طهران تكرم شهداء مجزرة زاريا
في مثل هذه الأيام، وقبل خمس سنوات، ارتكب الجيش النيجيري مجزرة مروعة ضد أتباع أهل البيت عليهم السلام في مدينة زاريا، ذهب ضحيتها أكثر من 1000 شهيدا بينهم العديد من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى اعتقال زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا الشيخ إبراهيم زكزاكي وزوجته، بعد إصابتهما بجروح بليغة، في الوقت الذي كانوا يشاركون في احتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف، فيما العالم مازال يلوذ بالصمت، تحت ضغط الدولار النفطي السعودي القذر، والنفوذ الصهيوني الأقذر.
الرواية الرسمية النيجيرية للمجزرة المروعة التي ارتكبها الجيش النيجيري بدم بارد، تضحك الثكلى، حيث أعلنت السلطات النيجيرية حينها أن قائد الجيش النيجيري كان مارا بالصدفة بالقرب من حسينية "بقية الله" التي يقام بها الاحتفال بمناسبة مولد النبي الأكرم، وتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة!!، الأمر الذي استدعى أن يشن الجيش هجوما على الحسينية ويقتل اكثر من 1000 شخص بينهم نجل الشيخ زكزكي، وهدم الحسينية وبيت الشيخ زكزاكي، الذي تعرض لإطلاق نار مباشر فأصيب في عينه وبطنه وقدميه، ونقل إلى جهة مجهولة هو وزوجته.
المعروف أن الحركة الإسلامية في نيجيريا ، هي حركة مدنية سلمية دعوية، لا تملك قطعة سلاح واحدة، وان كذبة محاولة الاغتيال، تم تفنيدها من قبل السلطات القضائية في نيجيريا، التي حكمت بإطلاق سراح الشيخ زكزكي، إلا أن الجيش النيجيري، الذي بات واضحا تأثير ثنائي الشر السعودي الاسرائيلي، على بعض قادته، مازال يرفض تنفيذ قرار المحكمة بإطلاق سراح الشيخ زكزكي، في موقف وصف بأنه محاولة اغتيال تدريجي للشيخ زكزكي الذي يعاني من وضع صحي حرج، واغتيال حركته التي يرى فيها ثنائي الشؤوم السعودي الإسرائيلي، خطرا على النفوذين الوهابي والصهيوني في نيجيريا وإفريقيا.
مجزرة زاريا حدثت في عام 2015، ولكن قبل هذا التاريخ بعام، أي في عام 2014 ، ارتكب الثنائي الوهابي الصهيوني، من خلال نفوذه في بعض أجزاء المؤسسة العسكرية النيجيرية ، مجزرة ضد أتباع أهل البيت وتحديدا في يوم القدس العالمي، عندما خرجوا في مسيرات مليونية انتصارا للشعب الفلسطيني المظلوم، إلا أنهم تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قبل قوات الأمن النيجيرية التي كانت تطارد المشاركين وتطلق عليهم النار، وأسفر الهجوم عن سقوط 40 شهيدا بينهم ثلاثة من أبناء الشيخ زكزكي الأربعة، وهم احمد و حميد ومحمود، اما شقيقهم الرابع علي فأصيب بجروح حينها، الا انه إستشهد في مجزرة زاريا.
اللافت ان اتباع اهل البيت عليهم السلام في نيجيريا، كانوا ضحية الجيش النيجيري، بتحريض وهابي صهيوني، وكذلك ضحية جماعة بوکو حرام التكفيرية، بتحريض وهابي صهيوني ايضا، والتي تفننت في قتل اتباع اهل البيت عليهم السلام بذات الطرق "الداعشية " المعروفة، الا ان ظليمة اتباع اهل البيت في نيجيريا، هي امتداد لظليمة الشعب الفلسطيني، فقد تم التعتيم عليها بقوة الدولار السعودي والنفوذ الصهيوني.
الجمهورية الاسلامية في ايران، وانطلاقا من مسؤوليتها الدينية والإنسانية، إزاء نصرة القضية الفلسطينية وجميع المستضعفين في الارض، الذين يتعرضون لظلم الثنائي الوهابي الصهيوني، وفي محاولة لايصال صوتهم للعالم، وكسر الحصار الذي تفرضه الوهابية والصهيونية على ما يجرى من مظالم ضد اتباع اهل البيت في نيجيريا، وشخص الشيخ زكزاكي، وبيان الحقيقة كما هي، بعيدا عن الصورة المشوهة التي يرسمها الثنائي المذكور، اقامت اليوم السبت مؤتمرا افتراضيا، في ذكرى شهداء مجزرة زاريا، شارك فيه العديد من علماء الدين والمفكرين واساتذة الجامعات، الذين تناولوا، خلال كلماتهم، مظلومية اتباع اهل البيت عليهم السلام في نيجيريا وموقفهم المشرف من نصرة اخوانهم في فلسطين المحتلة، وفضحهم للتحالف الوهابي الصهيوني، الذي يقف وراء كل مآسي المسلمين، ليس نيجيريا وافريقيا فحسب، بل العالم الاسلامي اجمع.
تعليقات الزوار