اعتبر قائد الثورة الإسلامية، سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، مسألة توظيف المتعلمات في مراكز صنع القرار قضية هامة قائلا: "طبعا أنا أفكر بهذا الموضوع وعلينا أن نجد طريقة لذلك."

 

واستقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي (مد ظله العالي) مجموعة من السيدات المتعلمات والناشطات في المجالات الثقافية والاجتماعية والعلمية في حسينية الإمام الخميني (ره) وذلك عشية ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء(س).

 

وقال آية الله الخامئني: "انه عقد اليوم هنا لقاء ممتع ومفيد وأنا سعيد جدًا لما تمكنا من عقد هذا اللقاء . هذا اللقاء كان لقاء نسائياً خالصاً ومليئاً بالمفاهيم المتميزة والممتازة حتى الآن وحتى هذه اللحظة، حيث كانت المحادثات التي ألقتها السيدات جيدة جدًا وقد استفدت منها حقًا."

 

وأضاف قائد الثورة: "قدمت في هذا اللقاء اقتراحات ونرجوا أن يستطيعوا إيجاد حل لتلك الاقتراحات. ربما يرتبط بعض هذه الاقتراحات، على سبيل المثال، بمجلس الثورة الثقافية، يجب مناقشتها هناك أو في أي مكان آخر؛ خاصة موضوع توظيف النساء الحكيمات والكفوءات وذوي الخبرة والمعرفة والحكمة في مختلف مستويات صنع القرار في البلاد مهم جدا. بالطبع ان بالي مشغول بهذا الأمر وعلينا أن نجد طريقة لذلك. علينا أن نجد سبيلا بإذن الله لنرى ما يمكن فعله في هذا الصدد."

 

وتابع: "إن موقفنا في موضوع المرأة تجاه الغربيين المنافقين هو موقف مطالب وليس موقف دفاعي. ذات مرة وقبل سنوات، سألني الطلاب في الجامعة، ما هو دفاعكم في قضية معينة؟ قلت ليس لدي موقف دفاع، بل لدي موقف هجوم وفيما يتعلق بموضوع النساء، الأمر هكذا، العالم مسؤول في هذا الموضوع، العالم الذي أتحدث عنه هو العالم الغربي، والفلسفة الغربية، والثقافة الغربية القائمة، اعني الغرب الحديث، كما يقولون أنفسهم، ولا اعني الغرب التاريخي، هذا موضوع اخر. الغرب الحديث يعني ذلك الذي يعرب منذ مائتي عام عن رأيه في جميع أنحاء الحياة، نحن نطالبهم بالتوضيح، انهم في موضوع المرأة، مذنبون ومسؤولون جدا، إنهم ارتكبوا جريمة فيما يتعلق بقضية المرأة."

 

وأكد سماحته: "إذن ما نتحدث عنه في هذا الموضوع ليس دفاعا، بل إنه تعبير عن الرأي والموقف الإسلامي؛ وارجو ان تعبروا و تكرروا انتم أيضا هذه المواقف التي نطرحها حول موضوع المرأة ونأمل تكونوا قادرين للتأثير على الرأي العام الغربيين أيضًا، لأن نسائهم يعانين حقًا. مجتمع المرأة الغربية اليوم يعاني من دون وعي في بعض الحالات وعن وعي في حالات أخرى والذي قد يؤثر عليهن أيضًا."

 

وصرح قائد الثورة الإسلامية: "إن الجهاد واجب على المرأة والرجل، ولكنه جهاد الرجال نوع وجهاد المرأة نوع آخر، حيث مثلا في الحرب المفروضة، كانت النساء ملتزمات أيضًا، وكان لديهن واجب، فانهن قامن بواجبهن جيدًا. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ايضا واجب على المرأة والرجل، لكن الأدوار مختلفة؛ هذه هي وجهة نظر الإسلام، فهي نظرة تقدمية وعادلة".

 

وشدد: "النظام الرأسمالي الغربي هو نظام ذكوري، وفي هذا النظام، مكانة رأس المال أعلى من الانسانية ويتم توظيف الإنسانية في خدمة لرأس المال، أي كلما يتمكن الإنسان أن ينتج ثروة أكثر، ستكون قيمته أكثر و يكون في المجتمع أقوى.

 

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي "مجال العمل" و "النظرة القائمة على التلذذ من المرأة" كأساس لمعاملة الغرب مع المرأة، قائلا: إن الغرض الأساسي من إثارة قضية حرية المرأة في الغرب هو جرها من المنزل إلى المصانع لاستخدامها كعمالة رخيصة، والجدل حول تحرير العبيد السود في الحروب الأهلية الدموية لأمريكا في القرن التاسع عشر مثال آخر على الاحتيال وإساءة استخدام النظام الرأسمالي لموضوعات قيمة، حيث في هذه الحالة أيضا، جر الرأسماليون في أمريكا الشمالية السود من المزارع الجنوبية إلى الشمال باسم الحرية واستخدموهم بأجور متدنية.

 

وأكد قائد الثورة الإسلامية ان النظرة التلذذية تعد ضربة أساسية أخرى من قبل الغرب ضد المرأة مضيفا: "في هذه القصة المحزنة حقًا، يقنع النظام الرأسمالي، المرأة باستخدام جميع أنواع الأساليب، أن منفعتها وقيمتها تكمن في السلوك الذي يبرز جاذبيتها الجنسية للرجال في الشوارع أكثر بروزا وهذا أكبر ضربة لكرامة المرأة ومكانتها.

 

واعرب عن ارتياحه لوجود العديد من العالمات الحكيمات والمؤمنات في البلاد، مشددا على ان التوضيح والكشف عن النظرة الكارثية للغرب بشأن قضية الجنس والمرأة مهمة أساسية، ويجب عرض وجهة نظر الإسلام في قضية الرجل والمرأة في شكل مقترحات ومبادرات قصيرة ومعبرة مثل الهاشتاغ الى المتعطشين لهذه الحقائق، خاصة في الدول الإسلامية.

 

وفي جزء آخر من خطابه لفت آية الله السيد على الخامنئي الانتباه إلى موضوع الأسرة ودور المرأة فيها، قائلا: إن تكوين الأسرة يقوم على قانون عام في نظام الخلق وهو قانون الزواج، وهذا يتعارض تماما مع نظرة الماركسية التي تقول ان الحركة هي نتيجة للتناقض، لأن الحركة في منطق الإسلام هي ناتجة عن الزواج والرفقة، وهذه النظرية تحتاج إلى عمل جاد وأساسي.

 

وقال: "إن سبب تحديد قواعد وقوانين الزواج وتكوين الأسرة في الإسلام والأديان السماوية الأخرى هو منع الفوضى والاضطراب، والالتزام بهذه القواعد سيضمن صحة الأسرة والمجتمع، لأن الأسرة هي الخلية الأساسية لتكوين المجتمع"، وشبه المرأة بزهرة ورائحة عطرية في المنزل مضيفا: "إذا أرادت امرأة طوعا العمل في المنزل، لا بأس فيها، ولكن حسب الروايات، فإن المرأة في المنزل لا تشبه العامل الذي يمكن للآخرين إجباره على القيام بعمل. فان الدور الأساسي للمرأة في المنزل هو دور الزوجة والأم، أي أن تكون ربة البيت، وبالطبع، هذا لا يعني البقاء في المنزل وتجنب التدريس، والجهاد، والأنشطة السياسية والاجتماعية، بل يعني أن تقوم المرأة بأي عمل آخر يدخل في إطار أصالة الشؤون المنزلية، إذا كانت تحبه ويمكنها القيام به.

 

واعتبر قائد الثورة وضع الأسرة في الغرب إلى الانهيار وأضاف: "ان هذا الخطر رفع أيضًا صوت احتجاج المفكرين الغربيين الإصلاحيين، لكن الانهيار التدريجي للأسرة في الغرب حاد جدًا لدرجة أنه من المستحيل إيقافه أو تصحيحه".

 

وفي قسم آخر من تصريحاته، تطرق قائد الثورة الإسلامية إلى قضية الحجاب وقال: "ان الحجاب بلا شك ضرورة شرعية ومصونة، لكن هذه الضرورة لا ينبغي أن تؤدي إلى اتهام من لا يلتزم بالحجاب بشكل كامل بأنه ليس له دين أو انه يكون مناوئا للثورة، بل هؤلاء أيضا نساؤنا وفتياتنا التي تشاركن في الاحتفالات الدينية والثورية وتذرفن الدموع في هذه الاحتفالات، فأتمنى أن استطيع لأذرف الدموع مثل تلك الفتاة والشابة. ضعف الحجاب ليس عمل صحيح، لكنه لا يجعل ذلك الشخص خارج دائرة الدين والثورة."

 

واعتبر سماحته الخدمات التي تقدمها الجمهورية الإسلامية للمرأة مسألة هامة لا تُنسى، مبينا:" انه قبل الثورة الإسلامية، كان هناك عدد قليل من النساء الحكيمات والعلماء والباحثين في البلاد، ولكن الثورة أدت إلى نمو النساء المتعلمات بطريقة فاق عدد الطالبات عدد الطلاب في بعض السنوات، والآن يعمل عدد كبير من النساء في مختلف فروع العلم والتكنولوجيا."

 

وأشار إلى تألق الفتيات الإيرانيات في الساحات الرياضية الدولية كمجال آخر لتقدم المرأة بعد الثورة، مضيفا: "إن أفضل طريقة لترويج الحجاب هو أن تحرز بنتنا الرياضية على البطولة وترفع علم بلادها أمام الكاميرات العالمية مرتدية الحجاب.

 

وفي إشارة إلى المساعي الكبيرة في القضايا الأخيرة ضد الحجاب، صرح قائد الثورة: "من تصدى لهذه الجهود والدعوات؟ لقد وقفت النساء أنفسهن امامها، بينما كان المناوئون يأملون أن تكتشف هؤلاء الفتيات المسمات "بسيئ الحجاب" عن حجابهن، لكن النساء لم يقمن بذلك.