صرّح مُمُثِّل حركة الجهاد الإسلامي في إيران، السيد "ناصر أبو شريف" أن "الحاج قاسم سليماني" كان يُشرِف شخصياً على خط إيصال السلاح إلى المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي ساهم في تشكيل قاعدة المقاومة الحالية في غزّة". مشيراً إلى دوره البارز في دفع المخطط الغربي لتفتيت المنطقة.
وكالة مهر للأنباء_ القِسم الدولي: نواكب في هذه الأيام، الذكرى السنوية الثالثة على استشهاد الحاج قاسم سليماني، ورفاق دربه، في العِراق، مِن قِبل إدارة "ترامب" بإيعاز ومباركة من الكيان الصهيوني الغاشم.
ونقَلت الاخبار أنهُ وقُبيل استشهاد قادة النصر، كان هناك قائمة مُعدّة لشخصيات، تسعى قوى الاستكبار لاستهدافِها، على رأسها الحاج "قاسم سليماني" وسماحة السيد "حسن نصر الله "وأيضاً الشهيد "بهاء أبو العطا".
واعتَقَد مُنفّذي عملية استهداف الشهيد سليماني ورفاقه، بأنه بالإمكان إخماد نهجه وذكره، بتصفيته جسدياً، لكن جرت الرياح بما لاتشتهي سفن الصهاينة وقوى الاستكبار، فبعد استهدافه ذاع صيته أكثر وزادت شهرته، وتشرّبته قلوب الأحرار في العالم الإسلامي والعالم كَكُل نهجهُ وتحوّل إلى مدرسة عظيمة في مقاومة الظلمة، لدرجة أن البعض قال: "دور الشهيد سليماني أكبر من دور الّلواء سليماني"
ولا يخفى على أحد دور الشهيد سليماني، في تعزيز محور المقاومة ككل وتوجيه بوصلة الصراع نحو فلسطين وأيضاً تسليح وتعزيز المقاومة في فلسطين ككل وغزّة على وجه التحديد.
لِكُل هذا وأكثر أجرت وكالة مهر للأنباء مُقابلة صحفية مع مُمثِّل حركة الجهاد الإسلامية في الجمهورية الاسلامية الإيرانية السيد "ناصر أبو شريف" ليضعنا بدوره على أهمية هذه الشخصية العظيمة ودورها في حماية وتقوية وتوحيد المنطقة.
إليكم نص المُقابلة:
السؤوال الأوّل: لا يخفى عليكم الجهود المبذولة والأموال المدفوعة من قبل قوى الاستكبار، للسيطرة على المنطقة وفرض نفوذها عليها وتقسيمها لدويلات صغيرة مُتناحرة، مايسمى با( الشرق الأوسط الجديد). نُريد أن نعرف من وجهة نظركم سيد أبو شريف، دور الشهيد قاسم سليماني _القائد الخفي كما أسمته الصحافة الغربية_ في إفشال هذه المُخططات؟
صحيح أن الغرب للأسف الشديد، يبذل جهود جبّارة لجعل معظم مناطقنا مناطق ضعيفة مُتهالِكة، دول فاشلة، تعتمد بالمطلق على الغرب وذلك كله من أجل حماية الكيان الصهيوني. ففي ظل وجود قوى قويّة بالمنطقة، لا يستطيع الكيان العيش بهذه الجعرافيا المحدودة والإمكانيات البشرية والمادية المحدودة، وفي ظل مقاومة االشعب الفلسطيني لهذا المشروع. لذلك تدمير المنطقة هو الحل الوحيد من أجل الإبقاء على قوّة الكيان الصهيوني وخصوصاً أن "إسرائيل" أيضاً تتراجع على مستويات عدّة، لذلك قرار تدمير سوريا هو قرار غربي، تدمير العراق، تدمير مصر، وأيضاً يسعون لتدمير جيوش دول المنطقة فضلاً عن الدول ذاتها. تدمير المنطقة وإضعافها وتقسيمها، كُلها مُخططات غربية هدفها الأساسي كما ذكرت هو الإبقاء على تبعيّة هذه المنطقة للغرب والإبقاء على وجود الكيان الصهيوني كغدة سرطانية في المنطقة.
السؤأل الثاني: ما هو دور الشهيد سليماني في تعزيز قوّة المقاومة الفلسطينية وخلق موازنة ردع جديدة، وأيضاً دوره في إيصال السلاح للمجاهدين في فلسطين؟
الحاج قاسم، كان له بالتأكيد دور من خلال محاولة رد هذا العدوان الغربي ومنع تحويل هذه الدول إلى دول فاشلة، بالحفاظ على هذه الدول. مثلاً في العراق كانت الحرب الأمريكية ضد العراق أنتجت بالنهاية دولة شبه فاشلة لكن حاول الحاج قاسم بجهود جبّارة من أجل دفع هذه القوى للتفاهم وللتعاون ولإيجاد حكومات تقود هذا البلد بالحد الأدنى. أيضاً في سوريا كان الأمر كذلك، هناك محاولة من قبل الحاج قاسم لعدم تفتيت هذه الدولة المهمة والمحورية والأساسية سواء في جبهة المقاومة او في المنطة، بَذل جهود جبّارة من أجل الحفاظ على الدولة ومنعها من الانهيار ومن التقسيم أيضاً، وصحيح مازال هنالك جزء من سوريا مُحتل ومحاولات التقسيم مازالت جارية، لكن في النهاية باعتقادي أننا تجاوزنا مرحلة خطيرة كانت تُعَد لسوريا من أجل تفتيتها إلى أقسام عدّة وتنظيمات عدّة وجعلها دولة فاشلة لأطول مدّة ممكنة.
وأيضاً كان للحاج قاسم سليماني الدور الكبير في إقناع روسيا للتدخل في سوريا، وأيضاً بذل جهد هائل في مواجهة هذه التنظيمات التكفيرية التي لايُعرف نشأتها وأهدافها ومن يُديرها حتّى. كان له الدور الكبير في مواجهة داعش، وكذلك تقريباً في كل المنطقة. اليمن أيضاً كان يُعد لها مشروع خطير من أجل تفتيته وتقسيمه وجعله دولة فاشلة لكي يحظى الكيان الصهيوني بأمن كامل في البحر الأحمر ولكي يتم دفع الشعب اليمني لكي لايكون له تأثير في أي قضية من قضايا الأمة.
فكان للشهيد قاسم سليماني دور كبير في دفع مشروع كبير عن الأمّة يُراد به تحطيمها نهائياً لصالح المشروع الصهيوني وطبعاً بأدوات كثير جزء منها للأسف الشديد عربي ومحلّي.
الحج قاسم أيضاً لعب دور كبير في تنمية محور المقاومة، دفعه باتجاه الوحدة، لعب دور في دفع البوصلة لتكون مركزها فلسطين، كلّها هذه من اعمال الحاج قاسم رحمه الله، أيضاً هو حاول أن يضم دول كثيرة إلى هذا الحِلف، كان هناك تعاون مع تركيا مع باكستان مع دول كثيرة محاولاً إدخالها إلى حلقة الصِراع مع الكيان الصهيوني.
معروف ان الحاج قاسم كان يشرف على خط تهريب السلاح، خصوصاً في السنوات الاولى لإنشاء المقاومة المُسلّحة في قطاع غزّة، كان يشرف على خط التهريب إلى قطاع غزّة ، وهذا التعاون أنتج ثماراً كثيرة.
وكما سمعت كان الشهيد قاسم سليماني، يُشرف شخصياً على خط التهريب الذي أنتج بالنهاية هذه المُقاومة وقاعدة المقاومة الحالية في غزّة.
السؤال الثالث: برأيكم لماذا عملت قوى الاستكبار على تصفية القائد الشهيد سليماني جسدياً، ما الأوجاع التي سبّبها لهم ليُقدِموا على عملية الاغتيال الجبانة هذه؟
تصفية الحاج قاسم كانت هدفاً "إسرائيليأً" بسبب دعمه للمقاومة وبسبب شخصيته الاستثنائية؛ هكذا عبّر رئيس أمان في الجيش الصهيوني ذلك الوقت. الحاج قاسم لا يمكن أن يكون له بديل، كان يستطيع أن يتّخذ القرار ميدانياً، شخصيتهُ مُتكاملة، تجع مابين التفاصيل والاستراتيجية، ارتباطه الشهيد بحركات المُقاومة، ارتباطه الشخصي الأخوي، هناك روابط محبة أوجدها مابينه و بين حركات المُقاومة، إمكانياته وقدراته على اتخاذ القرارات في اللحظة المُناسبة في وقتها في الميدان، هذه كلها جعلت من شخصية خطيرة بالنسبة للكيان الصهيوني، ولذلك كان الشهيد سليماني على رأس المُستهدفين.
إذا تتذكرون في ذلك الوقت كان هناك قائمة، على رأسها الحاج قاسم وسماحة السيد حسن نصر الله وأيضاً بهاء أبو العطا، وتم اغتيال بهاء أبو العطى والحاج قاسم، وبالتأكيد السيد حسن نصر الله يُشكل أكبر خطر على هذا الكيان الصهيوني كقيادة للمقاومة الإسلامية في لبنان.
طبعاً كما ذكرت له دوره في الإقليلم، حاول حماية هذه الدول من الانهيار وأن تكون مرتعاً للموساد "الإسرائيلي"، كذلك دوره في العراق دوره في اليمن وغيره من البلاد، وهذه البلاد كلها كان يستفيد منها الكيان الصهيوني، وكان للحاج قاسم دور كبير في حماية هذه الدول.
من دفع ترامب لاغتيال الحاج قاسم هو الكيان الصهيوني بالدرجة الأولى وإلا ترامب لايعرف المنطقة وباعتقادي ان نصائح مساعديه لم تكن بهذا الاتجاه كما عَلِمنا لاحقاً.
السؤال الرابع: يقول البعض أنه على الرغم من الدور البارز للشهيد سليماني في حياته، إلا أن دوره بعدما استشهد كان أكبراً، ما تعليقكم على هذا الكلام؟
بالتأكيد دور الحاج قاسم لم ينتهي باستشهاده، بالعكس بدأ دور جديد له، فإذا لاحظنا جنازته، استشهاده، ماقيل عنه، ما كُتِبَ عنهُ، ما عُقِد من مؤتمرات بسببه" بالتأكيد كُل هذا كان في سياق نشر ثقافته وتعميماً لها.
أذكر انه بالسنوات الآولى أو حتى عام 2013، لم يكن الحاج قاسم معروفاً لأغلب المسؤولين حتّى، لكن بعد ذلك انتشر صيطه وبعد استشهاده انتشر منهجه في كل الاتجاهات فأصبح مِثالاً يُحتذى به في مقاومة الاستكبار ومقاومة المشروع الغربي في مقاومة المشروع الصهيوني في جمع القوى الجهادية بالاتجاه الصحيح، اتجاه مقاومة الاستكبار ومقاومة الكيان الصهيوني، فبالتأكيد أصبح بعد استشهاده، مثالاً يُحتذى لِكُل المقاومين في المنطقة، وانتشرت ثقافته بعد استشهاده أضعاف مُضاعفة لما كان قبل استشهاده.
تعليقات الزوار