قبل 39 عاما وفي خضم الحرب الصدامية على إيران بدأت أميركا تطبيق خطة شاملة تحت اسم "استانتش" لمنع إيران من الحصول على الأسلحة لكي لا تحرز تقدما في الحرب، لكن أميركا الآن وصلت إلى مرحلة تخشى فيها قيام احد عشرات الموديلات للطائرات المسيرة الإيرانية بضرب أهداف أميركية أو أهداف تعود لحلفاء أميركا.

إيران ... من

 

 بعد مضي عدة سنوات من حرب النظام العراقي البائد على ايران رأى العدو بأنه يتراجع ام ايران التي تحارب القوى العظمى بيد خالية من السلاح ، وايران التي ارادوا عبر الضغوط والحظر ان تهزم امام النظام الصدامي باتت تنفذ عمليات عسكرية كبرى ومنها عمليات خيبر المظفرة.

 

 

ولذلك وفي تاريخ 23 اكتوبر 1984 قام اعداء ايران بالتصويت على قرار يفرض قيودا مضاعفة على بيع السلاح لايران والتي كانت تعاني اصلا من ضيق في امدادات الاسلحة في الاساس.

 

القوة العسكرية الايرانية قبل انتصار الثورة الاسلامية

 

قبل انتصار الثورة الاسلامية كانت ايران تابعة تماما ومحتاجة للدول الاجنبية وخاصة الغربية واميركا وكانت معظم القضايا العسكرية الايرانية بعهدة آلاف المستشارين العسكريين الاميركيين لان ايران لم تكن تنتج السلاح وتستورد معظمه وكانت ايران محسوبة على تكتل الغرب.

 

وبعد انتصار الثورة الاسلامية وقطع العلاقات مع اميركا واجهت ايران مشاكل جدية خاصة عندما شن ديكتاتور العراق المقبور حربه على ايران ، ففي مجال سلاح الجو كانت ايران تستورد كافة معداتها من الغرب وان اولى خطوات الاكتفاء الذاتي حدثت في القوات الجوية حينما بادر الايرانيون بانفسهم الى تصليح قطع غيار المقاتلات الحربية.

 

ذراعان قويان يعود تاريخهما لفترة الحرب العراقية على ايران

 

هناك مقولة شهيرة في داخل ايران وهي ان الغربيين والدول الاجنبية منعوا تزويد ايران حتى بالاسلاك الشائكة في تلك الحرب ولو باسعار مضاعفة. ولذلك قرر الايرانيون الاعتماد على الذات ورغم ضيق الامكانيات بادروا الى صناعة الصواريخ والطائرات المسيرة بانفسهم ورغم استحواذ الصواريخ على الجانب الاكبر من الاهتمام لكن الطائرات المسيرة ايضا بدا صنعها وتطويرها مع صنع وتطوير الصواريخ في السنين الوسطى من الحرب العراقية على ايران والانا صبحت الصواريخ والطائرات المسيرة ذراعين قويين للماكينة العسكرية الايرانية.

 

ايران وتصدير المنتجات العسكرية

 

يشرح احد الخبراء العسكريين الايرانيين قصة عزم الايرانيين على الاعتماد على علمهم ومعرفتهم الذاتية قائلا " في يوم من الايام وعندما كان اللواء الشهيد احمد كاظمي قائدا للقوات الجوية للحرس الثوري، سافر الشهيد حسن طهراني مقدم "ابو البرنامج الصاروخي الايراني" برفقة عدد من الاشخاص الى روسيا لشراء صواريخ "اسكندر" والتعاون مع الروس في هذا المجال اذا امكن، لكن الروس احجموا عن بيع ايران صواريخ اسكندر وهي صواريخ ارض ارض دقيقة الاصابة وهذا دفع بالشهيد حسن طهراني مقدم وقواته الى العمل على صنع صاروخ مماثل لصاروخ اسكندر في داخل ايران وسمي حينها بصاروخ "فاتح" الذي يعتبر الآن فئة من فئات الصواريخ الايرانية وهي من افضلها وادقها اصابة وكان اول طراز من هذه الفئة هو "فاتح 110".

 

وفي فترة الحرب الصدامية على ايران ارسلت ليبيا التي كانت لديها علاقات جيدة مع ايران عددا من الصواريخ الى ايران لمواجهة الجيش الصدامي المدجج بالسلاح وكان يجب على الايرانيين ان يذهبوا الى سوريا بصعوبة ليتدربوا على استخدام هذا العدد القليل من الصواريخ ايضا ، لكن ايران وصلت اليوم الى المرتبة الاولى في مجال الصواريخ في المنطقة كما ان لها مكانة كبيرة ايضا في تصدير المنتجات العسكرية.

 

الطائرات المسيرة التي ستصبح ركنا هاما من اركان الحروب مستقبلا

 

يضيف هذا الخبير العسكري الايراني بأن الطائرات المسيرة ستصبح ركنا هاما من اركان الحروب المستقبلية كما راينا تأثيرها في مسار الحرب اثناء المواجهة بين اذربيجان وأرمينيا، وايران تعتبر من الدول الـ 5 او الـ 6 الاوائل في العالم في مجال الطائرات المسيرة وقد طلبت روسيا التي تعتبر من القوى العظمى عسكريا ، التعاون مع ايران منذ سنوات لصنع الطائرات من دون طيار.

 

ميزتان رئيسيتان للعتاد العسكري الايراني

 

يؤكد الخبراء العسكريون ان الاسلحة الايرانية المضادة للدروع هي واحدة من افضل المنظومات في هذا المجال وهي الان ضمن سلة الصادرات الايرانية ومن افضل الاسلحة التي يمكن للدول الاخرى ان تشتريها من ايران، ولهذه الاسلحة خصوصيتين هامتين اولهما سعرها المنخفض قياسا مع مثيلاتها وثانيهما الدقة العالية في اصابة الاهداف. ولهاتين الخصوصيتين اهمية بالغة في حقل صادرات الاسلحة.

 

لم يكن لايران أي دور في بحر قزوين قبل انتصار الثورة الاسلامية، والبحرية الايرانية لم تكن مجرد اكثر من حرس ساحلي في الخليج الفارسي ايضا لكن الان نجد بان 90 مجموعة من القطع البحرية الايرانية تتردد في المياه الدولية وتحفظ امن خطوط المواصلات البحرية الايرانية فيما يتولى الحرس الثوري أمن الخليج الفارسي بالكامل .   

 

ايران والفضاء

 

عندما ارادت ايران وضع قمر صناعي في الفضاء طلبت مساعدة روسيا وايطاليا وفي بعض الاحيان احجم هؤلاء ايضا عن المساعدة لكن ايران اليومي تقوم باطلاق الاقمار الصناعية بنفسها وهي من الدول القليلة التي تملك دورة الفضاء كاملة أي انها قادرة على صنع الاقمار الصناعية وكذلك صنع الصواريخ الحاملة للاقمار الصناعية وارسال اقمارها الصناعية الى الفضاء واستلام الصور والمعطيات.

 

هناك 10 دول تملك مثل هذه الامكانيات وباقي الدول ليس لديها جزء من الدورة الكاملة لكن ايران التي تعرضت للحظر باتت مضطرة للوقوف على قدميها وربما ليست الان في مستوى القوى العظمى لكنها تمتلك القدرات وتحتاج الى تركيز اكبر ورفع مستوى القدرات.

 

عندما طلبت ايران من الروس شراء منظومة اس 300 للدفاع الجوي احجم الروس عن ذلك وحينها قررت ايران صنع هذه المنظومة بنفسها فجاءت منظومة باور 373 وهي اكثر تطورا من اس 300 في بعض النواحي ، ورغم ان الروس قاموا فيما بعد بتسليم ايران منظومة اس 300 لكن فقط بعدما بدأت ايران صنع تلك المنظومة بنفسها وبمدى 300 كيلومتر وهي من افضل المنظومات الصاروخية.

 

عندما ارعبت المسيرات الايرانية قائد قوات سنتكوم الارهابية الاميركية

 

اكد سماحة قائد الثورة الاسلامية في كلمته الاخيرة "في يوم من الايام كان برايان هوك يقول بأن الطائرات المسيرة الايرانية هي صور مفبركة وليس لها اثر حقيقي لكننا اليون نرى بوضوح هذا الأثر" وقد قال قائد قوات سنتكوم الارهابية ( القوات الاميركية في الشرق الاوسط وافريقيا) ان ايران قضت لاول مرة على التفوق الجوي الاميركي في المنطقة منذ سنوات . لقد كانت اميركا تفعل ما تريده من دون رادع حتى الان لكن هذا القائد العسكري ذهب الى الكونغرس عدة مرات وطلب منهم التصدي للطائرات المسيرة الايرانية وهذا يدل على قوة ايران التي تضعها في متناول يد حلفائها في المنطقة ايضا مثل حزب الله. هذه القضية اصبحت الان الشغل الشاغل للصهاينة والاميركيين في المنطقة.

 

لقد عاقبت اميركا، ايران قبل 39 عاما في تاريخ 23 اكتوبر 1984 في عملية وخطة سميت بـ "استانتش" للحد من حصول ايران على السلاح او بيعها باضعاف مضاعفة من الثمن لكن الان قد وصل الامر الى خوف وخشية هؤلاء من قيام ايران بتزويد الدول الاخرى بالطائرات المسيرة !

 

المصدر: فارس