اعتبر الخبير في قضايا إيران والشرق الأوسط الأستاذ طلال العتريسي أن الثورة الإسلامية في إيران غيرت المعادلات ولو لم تنتصر ربما كان الوضع اليوم أكيد مختلف، الهيمنة الأمريكية قد تكون هيمنة مطلقا على بلادنا لكن اليوم الوضع تماما مختلف.

 

ان قبلَ 43 عاماً، وفي مثلِ هذه الايام، وقع حدث تاريخي انتصرتْ فيه الثورة الإسلامية في إيران على نظام الشاه، وما يتحدثُ عنه الإيرانيون اليومَ هو استمرارٌ للثورة، حيثُ إنهم يجددون العهدَ في الذكرى، معلنين تمسكَهُم بمبادئِ الثورة وقائدِها.

 

والحزمة الأيديولوجية والمحتوى البشري الثمين الذي قدمه الإمام الخميني (ره) بصفته صاحب الخطاب ومؤسسه، استطاع أن يخلق نموذجًا جديدًا دون تكرار الأمثلة الفاشلة من الماضي وتقديم مؤلفة جديدة للمنطقة.

 

في هذا المجال قال العتريسي اولا عندما حدثت الثورة الاسلامية في ايران يجب ان نتذكران مصر كانت قد وقعت اتفاقية كامب ديفيد والسلام مع اسرائيل قبل سنة وكان المناخ العربي الرسمي والمناخ الدولي والامم المتحدة كل مناخ السلام وتفاهمات مع اسرائيل وبالتالي عندما حصلت الثورة وانتقلت من المعسكر الغربي الاطلسي الى معسكر يرفض الهيمنة الامريكية ويدعو الى ازالة الكيان الصهيوني ويعلن تاييده لحركات المقاومة في المنطقة هنا طبعا قد تغيرت المعادلات الاقليمية.

 

وتحولت ايران الى مركز والى قطب في بداية تشكل ما سيصبح لاحقا بعد سنوات محور المقاومة قدمت ايران طوال سنوات الدعم للمقاومة في لبنان وفي فلسطين به شكل خاص ثم قدمت الدعم للمقاومة في العراق بعد الاحتلال الامريكي للعراق و بالتالي كانت تشارك ايران عمليا في بناء هذا المحور وفي مواجهة الهيمنة الامريكية و في مقاومة الكيان الصهيوني وفي مانشهده اليوم من تحليلات حتى امريكية وحتى اسرائيلية عن تراجع الهيمنة الامريكية هذا له علاقة مباشرة بدور ايران في دعم حركات المقاومة ضد الاحتلال الامريكي.

 

قال العتريسي ان المعادلات الاقليمية قد تغيرت حتى بعد ما فتحت الولايات المتحدة الامريكية الابواب لداعش لخطط الاوراق وتحويل الصراع الى صراع بين المسلمين وصراع الفتنة بين الشيعة والسنة

 

وعندما نسمع عن تراجع قوة الردع الاسرائيلية من محلليين اسرائيليين له علاقة مباشره بدعم ايران للمقاومة في لبنان وفي فلسطين وبالتالي نعم المعادلات الاقليمية قد تغيرت حتى بعد ما فتحت الولايات المتحدة الامريكية الابواب لداعش لخطط الاوراق وتحويل الصراع الى صراع بين المسلمين وصراع الفتنة بين الشيعة والسنة.

 

وفی هذه الحالة واجهت ايران الصراع التكفيري مقدمة الدعم للحركات التي تواجه هذا الارهاب التكفيري سواء في العراق او سوريا او في لبنان وبالتالي ايران لعبت ادوارا مهمه في تغير المعادلات الاقليمية واولا من خلال دعم الحركات المقاومة ضد الهيمنة الامريكية و ضد الاحتلال الصهيوني.

 

و الجميع يعترف به هذا الموضوع كما قدمت الدعم واوقفت الى جانب الحركات والحكومات التي قاومت الارهاب التكفيري في البلاد وهذا اصبح امر معروف ولهذا السبب تواجه ايران اليوم الحصار الضغوط من الولايات المتحدة والغرب بشكل عام.

 

واضاف العتريسی انه هناک علاقة مباشرة وقوية بين اطراف محور المقاومة في العراق وفي سوريا وفي اليمن في محاربة الارهاب وفي العلاقة مع الجمهورية الاسلامية في ايران وكما يعرف من يقدم الدعم لداعش ان ايران هي التي تقدم الدعم للدول والحركات المقاومة التي تقاتل داعش والارهاب التكفيري وقد تطور هذا الامر في السنوات الماضية يصبح هناك تعاون وتنسيق بين اطراف هذا المحور حيث يكون هناك تبادل بالخبرات.

 

وبالتالي شهدنا كيف كان رمز هذا المحور الحاج قاسم سليماني الذي كان يتنقل من محور الى اخر بين سوريا والعراق والفلسطين ولبنان بشكل علني والناس تعرفه والجبهات تعرفه وهوكان صلة وصل واضحة وقوية ومتينة وميدانيا وفكريا ولوجستيا على كل المستويات وهذا يؤكد على هذا الصلة بين اطراف المحور في محاربة الارهاب وبين الثورة الاسلامية في ايران وكان هناك من يعتبر ان الشهيد سليماني كان هو اكبر قائد في محاربة الارهاب في المنطقة.

 

اوضح العتريسي لولم تنصر الثورة الاسلامية في ايران طبعا لكان المشهد الاقليمي مختلف ربما كانت التسويات والاتفاقيات السلام مع اسرائيل ستكون اوسع انتشارا ربما كان اسرائيل ستكون هي الدولة المهيمنة في المنطقة

 

لو لم تنصر الثورة الاسلامية في ايران طبعا لكان المشهد الاقليمي مختلف ربما كانت التسويات والاتفاقيات السلام مع اسرائيل ستكون اوسع انتشارا ربما كان اسرائيل ستكون هي الدولة المهيمنة في المنطقة وربما لم يكون هناك حركات مقاومة بمثل هذه القوة التي نشهده اليوم ولم يكون محور المقاومة في اكثر بلد من البلدان ولم يكون هناك حزب الله ولم یکن هناک مقاومة حتى في العراق ولم يكن هناك مقاومة في سوريا ضد التكفير و الارهاب.

 

انتصار الثورة طبعا قلب المعادلات واصبحت ايران هي الطرف الاساسي في اعلان الدعم لفلسطين و الحركات المقاومة ويمكن ان نلاحظ عام 1979 بعد انتصار الثورة في ايران حركات اسلامية كثيرة حاولت ان تقلد التجربة الاسلامية سواء بانقلابات او باغتيالات في بلدانها واصبحت هناك قناعة جديدة بان اسلام كعقيدة يستطيع ان يقلب الانظمة الديكتاتورية مثل نظام الشاه وان يستطيع ان يقوم بثورة ويؤسس دولة.

 

هذه كله نتاج الثورة الاسلامية في ايران كل ما نشهده اليوم من صحوة اسلامية مع مختلف التسميات الانبعاث الاسلامي وغير ذلك هذه كله له علاقة بايران لو لم تنتصر ايران كان الفكر الاخر يعني الفكر العلماني او اشتراكي او ماركسي والافكار الاخرى ستبقى هي المسيطرة وبالتالي نعم الثورة الاسلامية في ايران غيرت المعادلات ولو لم تنتصر ربما كان الوضع اليوم اكيد مختلف، الهيمنة الامريكية قد تكون هيمنة مطلقا على بلادنا لكن اليوم الوضع تماما مختلف كما اشارنا الولايات المتحدة الامريكية تتراجع ونحن نذهب الى عالما متعدد الاقطاب نذهب الى وضع اقليمي، اسرائيل ليست صاحبة اليد العليا وهذا كله بسبب انتصار الثورة الاسلامية في ايران.

المصدر: وكالة مهر للأنباء