاشوراء ص59.