لم يوقف الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني زمان ولا مكان في دفاعه عن المظلومين وخدمة الناس، وكان يتجه بسرعة لأداء واجبه في الجهاد، واليوم وفي ذكرى استشهاده على يد الإرهابيين الأميركيين نقف إجلالا وإكراما أمام من ضحى بكل وجوده في سبيل قضايا الحق ومقارعة الباطل وأصبح قاطنا بقلوب الشعب الإيراني وبل الملايين الملايين من غير الإيرانيين في أنحاء العالم، ونأتي على ذكر بعض من محطات حياته التي ختمت بالشهادة في سبيل الله تعالى، وبعض مناقبه السامية.
انضم الشهيد الحاج قاسم سليماني في عام 1979 إلى حرس الثورة الإسلامية وكان من كوادر وحدة التدريب ومن ثم مسؤول قسم التدريب في ثكنة "قدس" التدريبية التابعة لقوات الحرس الثوري في كرمان، وفي عام 1981 عينه القائد العام للحرس الثوري محسن رضائي قائدا للواء 41 ثار الله في كرمان.
وأثناء الحرب الصدامية على إيران في الثمانينيات كان الحاج قاسم سليماني من قادة العمليات العسكرية الكبيرة التي نفذتها القوات الإيرانية مثل عمليات والفجر 8 وكربلاء 4 وكربلاء 5 ، وسطر ملاحم بطولية خالدة، وأصيب خلال تلك الفترة بالجروح مرتين ، وكانت إصابته بالغة في أحداهما.
بعد انتهاء الحرب الايرانية العراقية في عام 1988 تولى الحاج قاسم سليماني لفترة قيادة الفيلق السابع ( صاحب الزمان عج) ومن ثم عاد مجددا ليقود لواء 41 ثارالله . وقبل تعيينه قائدا لفيلق القدس في الحرس الثوري الاسلامي تولى مسؤولية مكافحة عصابات تهريب المخدرات عند الحدود الإيرانية الأفغانية ، وفي عام 1997 عينه سماحة قائد الثورة الإسلامية قائدا لفليق القدس في الحرس الثوري الإسلامي.
الحاج قاسم سليماني والجهاد ضد الكيان الصهيوني في لبنان وفلسطين
خلال عدوان تموز الصهيوني على لبنان في عام 2006 كان الحاج قاسم سليماني متواجدا في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت وفي غرفة العمليات المركزية لقيادة حزب الله.
وحسب وصف أحد قادة حركة حماس كان الحاج قاسم سليماني على علاقة عميقة ووثيقة مع محور المقاومة وكان يدعم المقاومة الفلسطينية واستطاع تجهيز حماس بأسلحة متطورة أمام الكيان الصهيوني، وان الأنفاق التي حفرت لمواجهة الكيان الصهيوني هي من المخططات العسكرية للشهيد القائد عماد مغنية والفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني.
يقول أحد المحللين اللبنانيين: إن الحاج قاسم سليماني بذل كل ما بوسعه لتجهيز رجال المقاومة في لبنان أثناء عدوان تموز ، وأتذكر بأنه خلال لقاء حصل بيني وبين الشهيد عماد مغنية قبل شهور من استشهاده ، تحدث الشهيد مغنية عن حجم الدعم الذي قدمه الحاج قاسم سليماني لرجال المقاومة في لبنان ، فهذا الدعم جاء بفضل الحاج قاسم سليماني وبأوامر من سماحة قائد الثورة الإسلامية وهذا الدعم والإسناد هو الذي ضاعف قوة المقاومة عدة إضعاف عن مرحلة ما قبل الحرب .
ويصف الخبير الدولي سعد الله زارعي دور الشهيد الحاج قاسم سليماني أثناء عدوان تموز قائلا " وضع الحاج قاسم سليماني مخطط التصدي للعدو الصهيوني في عدوان تموز وان القسم الأكبر من الانتصار كان رهن إدارته للمعركة وتواجده المباشر في الحرب ، وكان حلمه الأكبر هو تحرير القدس الشريف ولم يكن القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني يغفل عن القضية الفلسطينية ، وببركة وجوده نجد بأن المقاومة الفلسطينية تستطيع الآن إفشال الجيش الصهيوني.
القتال ضد داعش في العراق وسوريا
كان الشهيد الحاج قاسم سليماني من قادة الحرب ضد داعش في العراق وسوريا، وكانت داعش مجموعة تكفيرية تواجدت في العراق بعد سقوط صدام وفراغ السلطة في هذا البلد وفي عام 2013 استولت داعش على الموصل وشارفت بغداد على السقوط وحينها ذهب الحاج قاسم سليماني إلى لقاء آية الله السيد علي السيستاني الذي اصدر فتوى الجهاد ضد داعش ولعب الحاج قاسم سليماني دورا بارزا في قيادة قسم من قوات الحشد الشعبي حيث وصفه رئيس الوزراء العراقي آنذاك بأنه احد ابرز حلفاء العراق في القتال ضد داعش.
كما قام الحاج قاسم سليماني بتنظيم صفوف قوات الدفاع الوطني السورية في القتال ضد داعش والجماعات التكفيرية وعرفت القوات التي يقودها بالقوات المدافعة عن أضرحة آل البيت عليهم السلام ومنها لواء فاطميون ولواء زينبيون ، وكان تحرير البوكمال ومدينة تدمر التاريخية في جنوب شرق حمص وتحرير مدينة القصير من جملة وانجازات الحاج قاسم سليماني في حرب سوريا.
وفي 21 نوفمبر عام 2017 اعلن الحاج قاسم سليماني نهاية حكومة تنظيم داعش في سوريا والعراق، بعد ان كان قد وعد في 20 سبتمبر أي قبل 3 أشهر بانه سيتم القضاء على دولة داعش في غضون 3 أشهر القادمة.
واستشهد الفريق الحاج قاسم سليماني في الثالث من يناير عام 2019 في هجوم ارهابي نفذته الطائرات المسيرة الأميركية التي استهدفت السيارة التي تقله في مطار بغداد برفقة الشهيد ابو مهدي المهندس وعدد من الرفاق ، وقد أعلن البنتاغون ان الهجوم نفذ بأمر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
تعليقات الزوار