وصف ممثل حركة حماس في طهران خالد القدومي ان دور الشهيد سليماني في مساعدة فلسطين ونقل تجارب وأفكار المقاومة وتسليح المقاتلين الفلسطينيين كان فريد من نوعه.

 

من الواضح أن دعم قضية القدس وفلسطين خلال الحياة الشخصية والسياسية والعسكرية للشهيد الجنرال سليماني، كانت من أهم القضايا. وكان الشهيد الحاج قاسم سليماني يرى أن كل مسلم يجب أن يعتبر نفسه مسؤولا عن القضية الفلسطينية والدفاع عن المسجد الأقصى، وكان دائما في طليعة الدفاع عن الأمة الفلسطينية. وبحسب قادة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، فإن الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني كانت تربطه علاقة وثيقة بالقادة الفلسطينيين باعتباره أخا كبيرا وحنونا، وحاول خلال فترة قيادة فيلق القدس نقل الفكر والتجارب وتسليح المقاومة الإسلامية الفلسطينية، حيث بعد استشهاد هذا القائد الكبير للمقاومة، أطلق عليه العديد من قادة المقاومة الإسلامية الفلسطينية لقب شهيد طريق القدس.

 

وفي هذا الصدد اجرت وكالة مهر حواراً صحفياً مع ممثل حركة حماس في طهران الاستاذ "خالد القدومي" عن الدور المهم للشهيد سليماني في الدفاع عن قضية فلسطين وعلاقة هذا الشهيد النبيل بقادة المقاومة الإسلامية الفلسطينية.

 

**نحن في الذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس. ماهي وجهة نظر الشعب الفلسطيني والمقاومة الإسلامية الفلسطينية تجاه الشهيد الحاج قاسم سليماني؟

 

كان الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني الأخ الأكبر للمقاومة والمقاتلين الفلسطينيين، وكانت له شخصية متعددة الأبعاد. وعلى الرغم من أنه كان مؤمناً ومسلماً راسخاً، إلا أنه كان أيضاً شخصية بارزة في الجوانب العسكرية والسياسية والدينية. ونحن في فلسطين استفدنا من الفكر السياسي والخبرة العسكرية والفنية لهذا الشهيد الكريم لسنوات عديدة، وكان بمثابة الأخ الأكبر وعضو في الأسرة المسلمة الكبيرة لنا نحن الفلسطينيين.

 

لقد ساعد الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني المجاهدين والمقاومة الإسلامية في مختلف الأبعاد، وكانت أهم مساهماته للمقاومة الإسلامية الفلسطينية في جانب نقل الخبرة والسلاح والفكر الميداني، مما ساهم في تقدم المقاومة الإسلامية الفلسطينية.

 

كما زار الشهيد سليماني فلسطين وبعد استشهاده أصبح مكانه خاليا جدا، ورغم أن تلاميذه يواصلون نفس مسار الشهيد سليماني، إلا أن في رأيي كل شخص يلعب دوره ولايمكن لاحد ان يلعب دور احدأ ثاني.

 

**من أبرز سمات الشهيد سليماني أخلاق هذا الشهيد التقية تجاه سائر الأمم وقادة المقاومة. في أي عام بدأت العلاقة بين الشهيد سليماني وقادة المقاومة الإسلامية وكيف كانت؟

 

قبل أن أريد الحديث عن العلاقة بين الشهيد سليماني وقادة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، لا بد لي من أن أذكر تاريخ نفي بعض قادة المقاومة الإسلامية الفلسطينية. بدأ نفي قادة مقاومة حماس في عام 1993، وفي السنوات نفسها تقريباً، بدأت أيضاً علاقة حماس مع حرس الثورة الإسلامية.

 

ومن قيادات المقاومة الإسلامية الفلسطينية الذين نفوا في هذه السنوات؛ كان هناك الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، والدكتور محمود الزهار، والسيد إسماعيل هنية، وبعضهم تم نفيهم إلى مرج الزهور في جنوب لبنان.

 

ولذلك استمرت العلاقة بين قادة حماس وحرس الثورة الإسلامية حتى عام 1998، عندما أصبح الجنرال الحاج قاسم سليماني قائداً لفيلق القدس، كما كانت تربطه علاقة جيدة مع قادة المقاومة الإسلامية حماس من ذلك الحين حتى استشهاده.

 

وكان الشهيد الحاج قاسم سليماني مسؤولاً عن دعم المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في أوقات مختلفة، وخاصة عند هجمات الكيان الصهيوني على غزة (حرب الـ 22 يوماً). وفي الساحة الميدانية استفاد المقاتلين الفلسطينيين كثيرا من أفكاره وخبراته .

 

**في معركة طوفان الأقصى شهدنا نجاحات وانتصارات جبهة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في غزة، كيف تقيمون دور الشهيد سليماني في إنجازات جبهة المقاومة؟

 

اليوم رأينا أن التجارب والتاريخ الطويل لجهاد الشهيد الحاج قاسم سليماني قد تم نقله إلى الجيل القادم من المقاتلين والمجاهدين الفلسطينيين، وهم ورثة هذا الإرث القيم في طريق الجهاد والقتال ضد الصهاينة.

 

والحقيقة أننا اليوم نعتبر أنفسنا مدينين لجهود هذه الشخصية العظيمة ونسأل الله أن يستمر طريق الشهيد اللواء الحاج قاسم سليماني على يد تلاميذه في فلسطين حتى تحرير القدس المقدسة وتدمير الكيان الصهيوني القاتل للأطفال.