لدى استقباله حشدا من أهالي محافظتي "سيستان وبلوشستان" و"خراسان الجنوبية" ;
الإمام الخامنئي: أمريكا شكلت مجموعة لخلق الأزمات في مختلف الدول
أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، خلال استقباله حشدا من أهالي محافظتي "سيستان وبلوشستان" و"خراسان الجنوبية" أن الولايات المتحدة الأمريكية أطلقت مجموعة لخلق الأزمات في مختلف الدول.
وخلال هذا اللقاء قال قائد الثورة الإسلامية إن خطوط التغيير الأساسية تشمل عدة قضايا، من بينها ضعف قوى الاستكبار في العالم، فقد ضعفت قوة اميركا الاستكبارية وبعض الدول الأوروبية وستزداد ضعفا.
وأضاف سماحته: إن معلوماتنا الاستخبارية تفيد أن الحكومة الأميركية أنشأت مجموعة تسمى "مجموعة الأزمات" مهمتها اثارة الازمات في دول من بينها إيران، لمحاولة إثارة نقاط في البلاد يرون أنها ستؤدي إلى اختلاق الأزمات.
وتابع القائد: انهم ومن خلال التفكير والدراسة توصلوا إلى أن هناك عدة نقاط يمكن اثارة الأزمة من خلالها في إيران وهي؛ التعددية العرقية، والتباينات المذهبية، ومسألة الجنسانية والمرأة. هذا هو مخطط أميركا ولكن هيهات من ان تحقق اضغاث احلامها هذه.
وأضاف، ان العدو جاد في عداوته ومخططاته، ونحن أيضاً جادون للغاية في مواجهة العدو.
وفي جانب آخر من كلمته قدم سماحته خالص الشكر والتقدير للحكومة والشعب والقوى الامنية والعسكرية والحشد الشعبي في العراق لاستضافة 22 مليون زائر في مراسم الاربعين.
وفي اللقاء أشاد سماحة قائد الثورة بالمواكبة الطويلة والمستمرة من قبل الشعب المؤمن وعلماء هذه المناطق من الشيعة والسنة.
وتطرق آية الله الخامنئي إلى ضرورة اليقظة الكاملة والمضاعفة من قبل شعوب ومسؤولي الدول في مرحلة التطورات العالمية الكبرى.
واعتبر هيمنة الاستعمار البريطاني في القرن الثامن عشر على مناطق مهمة في آسيا، بما في ذلك شبه القارة الهندية، وحكم الغربيين على مناطق واسعة من غرب آسيا بعد الحرب العالمية الأولى، بأنه نتيجة نوم وغفلة شعوب وحكومات هذه الدول وأضاف: لقد عانت شعوب المناطق المذكورة الكثير لاحقاً من أجل التحرر من هيمنة المستعمرين الطامعين.
واعتبر آية الله الخامنئي أن العالم اليوم على اعتاب التغيير ويشهد تحولا من بعض النواحي، واعتبر ضعف القوى الاستعمارية وصعود قوى إقليمية وعالمية جديدة سمتين من سمات هذه التحولات الكبرى.
وقال نقلا عن كلام بعض المصادر الغربية إن مؤشرات الهيمنة الأميركية بما في ذلك في مجال الاقتصاد تتراجع وقال: إن قدرة أميركا على تغيير الحكومات تراجعت أيضا بشكل ملحوظ.
وفي السياق ذاته قال قائد الثورة: في يوم من الأيام أرسلت الولايات المتحدة عميلاً يحمل حقيبة أموال إلى إيران وقام بتنظيم انقلاب 28 مرداد (19 أب/أغسطس)، لكن اليوم لا يمكن إظهار هذه القوة في أي بلد، ولهذا السبب لجأت إلى حرب هجينة مكلفة، ولكن في هذا المسار فشلت أيضاً.
ووصف الفشل في سوريا والهروب المذل من أفغانستان بأنهما مثالان واضحان على تراجع القوة الأميركية، وقال: بقية المستكبرين عانوا أيضًا من نفس هذا الامر، حيث تشهد مختلف البلدان الأفريقية هذه الايام انتفاضات ضد فرنسا باعتبارها المستعمر القديم لهذه القارة، وتدعم الشعوب هذه الانتفاضات.
وقال قائد الثورة: بالطبع حينما نقول بأن العدو يضعف لا يعني أنه غير قادر على المكر والتخطيط والضرب. لذلك علينا، شعباً ومسؤولين، أن نكون يقظين وحذرين.
واعتبر آية الله الخامنئي خطط أميركا بانها ليست مقتصرة على إيران وقال: أميركا اليوم لديها خطط في المنطقة للعراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان وحتى لدول الخليج الفارسي الذين هم أصدقاؤها القدامى والتقليديين.
وفي تبيينه لمخطط أميركا قال: إن معلوماتنا الاستخبارية تظهر أن الحكومة الأميركية انشات ما تسمى "مجموعة الازمة" لخلق الأزمات في دول من بينها إيران، ومهمتها رصد وإثارة النقاط التي يرون أنها يمكن أن تسبب الأزمة.
وقال قائد الثورة: في نظرهم فإن التعددية العرقية والمذهبية ومسألة الجنسانية والمرأة هي من نقاط الأزمة في إيران حيث يحاولون من خلالها اثارة الازمات في البلاد لكن اضغاث احلامهم لن تتحقق ابدا.
وأشار إلى تصريح بعض الأميركيين بأنهم يريدون خلق وضع في إيران مثل سوريا واليمن، وأضاف: بالتأكيد لا يمكنهم أن يفعلوا مثل هذا الشيء، بشرط أن نكون حذرين ويقظين، ولا نسير في الطريق الخطأ، لا نخلط بين الحق والباطل، وان نعرف أساليب العدو، ولا نساعد العدو بأي قول أو فعل أو تحرك، ولا نصاب بالنوم والغفلة، لأنه حتى الطفل يمكن أن يضربك وأنت نائم، ناهيك عن عدو مسلح وجاهز.
وأوضح آية الله الخامنئي المعايير القرآنية لتمييز طريق الحق من الباطل، وقال: يقول القرآن "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ" ولذلك، إذا كان اتباع طريق ما يسعد الكفار، فهذا الطريق ليس طريق مواكبة النبي (ص) ، أما إذا كان المسار والفعل يسببان انزعاجاً وغضباً للاستكبار والقوى المعادية للدين والإسلام، فهو سبيل حسن ومواكب للنبي (ص).
ودعا الجميع إلى الاهتمام التام بكلامهم وسلوكهم وتجنب الانحياز إلى خطة العدو وأكد: يجب أن نحذر من أن الكلام الذي نقوله لا يصب في خطة العدو ولا يكملها لأنه في بعض الأحيان بسبب الإهمال، يقوم شخص ما بكلامه أو فعله، باكمال مخطط العدو وهو أمر خطير.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى فشل الأعداء منذ أربعين عاما بسبب اتباع الشعب لتوجيهات الإمام الخميني (رض)، واعتبر أن توجيهات الإمام مهمة لاستمرار مسيرة الشعب الإيراني الناجحة وقال: العدو يستهدف نقطتين أساسيتين، هما "الوحدة الوطنية" و"الأمن القومي" للإيرانيين.
ووصف آية الله الخامنئي الوحدة بأنها معنى الالتقاء مع مختلف الشعوب والمذاهب ووضع الخلافات السياسية والدينية والعرقية والفئوية جانبا عندما تكون المصالح الوطنية على المحك وأضاف: لا تدع العدو يدمر الوحدة الوطنية.
واعتبر الأمن القومي هدفاً آخر للذين يريدون الاضرار بإيران، وقال: أولئك الذين يهددون الأمن القومي هم أعداء الشعب ويعملون لصالح العدو عن علم أو بغير علم.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: الحمد لله أن شعبنا متيقظ، وأنا متفائل جداً بصحوة الشعب هذه، وطبعاً هذا التفاؤل ليس شعارا وهتافا، بل يعود الى أربعين عاماً ونيفا من الخبرة والمشاهدات ووجود علامات بارزة وواعدة مثل قدرات الشباب ومحبة ووفاء وإخلاص وحسن حضور الشعب، منها في مسيرة أربعين هذا العام.
واكد ضرورة مواصلة تحرك الشعب على طريق الثورة الزاخر بالمفاخر بنفس القوة والحافز والإيمان، مؤكدا أنه بدون دعم الشعب لا يستطيع مسؤولو أي بلد القيام بعمل عظيم ومهم وقال: العدو جاد في عداوته ومخططاته، ونحن أيضا جادون للغاية في مواجهة العدو.
وفي الجزء الأخير من كلمته، أشار آية الله الخامنئي إلى الحضور الجيد للشعب في مراسم أربعينية الامام الحسين (ع) ووجه خالص الشكر والتقدير للشعب العراقي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، لزوار الأربعين الذين بلغ عددهم اكثر من 22 مليوناً، كما شكر الحكومة العراقية والمسؤولون وقوات الامن الداخلي العراقية، وخاصة الحشد الشعبي في توفير الأمن لهذا الحدث الكبير.
وقدم سماحته الشكر الجزيل لقوات الامن الداخلي الايرانية التي قامت بعمل قيم وجيد لتامين حركة الزوار وعبور الحدود بجهود مبذولة ليل نهار واضاف: علينا أن نقدر هذه القوى المتفانية والشباب الطيبين في مختلف القطاعات.
وقال آية الله الخامنئي أيضاً في بداية كلمته معبراً عن معرفته باهالي سيستان وبلوشستان ومناطق خراسان جنوبي على مدى 60 عاماً: إن أول نضال علني لي ضد نظام الطاغوت تم في محرم عام 1342 ه.ق (1963) في بيرجند ولاقى ذلك مواكبة من العلماء والناس، وفي شهر رمضان من ذلك العام، استمرت هذه الحركة في زاهدان بدعم من علماء الشيعة والسنة اليقظين وأهالي المنطقة المخلصين.
وأشار إلى فترة المنفى التي قضاها في مدينة إيرانشهر والذكريات الطيبة والزاخرة بالمعاني للتعامل مع علماء السنة وأهل سيستان وبلوشستان الطيبين، وأضاف: هذه المناطق قدمت للاسلام شهداء ابرارا سواء من الشيعة او السنة في جميع الحوادث، بما في ذلك الحرب ضد المنافقين (زمرة خلق) والإرهابيين، ومرحلة الدفاع المقدس (1980-1988) وإحلال الأمن وإقامة الوحدة، وهذه هي الهوية المشرقة لهذه المناطق.
ووصف قائد الثورة الوضع الحالي لسيستان وبلوشستان بأنه لا يقارن بما كان قبل الثورة، واضاف: على الرغم من الأعمال الكثيرة التي تم إنجازها، فانه يجب على السلطات بشكل جدي تعزيز وتوسيع الخدمة لهذه المنطقة، ويعد بناء خط السكك الحديدية بين الشمال والجنوب الذي يمر من المحافظة، وضمان حق الناس في المياه، من المهام الأساسية.
تعليقات الزوار