قال الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية "حجة الإسلام الدكتور حميد شهرياري" : ان اسم الامام الخميني (ره)، مخلد في تاريخ العالم الاسلامي، وانه عنوان يبلور المقاومة امام الظالمين والمستكبرين في العالم؛ لافتا الى مدرسة الامام الخميني (رض) التي تتميز بعدة صفات، اهمها الاستناد على القران والسنة.

 

جاء ذلك في كلمة "الدكتور شهرياري" خلال الندوة الدولية الاولى التي نظمها المجمع  العالمي للتقريب عبر الفضاء الافتراضي، حول مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية الامام الراحل (ره)، تحت عنوان "الامام الخميني ..اشراق الوحدة والصحوة الاسلامية".

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم - بسم الله الرحمن الرحیم - والحمد  لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الطاهرين وصحبه المنتجبين ومن تبعه باحسان الى يوم الدين.

قال الله الحكيم في كتابه الكريم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم [وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ] - القصص (5).

إن اسم الإمام الخميني (ره)، مخلد في تاريخ العالم الإسلامي، وهو عنوان يبلور المقاومة أمام الظالمين والمستكبرين في العالم.

لقد كانت لسماحة الإمام الراحل (ره) صفات متميزة لم يسبق لها نظير عند اي شخص طوال اكثر من الف عام قبل السلام. انني اريد اليوم ان اشير بصورة عابرة وموجزة وبما يسمح لي الوقت، الى عدد من هذه الصفات؛ على امل ان نكون ان شاء الله جنودا اكفاء للاسلام والحفاظ على نهج الامام الخميني (ره) في عصرنا الحاضر.

لقد انشأ الامام الراحل (ره) نهجا يعرف اليوم بمدرسة الامام الخميني (ره) والتي تتميز بعدة صفات، اهمها الاستناد على القران والسنة النبوية (صلى الله عليه واله وسلم) واحاديث اهل البيت (عليهم السلام).

سماحة الامام (ره) كان قد بلغ قمة العلوم الفقهية والاصولية المتعارف عليها في الحوزات العلمية، لقد كان فقيها قطعيا ومرجعا دينيا للشيعة عندما ارسى ركائز الثورة الاسلامية، وكان له "مقلدون"، بما يشير الى بلوغه اعلى المدارج العلمية المعتمدة لدى رجال الدين والحوزات العلمية الشيعية.

ومن هذا المنطلق، فإن المام سماحته بعلوم ومفاهيم القران الكريم واحاديث اهل البيت (ع) والسنة النبوية (ص)، كان قد اتاح له امكانية الاستفادة من المفاهيم والمعارف الاسلامية العميقة للتاثير على عامة الناس ونخب المجتمع.

في الواقع، ان هذا المستوى العلمي، وخاصة عندما

نظرية ولاية الفقيه لسماحة الامام (ره) هي النظرية التي استطاعت طوال نصف القرن الاخير ان تتجاوز انواع التهديدات، بل قدمت بعض الفرص الى العالم الاسلامي، وفرضت ضغوطا شديدة على اعداء الامة.

يرتبط ذلك بالمجتمعات والعالم الاسلامي ككل، فإن سماحة الامام الراحل كان من حيث الادراك والقراءات الفقهية بما يتعلق بالفقه الاجتماعي او الفقه الحكومي، في اعلى المستويات واسمى المدارج مقارنة بسائر المراجع الذين عاصروه؛ هذه حقيقة اقر بها حتى اولئك الذين لم يقلدوا الامام (رض)، بان الفهم الاجتماعي كان ساميا واعلى مرتبة عند الامام (ره)، مقارنة بجميع نظرائه (العلماء).

تلك واحدة من صفات وميزات الامام الخميني (ره)؛ والى جانب ذلك فان الامام الراحل (ض) كان متزودا بالعلوم العملية والنظرية المنبثقة عن العرفان الاسلامي ايضا؛ حيث جمع رحمه الله بين تلك العلوم والروحانية والاخلاص في العمل.     

تعلمون ان هناك الكثير ممن يتظاهرون بالعرفان والتصوف، لكن ربما هم مجردون عن الاخلاص في العمل ولا يتمتعون بالروحانية الشاملة، لكن سماحة الامام (ره) كانت روحه وروحانياته حافلة بروحانية الاسلام والمعارف العرفانية العميقة.

وبناء على ذلك، حسب تقديري ان احد الميزات التي اسهمت في نجاح الثورة الاسلامية هي ان مجموعة من المثقفين والعلماء والمتمكنين اقتصاديا وثقافيا التفوا حول سماحته، حيث ان الكاريزما التي اتسم بها (الامام الراحل) كانت نتيجة اخلاصه وكل الذين سبق لهم ان كانوا في حضرة الامام الراحل، يشهدون بهذه الحقيقة، وانني بدوري (اشهد بذلك) حيث التقيت مرتين في بداية سن الشباب مع سماحته مباشرة.

الامام الراحل كانت لديه شخصية كارزمية خاصة تلقي بضلالها على المخاطبين؛ ان حضور  الامام (ره) وسيماه ونظرته ونبرة صوته كانت مفعمة بالروحانية التي ينجذب اليها كل من كان في حوله.

هذه الجذبة الروحية عززت روح التفاني عند جمهور الامام، فهم كانوا يشعرون بانهم امام انسان في غاية الاخلاص، مجرد عن الانانية، قد سخر نفسه لخدمة المجتمع الاسلامي ويسعى فقط لنشر المعارف الدينية والعمل التاسيسي في عصره، وبما يتيح له تطبيق الاحكام الدينية المقدسة.

ان القدرة على نقل الشعور بالتفاني الى قلب الجمهور، هناك بعض الناس الخلص الذين يعجزون عن نقل هذا الشعور الى مخاطبيهم، لكن كانت لدى سماحة الإمام (ره) القدرة على نقل روح التفاني الى الشخص المخاطب، وان يضعه في موضع القناعة المعنوية، حيث ان جمهور الامام كان يدرك هذا الشعور.

وان هذا الشعور بالروحانية لدى جمهور الامام (ره)، كان مؤثرا للغاية من اجل الحفاظ على شعبيته، وهناك الكثير من الشخصيات على مدى تاريخ الثورة الاسلامية الذين عاصروا الامام الى حين رحيله، ممن كانوا في حضرة الامام ويشاركون في جلساته ويستمعون الى تصريحاته، وقد شعروا بعجزهم هذا في التعبير، بسبب كاريزما الامام وتاثير كلامه على المخاطب.

هذه (صفة) في غاية الاهمية من اجل استقطاب

الامام الخميني (ره) استطاع بفضل المقاومة ونهج الصمود الذي رسخه في العالم الاسلامي، ان يقف بوجه الاستكبار العالمي ويقود نظام الجمهورية الاسلامية وينشر ثقافة المقاومة في ارجاء العالم.

كوكبة من النخب الاجتماعية لنصرة الثورة الاسلامية، واثار هذه الميزة (عند الامام الراحل) لم تقتصر على ايران والايرانيين فحسب، وانما على صعيد العالم الاسلامي برمته، ترك سماحة الامام هذا التاثير من خلال حديثه وشخصيته العظيمة.

هذه النقطة الثانية، اما الركن الثالث لتلك الثنائية، يعني الجمع بين فقه الاسلامية والعرفان الاسلامي، هو ان سماحته الى جانب هذه الصفات، كان حكيما، وقد بلغ اعلى مستويات العلوم الفلسفية، وبما اتاح له الجمع بين نظريته السياسية  وارائه الفقهية والعرفانية؛ انني ارى بان نظرية "ولاية الفقيه" التي اطلقها سماحة الامام (ره) تعود الى هذه الميزة من شخصيته.

رغم انه في تاريخ الفقه الاسلامي هناك اراء مماثلة لراي سماحته، لكن نظرية ولاية الفقيه لم تاخذ حيزا فقهيا واسعا في الفقه الشيعي، ولم يكن هناك الكثير ممن تبنوا هذه النظرية، وانما يوجد عدد قليل (من الفقهاء) الذين تبنوا اراء مماثلة لذات النهج الذي شرحه الامام الخميني (ره) في كتابه. لان اغلب الفقهاء كانت لديهم اراء اخرى حول الولاية.

لكن سماحة الامام وفي ضوء الميزات التي عرف بها، يعد من نوادر فقهائنا الذين تبنوا هذا التفسير؛ علما انه بعد الامام الراحل انتشر هذا الراي بين تلاميذه ورفاقه، لكن قبل ذلك وفي مرحلة ما قبل الثورة الاسلامية، كانت نظرية ولاية الفقيه وفقا للنهج الذي فسره الامام في كتابه، من نوادر الاراء عند الفقهاء انذك.

وبذلك نستطيع ان نضع هذا الامر ضمن الاراء التي تميز بها الامام الخميني فيما يخص نظرية ولاية الفقيه. والتي تم دمجها مع نظريات الفلسفة السياسية، بحيث ان الحكماء الذين ساروا على المدرسة الاشراقية او المدرسة المشائية اطلقوا نظرية حول ارائهم الفلسفية والتي عرفت بـ " الفيلسوف الملك " رأوا من خلالها بان الشخص المؤهل والامثل لإدارة شؤون المجتمع، هو الذي بلغ اعلى مدارج الحكمة النظرية والعملية؛ الفيلسوف وحدة يمتلك مؤهلات القائد المناسب لادارة شؤون المجتمع. والحكمة، تشكل الصلة بين عالم المعنى وعالم الانسان، وفي حال ان اعطيت زمام الامور الى هذا القائد، سيكون قادرا على الادارة بافضل صورة.

هذا الراي ينطلق من الفلسفة السياسية، الذي انحاز اليه عدد من كبار الفلاسفة المنتمين الى المدرسة المشائية والمدرسة الاشراقية.

سماحة الامام الراحل (ره) كان في اعلى مراتب العلم بهذه الاراء، ولم يكن ملمّا بها فقط وانما كان من ابرز اساتذة الفلسفة في الحوزات العلمية. وقد ادت هذه الميزة من شخصيته في مرحلة ما بعد الثورة الاسلامية، الى فتح الابواب على تطوير علم الفلسفة كاحد المساقات داخل الحوزات العلمية؛ بينما كانت المدرسة الفلسفية قبل ذلك مهجورة لدى حوزات النجف او مشهد وحتى

مدرسة الحاج قاسم سليماني"، انطلقت عن فكر الامام الخميني (ره)، وهي قائمة على التضحية والمواجهة والتعبئة ضد المستكبرين وايضا الصمود بوجه المتغطرسين وجور الظالمين.

قم، ولم يكن سوى العدد القليل الذين انشغلوا في علم الفلسفة.

والامام الخميني الذي كان بالمعنى الحقيقي للكلمة من ابرز الحكماء والاساتذة في علم الفلسفة، لذلك حسب تقديري في مرحلة ما بعد الثورة الاسلامية، ظهرت افكار داخل الحوزات العلمية لتطوير البنى العقلية، ويمكن لحاظ تاثير ذلك في علومنا الفقهية والاصولية ايضا.

اذن هذا الثلاثي، يعني بلوغ اعلى المراتب الفقهية واسمى المدراج العرفانية واعلى مستويات المعارف الفلسفية، تجسد في نظرية ولاية الفقيه، ونحن نلاحظ ان اوسع مفاهيم "الولاء" من خلال التوجيهات العرفانية التي اطلقها المرشدون لتلاميذهم، ونظريات اساتيذ الفلسفة والحكماء حول الفلسفة السياسية والاراء الفقهية المتعلقة بولاية الفقيه، استطاع الامام الخميني من خلال دمج تلك الاراء والافكار ان يطرح نظريته ويعلن عن الفلسفة السياسية لنظام الجمهورية الاسلامية، التي لقيت القبول وتم اعتمادها في اعداد بعض البنود المتعلقة بدستور البلاد.

ان ترسيخ نظام ولاية الفقيه ادى الى طرح نظرية (الامام) حول الفلسفة السياسية ابان انتصار الثورة الاسلامية.

الموضوع الاخر الذي اريد التحدث بشانه، هو ان نجاح هذه النظرية لم يقتصر على استخدامه في اعداد الدستور وانما ثبت على مدى نحو 50 عاما، بانها حققت النجاح من الناحية العملية وكانت فاعلة ومؤثرة على مستوى العالم، حيث يمكن لحاظ ذلك من خلال الاختبارات التي اجتازتها النظرية والعراقيل التي اعترضت مسارها والفتن المختلفة والحروب والاغتيالات وشتى النزاعات التي اثيرت في مختلف الاصعدة، لكن نظرية ولاية الفقيه استطاعت رغم جميع التحديات المذكورة والتي شنت من خلال الحرب والاغتيالات والنزاعات والمشاكل وبث الفرقة في المجالين التنظيري والتطبيقي داخل العالم الاسلامي لتشويه صورتها او فرض الهزيمة عليها، لكنها استطاعت ان تواصل البقاء وتزداد قوة واقتدارا وتاثيرا واداء يوما بعد يوم. 

بتقديري يحظى هذا الامر باهمية بالغة من منظور العالم الاسلامي وبما يستدعي منا التركيز عليه.

ان نظرية ولاية الفقيه لسماحة الامام (ره) هي النظرية التي استطاعت طوال نصف القرن الاخير ان تتجاوز انواع التهديدات، بل قدمت بعض الفرص الى العالم الاسلامي، وفرضت ضغوطا شديدة على اعداء الامة؛ اذن ينبغي الالتفات الى هذا الامر ايضا.

والميزة الاخرى التي عرف بها سماحة الامام الراحل (ره) والتي تجلت في الثورة الاسلامية، متمثلة في شجاعته باعتبارها واحدة من القيم السلوكية والفضائل الاخلاقية التي ينبغي ان تتوفر لدى قائد المجتمع.

تعلمون بان هناك الكثير من قادة المجتمع الذين اتخذوا جانب الحيطة والحذر عند مواجهة المستكبرين

سماحة الامام استطاع بواسطة تكريس نظام ولاية الفقيه والجمهورية الاسلامية القائم على السيادة الشعبية ان يؤسس نظرية الوحدة الاسلامية.

وقوى الجور في عصورهم، وقد كانوا مجردين عن "روح موسى" المناهضة لفرعون زمانهم، لكن سماحة الامام (رض) كان يتصف بهذه الميزة في اعلى مستوياتها، وقد كان شجاعا جدا وتجلت هذه الشجاعة في مرحلة ما قبل الثورة الاسلامية ( ستينيات القرن الماضي) والتي تكللت في السبعينيات بانتصار الثورة الاسلامية، وخلال الثمانينيات تحولت الى مقاومة الظالمين من امثال صدام والتصدي لانواع التهديدات التي استهدفت نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية؛ وبما يشمل داخل حدود البلاد او خارجها.

لقد كان هناك العديد من التهديدات التي لو تعرضت لها اي دولة اخرى لكان مصيرها الانهيار والسقوط، لكن سماحة الامام الراحل (ره) قاوم بكل شجاعة امريكا والصهاينة الذين كانوا مدججين بالسلاح حيث لم تتوفر اي رؤية بشان الصمود لدى العالم العربي وذلك في ضوء الهزائم التي تبكدوها امام الكيان الصهيوني  بما في ذلك الهزيمة في "حرب الأيام الستة" التي ادت الى اذلال العالم العربي بعد اخفاقهم في مقاومة الكيان الصهيوني والاستكبار العالمي. لكن الامام استطاع بفضل المقاومة ونهج الصمود الذي رسخه في العالم الاسلامي، ان يقف بوجه الاستكبار العالمي ويقود نظام الجمهورية الاسلامية وينشر ثقافة المقاومة في ارجاء العالم.

وبفضل هذه الميزة (لدى سماحة الامام الراحل) التي انتقلت الى شباب العالم الاسلامي، انطلقت مدرسة منبثقة عن فكر الامام الخميني والتي يطلق عليها "مدرسة الحاج قاسم سليماني" اليوم.

ان مدرسة الحاج قاسم سليماني قائمة على التضحية والمواجهة والتعبئة ضد المستكبرين وايضا الصمود بوجه المتغطرسين وجور الظالمين.

وهي المدرسة التي انتهلت افكارها من شجاعة الامام الراحل، وهي المدرسة التي نجمت عن مبدا الاسلام الذي انطلقت منه نظرية ولاية الفقيه ومدرسة السيادة الشعبية الفريدة من نوعها وكان سماحة الامام الشخص الذي طور تلك الرؤية، لقد استطعنا (انذك) بالاضافة الى نظرية ولاية الفقيه، ان نكرس نظاما رائعا يتكوّن من ركني السيادة الشعبية والتعاليم الاسلامية، لينطلق منه شبان امثال الحاج قاسم سليماني واضحوا قادة جديرين استطاعوا اني يديروا الالوية المختلفة، وفضلا عن ذلك نحن تمكنا ليس من دحر الاعداء الى خارج حدود بلادنا بل وسعنا نطاق مقاومتنا الى شمال الاراضي التي كان يحتلها الكيان الصهيوني الغاصب.

وفي جنوب لبنان استطعنا من خلال تضحيات انصار نظرية ولاية الفقيه في حزب الله  ممن كانوا قد امنوا بالفكر السياسي لسماحة الامام (ره)، ان نطرد الغاصبين الى خارج التراب الاسلامي ونعيدهم الى حدودهم.

اذن نحن نجحنا

نحن نتطلع الى اليوم الذي تتسع فيه الامة الاسلامية الواحدة على الصعيد العالمي، تحت راية الولي الفقيه، ونتغلب على الظالمين ونعيد حقوق المستضعفين اليهم، وخاصة فيما حقوق الشعب الفلسطيني المضطهد الذي يتعرض الى انواع الظلم بفعل الكيان الصهيوني قاتل الاطفال.

في الترويج لهذه النظرية على  مستوى العالم الاسلامي، ما تسبب في انطلاق الحركات الاسلامية والصحوة الاسلامية او ما يسمى بـ "الربيع العربي". والى جانب ذلك هناك تطوير الجانب الاعلامي الذي تم بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن خلال دمج نظرية الامام ودوره المأسسيي ونهجه المتمثل في "مدرسة الامام الخميني" او "مدرسة الحاج قاسم سليماني"، الى جانب التنمية الاعلامية الناجمة عن اتساع نشاطات الفضاء الافتراضي، ادى كل ذلك الى توفير ظروف "الربيع العربي" والصحوة الاسلامية، وبالتالي نشر ثقافة الثورة الاسلامية على الصعيد الدولي، والذي لقي ترحيب الشعوب انفسهم.

وفي الختام اود ان اشير الى الميزة الاخرى لمدرسة الامام الراحل ومدرسة الحاج قاسم سليماني، اي تطوير نظرية الوحدة داخل العالم الاسلامي، حيث ان سماحة الامام استطاع بواسطة تكريس نظام ولاية الفقيه والجمهورية الاسلامية القائم على السيادة الشعبية ان يؤسس نظرية الوحدة  الاسلامية.

وقد استطاع سماحته في هذا السياق، اولا: ان يضع النظريات المختلفة داخل نظام الجمهورية الاسلامية من اجل ترسيخ روح الاخوة والتعاون ومن ثم الترويج لهذه الثقافة على صعيد العالم الاسلامي وبين المذاهب المختلفة بما في ذلك الشيعة والسنة وسائر المذاهب الاسلامية.

مضافا الى ذلك، الاقوام المختلفة داخل البلاد وخارجها وايضا باقي معالم الاختلاف والتفرقة، التي حولها الامام (ره) الى التالف والوحدة، وقد وسع نطاق الوحدة ليشمل غير المسلمين ايضا ويستطيع الصمود بوجه الاستكبار العالمي.

هذا هو الدرس الذي قدمه سماحة الامام الى مستضعفي العالم، من انه "لو اتحدنا عند ذلك نستطيع مقاومة اكبر قوى الظلم في العالم، وان نصمد ونحقق التقدم بهذا الصمود ونرغم الاستكبار على التراجع".

وتلك نقطة اساسية في نظرية الامام الراحل (ره) والتي يتم متابعتها من قبل قائد الثورة الاسلامية المعظم (الامام الخامنئي)، حيث ان تاسيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بامر سماحته جاء في سياق استيفاء وتطوير هذه النظرية، باعتبارها الركيزة الاساسية لبناء الامة الاسلامية الواحدة في العالم الاسلامي.

نحن نتطلع الى اليوم الذي تتسع فيه الامة الاسلامية الواحدة على الصعيد العالمي، تحت راية الولي الفقيه، ونتغلب على الظالمين ونعيد حقوق المستضعفين اليهم، وخاصة فيما حقوق الشعب الفلسطيني المضطهد الذي يتعرض الى انواع الظلم بفعل الكيان الصهيوني قاتل الاطفال، وان نشاهد زوال هذا الكيان وان يتكاتف المسلمون من اجل القضاء عليه، وان نعيش انشاء الله اليوم الذي يتم فيه تطبيق مبدا السيادة الشعبية في دولة فلسطين واجراء الانتخابات بمشاركة مواطنيها الاصليين لاعادة تشكيل دولتهم حسب تقريرهم وان يضعوا حدا لظلم الكيان الصهيوني الغاصب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

المصدر: التقريب