يؤكد سماحة قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الحسيني الخامنئي (حفظه الله) أن الشهيد العالم والمجاهد الثوري السيد " مجتبى ميرلوحي طهراني " المعروف بـ"نواب صفوي"، هو الذي أشعل في روحه وقلبه صخب السياسة والثورة لأول مرة ، وفق تعبير سماحته.

 

 وكان السيد نواب صفوي العالم الديني الذي أسس جمعية فدائيي الإسلام، وهو من رواد الكفاح المسلح ضد النظام الملكي البهلوي البائد في إيران في خمسينيات القرن الماضي.  وقد اعدم هذا الشهيد العظيم مع عدد من رفاق دربه فجر 17 يناير عام 1956 رميا بالرصاص على يد أزلام النظام البهلوي البائد.

 

وقد قال سماحة قائد الثورة الإسلامية في خطاب ألقاه في عام 1984 "ان عددا من طلاب الحوزة العلمية في مدينة مشهد المقدسة تأثروا بالسيد نواب صفوي وأنا من بينهم " وأضاف سماحته " استطيع القول بأن من أوقد وهج السياسة والثورة لأول مرة في روحي وقلبي، والاتجاه نحو القيام في سبيل الله عز وجل ومن اجل الإسلام، هو الشهيد نواب صفوي وخطبه".

 

ثم أردف سماحة قائد الثورة الإسلامية "في إحدى المرات جاء الشهيد نواب صفوي ورفاقه لتفقد الطلبة الدينيين في مدرسة سليمان خان، وأنا كنت أيضا حاضرا في تلك المدرسة في بدايات دراساتي الدينية ، وقد ترك لقاء (نواب صفوي) وأخلاقه وكلامه والكلمات التي انطق بها وتوجيهه الكلام للطلبة الذين يواجههم فردا فردا، تأثيرا علي وعلى الباقين، فعندما غادر ( نواب صفوي) الجلسة كنت قد أصبحت كالذي شاهد فلما مليئا بالحماس لمدة 3 او 4 ساعات".

 

وفي الجملة الأخيرة من كلامه في ذلك الخطاب قال سماحة قائد الثورة الإسلامية "إن الشخص الذي يخرج فجأة بعد مشاهدة فلم مليء بالحماس لثلاثة أو أربعة ساعات، يصبح العالم الخارجي غريبا بالنسبة له، ولا يزال يشعر بأجواء ذلك الفلم من حوله، ويظن بأنه لا زال هناك، فتصبح مفاهيم الحياة العادية مستغربة لديه، وربما كانت الأجواء مماثلة لدى كافة الطلبة الدينيين الحاضرين هناك".

 

واليوم يصادف ذكرى استشهاد المناضل "السيد مجتبى نواب صفوي" الذي سلك طريق الكفاح المسلح في مواجهة حكم "بهلوي" وسياسات مسؤولي الشاه وهو من قال عنه سماحة قائد الثورة الاسلامية بعبارة کتبه بخطه على صورته بعد إعدامه “السلام على رائد عصرنا في الجهاد والشهادة”.

 

وكان نواب صفوي أول من كتب برنامجاً متكاملاً عن الحكومة الإسلامية وعمره 26 عاماً. ويعتبر كتابه حول "الحكومة الإسلامية" نبراساً لمن يسعى لإقامة حكومة الحق والعدل والإيمان.

 

زار نواب صفوي خلال حياته بعض الأقطار العربية ففي عام 1954، التقى بياسر عرفات حين كان طالباً في القاهرة، إذ قال عرفات عن لقائه : لقد شدني نواب صفوي إلى العمل الثوري الحقيقي من أجل القضية الفلسطينية حين قال لي: إن مكانك هو في فلسطين وليس في القاهرة.

 

واضاف عرفات: وحينها بدأت أفكر لوضع البداية المطلوبة في انطلاقة المقاومة الفلسطينية، وفعلاً جاءت بعدها حركة فتح.

 

استشهاده

 

وفي عام 1955 قام أحد أفراد منظمة فدائيو الاسلام باغتيال رئيس الوزراء وقتها المدعو حسين علاء، ولكن المحاولة فشلت. فاعتقل السلطات نواب صفوي وبعض رفاقه في يوم 18نوفمبر.

 

واستمرت محاكمته مع أخوته المجاهدين لمدة شهرين، وفي صباح يوم 16 يناير عام 1956 اعدم باطلاق الرصاص عليه بينما كان الشهيد يتلو آيات القرآن الكريم.