صرح قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بأن الولايات المتحدة اليوم هي أشبه شيء بفرعون مصر حيث لم يتوقف اضطهادها على نفسها بل يمتدّ كذلك إلى دول أخرى تشعل فتيل الحروب وتنشئ القواعد وهكذا دواليك.

بدأت كلمة سماحة القائد صباح اليوم الثلاثاء عند الساعة العاشرة والنصف بالتوقيت المحلي عبر الفيديو كنفرانس بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وميلاد الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع).

 

*ذكرى المولد النبوي الشريف عيد عظيم

وفي مستهل كلمة سماحته أكد أن "ذكرى المولد النبوي الشريف عيد عظيم، وقد وفر العيد المجيد هذا الأساس للوحي النبوي الذي يعد أعظم حدث تاريخي للبشرية، ونأمل أن يكون هذا العيد من بواعث البركات على أبناء الشعب الإيراني الكريم والشعوب الإسلامية والأمة الإسلامية، ويكون نعمة عظيمة على المجتمع البشري".

وذكر قائد الثورة الإسلامية أنه "اليوم هناك ثلاث مناسبات معًا؛ ولادة الرسول الكريم وحفيده العزيز الإمام الصادق (ع) ومناسبة أسبوع الوحدة".

ولفت سماحته أن "آيات مختلفة في القرآن تتحدث عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم. يعاني الجنس البشري اليوم أكثر من أي وقت مضى في التاريخ، وهناك عدم مساواة وحرب ومادية متطرفة. هناك استخدام للعلم والتكنولوجيا لقمع الأمم، على الرغم من وجود هذه الدول عبر التاريخ، ولكن اليوم تستخدم أدوات العلم والتكنولوجيا لممارسة القوة الاستبدادية".

 

*أياد خفية ومؤسسات تقف خلف الرسوم المسيئة للنبي الأكرم (ص)

 

وشدد القائد أن الاستکبار والصهيونية یعادیان الاسلام بكل قوة، وآخر استعراض لهذه المعاداة حدث في باريس، فإن هذا العرض القبيح في باريس مهم ودقيق جدا. رسام كاريكاتير أساء إلى نبي الإسلام (ص) بلغة الكاريكاتير، وهذا لا يعني انحراف وفساد فنان فحسب، بل هناك أياد وراء هذه الأمر، وما یؤكده هو أن رئيسا وحكومة يقفان دفاعا عن هذا العمل وفي نفس الوقت تدعمه بعض الحكومات، الأمر ليس مجرد انحطاط الفن الفرنسي، إنه قضية دعم مسؤول سياسي وحكومة عنه ويعلن مسؤول سياسي في نفس الوقت دعمه له.

وعدّ قائد الثورة الاسلامية ان مراكز الاستكبار والصهيونية التي تهيمن على العالم اليوم تعد ائمة الكفر كما ورد في القران الكريم واضاف : هناك أياد خفية ومؤسسات تقف خلف الرسوم المسيئة للنبي الأكرم (ص).

ونوه سماحته الى غضب الامة الاسلامية من نشر الرسوم المسيئة للرسول الاكرم (ص) وقال: الإساءة للنبي (ص) هي مصداق الجاهلية الحديثة.

واستطرد قائد الثورة بالقول ان الحكومة الفرنسية تربط هذا الموضوع بحقوق الإنسان والحريات. أي نوع من الحكومات الحكومة الفرنسية الحالية؟ ما هي هذه السياسة؟ هذه هي السياسة التي قامت بإيواء أكثر الإرهابيين عنفاً ووحشية في العالم. الإرهابيون الذين اغتالوا الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس السلطة القضائية في بلادنا، كما اغتالوا 17 ألف شخص عادي حسب الإحصائيات المتوفرة.

وأردف آية الله الخامنئي قائلا: انا أعتقد أن هذين وجهان لعملة واحدة". أي إن الدفاع عن الوحشية الثقافية و الدفاع عن المنافقين والدفاع عن صدام ومساعدته. هذان وجهان لعملة واحدة ، وقد تكرر هذا الأمر من قبل أوروبا والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.

 

*الولايات المتحدة هي أشبه شيء بفرعون مصر

 

واشار سماحته الى ان الحكومة التي أوجدت "داعش" هي اول من اعترفت بذلك فضلا عن أن الإدارة التي خلفتها أيضا أقرت بذلك واضاف: شباب العراق حالوا دون نفوذ أميركا في بلادهم، لان انعدام الاستقرار هو من نتاج تواجد القوات الأميركية اينما كانوا.

ونوه اية الله الخامنئي الى ان الأميركيين هم من قاموا باصدار القرارات المعادية للجمهورية الإسلامية الايرانية بعيد تشكيلها وحرضوا ودعموا الإرهابيين ضدنا مشددا بالقول: سياسة الجمهورية الإسلامية واضحة ولن تتغير بتغيير القادة في أميركا.

واعتبر ان العداء الأميركي لإيران يعود سببه إلى عدم رضوخ الايرانيين للسياسات الأميركية بالمنطقة لا سيما تجاه فلسطين وقال: سياسة طهران تجاه واشنطن لن تتغير بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الأمريكية.

وتطرق قائد الثورة الاسلامية إلى أن "في زمانه فعل فرعون ما يشاء في مصر، لكن اليوم الولايات المتحدة التي هي أشبه شيء بفرعون مصر حيث لم يتوقف اضطهادها على نفسها بل يمتدّ كذلك إلى دول أخرى تشعل فتيل الحروب وتنشئ القواعد. ما يفعلونه (الأميركان) اليوم يختلف عما كان يفعله الطواغيت في الماضي".

 

*يجب تحرير جميع أراضي أذربيجان والحفاظ على أمن الأرمن

 

كما أشار آية الله الخامنئي وفي جانب آخر من خطابه إلى الاشتباكات في منطقة القره باغ وقال: الحرب بين جارينا حادث مرير. يجب أن تنتهي هذه الاشتباكات في أقرب وقت ممكن. يجب تحرير جميع أراضي أذربيجان والحفاظ على أمن الأرمن.

ختاما شدد سماحة قائد الثورة الاسلامية على  ضرورة عدم انتهاك الحدود الدولية وعدم اقتراب الإرهابيين من حدودنا و إذا تم ذلك، فسنتخذ خطوات.